لقد آن الأوان لزوال الأنظمة الشاهنشاهيّة الجاثمة على صدور الشعوب العربية والإسلامية، فها هو الشعب التونسي الأبي الذي إنتفض وثار وطرد طاغيته، وبعث بإنتفاضته الحياة في دماء وأوداج الشعوب العربية ، وهاهم إخوتنا الأبطال في مصر الأبيّة يعيشون الثورة ولحظات الإنتصار على الفرعون المصري والدمية الأمريكية والمومياء الأسرائيلية، ولا زالوا يقدّمون الشهيد تلو الشهيد، ومن حقّهم علينا أن نقدّم لهم كل ما يلزمهم من دعم مادي ومعنوي لتصل ثورتهم الى بر الأمان وساحل الإنتصار، مبتهلين الى الله أن ينصرهم و يتغمّد شهدائنا هناك بواسع رحمته، ويمن على ذويهم بالصبر والسلوان، ويجعل دمائهم الطاهرة سبيلا للخلاص من الحكومات الديكتاتورية في العالم ، كما وندعو الله أن يتسلّم قيادة هذه الثورة الأمناء من أبناء هذه الأمّة والشرفاء من الشعب المصري الأبي، ونسأل الله أن تهبّ رياح هذه الثورات لتوقض كل الشعوب العربية القابعة تحت هيمنة سلاطين السوء وملوك الفساد، لا سيّما شعبنا الأبي في البحرين، والذي جثم على صدره طاغوت متغطرس، لا يعرف من الحكم وإدارة البلاد إلاّ لغة التهديد والسياط ومنطق العنف والقوة والتطرف للقضاء على كل تحرك نحو الخلاص والحريّة.
ياشعبنا الأبي في البحرين، لقد آن الأوان لإستعادتكم كرامتكم المسلوبة، إنتفضوا على حكم آل خليفة، وأعلنوها ثورة تحرريّة، ولا تقبلوا أن تعيشوا على هامش الحياة وعلى فتات موائدهم وموائد وأزلامهم، وليرحل حمد كما رحل طاغية تونس وكما سيرحل فرعون مصر، فإحملوا عليه حملة رجل واحد، وإطردوه من أرضكم ودياركم ، ليلحق بأقرانه الظلمة الذين سوّدوا صفحات التاريخ، ولا تقبلوا ببقائه وبقاء نظامه في السلطة بعد اليوم، حتى لو أطلق لكم الوعود والشعارات البرّاقة، وبدأ يمنّيكم (بالأيام التي لم نعشها بعد)، فقد خبرتموه كذاب أشر، ومنافق محتال.
يا شعبنا، لا ينسيكم النظام الخليفي مطالبكم الحقّّّة والأصيلة والتي على رأسها زوال حكمهم، ويحصرونكم في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، فالمعتقلون قد أصبحوا غصّة في حلق النظام، وسيفرج عنهم رغم أنفه، وقد بدأ كعادته يبحث عن سيناريوهات للإفراج عنهم وإخلاء سبيلهم، وذلك للخروج من مأزقه وورطته التي أقحم نفسه فيها بإعتقالهم ومحاكمتهم، كما لا تنشغلوا في المطالبة بتوفير بعض المساكن أو بعض الوظائف لبعض العاطلين، فأزمتنا مع النظام الخليفي أزمة وجود، وهي أعمق من أن نحصرها في بعض المطالب رغم أهميّتها، فعلينا أن نوجّه بوصلة مطالبنا لزوال هذا النظام القمعي القائم على العنصريّة والطائفيّة البغيضة، وتنحيته عن السلطة في البلاد، ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب والفساد أمام محاكم شعبية عادلة، لإنزال القصاص العادل بهم و ليكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه مرّة أخرى في الإنقضاض على المطالب الشعبية والوطنيّة.
ندعوكم يا أخوتنا وأخواتنا كبارا وصغارا للنزول الى الشوارع وإسقاط نظام بني خليفة الجائر، وإيّاكم أن تُخدعوا فتكتفوا وتقنعوا بدعاوى الإصلاح الشكلية ، مالم يكن على رأسها زوال حكم آل خليفة ومحاكمة أزلام النظام وعلى رأسهم فرعون البحرين الأكبر حمد الخليفي والمجرمين والقراصنة من آل بيته وحواشيهم ومرتزقتهم، فإرادة الشعوب فوق إراتهم، وقد ثبت لكم بعد التجربة المصرية والتونسية، أن الحل لا يكون بين أروقة البرلمانات
المصطنعة بكيفيّة تحفظ مصالح الظلمة، وتجعل من الأغلبية أقليّة، وإنّما بإنتفاضة الشعوب في الميادين.
إنّنا وإن كنّا ندعوا نشجّع على المشاركة في يوم الغضب الشعبي الموافق في الرابع عشر من فبراير القادم، إلاّ أنّنا نؤكّد أيضا على ضرورة التحرك العاجل والسريع قبل فوات الأوان، والإستفادة من الغليان الشعبي لتحقيق المطالب وعدم الإنتظار الى ذلك اليوم، كما ندعو أنّ لا يكون الغضب الشعبي غضب يوم واحد، بل بالتواجد في الساحات العامّة حتى تحقيق المطالب، وفرار الظلمة وأزلامهم الى حيث مأواهم في برهوت، كما نؤكّد على سلميّة الأحتجاجات والإقتداء بإخوتنا في مصر وتونس، وعدم التعدّي على الممتلكات، أمّا إذا حدث وصوّبت قوات الأمن أسلحتها ورصاصها الى صدوركم، فلا تتردّدوا في نزع أسلحتها والدفاع عن أنفسكم وإنزال القصاص العادل بحق القتلة والمجرمين منهم.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
حركة خلاص