بسمه تعالى; إنكار الأفضلية غير جائز; لأنه مخالف للكتاب المجيد كما في أجوبة سابقة، ولكن الذي لا يلتفت إلى ذلك ويدعي أنه لا دلالة في الكتاب المجيد على الأفضلية لا يخرج عن الإسلام، واللّه العالم.
هل أهل البيت (عليهم السلام) العلل الأربع للخلق؟
هل يصح أن نطلق على أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم العلل الأربع للخلق (الفاعلية، والمادية، والصورية، والغائية)؟
بسمه تعالى; المسلّم عندنا أنهم (عليهم السلام) وسائط بين اللّه تعالى وبين خلقه ولا نعرف تفصيل ذلك، وما نعلمه أنهم (عليهم السلام) مأذونون من قبله تعالى في التصرف في الكون إذا اقتضت المصلحة ذلك، فإنهم (عليهم السلام)ليسوا أقل من الأنبياء السابقين على نبينا، وقد ورد عن عيسى (عليه السلام) انه كان يحيي الموتى بإذن اللّه، واللّه العالم.
ذكر فضائل المعصومين (عليهم السلام)
هل يجوز ذكر فضائل المعصومين (عليهم السلام) وتداولها في المجالس والمحافل دون التحقّق من أسانيد تلك الروايات؟
بسمه تعالى; إذا لم يعلم اعتبار النقل، فلا بأس بذلك بعنوان الحكاية عن كتاب ما لم يعلم كذبه، واللّه العالم.
الخصائص الجسمانية للمعصومين (عليهم السلام)
حديث انعقاد نطفة الزهراء (عليها السلام) من الطعام الذي جيء به للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتزاله خديجة، هل يتعلّق بخلق روحها أم بدنها الشريف؟ وعموماً: هل يختلف عنصر وهيئة بدن المعصوم عن أبدان سائر الخلق؟ كيف كانوا يمرضون إذن؟ وكيف كان بعضهم شديد السمرة، وبعضهم بديناً، كما في الروايات؟
وما مدى صحّة ما يقال من الخصائص الجسمانية للمعصومين (عليهم السلام) من قبيل عدم النوم ورؤية الخلف كرؤية الأمام، وانطباع أثر القدم على الحجر دون الرمل؟
بسمه تعالى; قد ورد في البحار سر اعتزال النبي لخديجة أربعين يوماً حيث أمره اللّه سبحانه وتعالى أن يتهيأ لتكوين هذه البضعة الطاهرة، فكان طيلة الأيام منشغلاً بالعبادة وكان وجوده في بيت عمه أبي طالب(21).
أمّا خصوصية أرواحهم وأبدانهم فإنّ مشيئة اللّه تعلّقت بجعل خصوصيات لهم في أبدانهم وأرواحهم لا يوجد مثلها في غيرهم.
أمّا كون هذه الخصوصيّة كانت بعدم النوم ورؤية الموجود خلفهم بدون التفات أو بغير ذلك كما ورد في بعض الأخبار، فالأولى إرجاع علم ذلك إلى أهله.
كما أنّ قدرة المعصومين صلوات اللّه عليهم على معرفة ما يريدون معرفته ثابتة، فإذا أرادوا أن يعلموا شيئاً علموه، أمّا كيف يتمّ لهم علم ذلك؟ وهل هو بتوجيه المعصوم نفسه الشريفة نحو المجهول فتحصل له المعرفة، أم يتم بواسطة روح القدس الذي هو معهم، أم بتحديث الملائكة، أم بالإلهام . . . إلى آخره، فنحن غير مكلّفين بمعرفة تفاصيله وطرقه، واللّه العالم.
ظروف الأئمة (عليهم السلام)
في الكافي الشريف أن الأئمة (عليهم السلام) يتوارثون كتاباً مختوماً، أو خواتيم (ج 1 كتاب الحجة باب أن الأئمة (عليهم السلام) لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من اللّه) يفتحها كل منهم ويمضي ما فيها، وأن الحسين (عليه السلام)فتحها فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتُقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلاّ معك ففعل،
وأن زين العابدين (عليه السلام) فتحها فوجد فيها أن اصمت وأطرق، وأن الباقر (عليه السلام) فتح الخاتم الخامس فوجد فيه فسّر كتاب اللّه وصدّق أباك وورّث ابنك واصطنع الأمة . . . وهكذا ترى أين يقع ما يقوم به بعض الكتاب والمفكرين الإسلاميين من تحليل تاريخ الأئمة واستنباط الآراء والمواقف من سيرتهم، انهم يعرضون الأمور
في كتاباتهم وتحليلاتهم على نحو يفهمه القارئ كتفسير للحدث وتعليل لعمل المعصوم، هل ذلك لهم؟ أين يقع ذلك من الروايات التي تتحدث عن الكتاب والخاتم المختوم؟
بسمه تعالى; من المعلوم أن لبعض الأئمة (عليهم السلام) ظرفاً يخصه ومقاماً يختلف عن بعض المقامات الأخر; فعصر الإمام علي (عليه السلام) وما جرى فيه من الأحداث العظيمة التي يحتاج فهمها إلى تأمل صادق وبحث عميق، سبّب أن وقع كثير من الناس في تحليل الأحداث بمتاهات، فكان يصعب على البعض فهم سكوت الإمام علي (عليه السلام)
في مقابل ما جرى للخلافة، وكذا غيرها من الأحداث، كما أن ظرف الإمام الحسن (عليه السلام) وما جرى عليه من الظلم يختلف عن عصر الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث أحاطت بالإمام الحسن (عليه السلام) ظروف صعبة اضطرته للصلح مع معاوية حيث تركه القريب فضلاً عن البعيد، وربما يستفيد المتضلع في أحوال الأئمة (عليهم السلام)
وما ابتلوا به في اعصارهم أموراً من بياناتهم وكيفية أفعالهم، فإن بعض أفعالهم لا يختص بزمان دون زمان فيأخذ بما فعل الإمام (عليه السلام) في الظرف الذي يناسب ذلك الزمان مع ضم بعض الخطابات الشرعية، مثل ما ورد في المعاملة مع المبدع والظالم وغير ذلك من الأمور، فيستنبط من المجموع حكماً شرعياً يخصه أو يعم عموم المؤمنين أو طائفة خاصة منهم.
وبعبارة أخرى: سيرة الأئمة وما قاموا به حجة شرعية على وجوب ذلك الفعل أو جوازه بحسب ما يستنبطه المتضلع في أحوالهم، لأنّ اللّه تعالى لا يأمرهم إلاّ بما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام، وذلك منهم (عليهم السلام) حجة على الأجيال الآتية، حتى يعلم الناس أن الظروف تختلف، فهناك ظرف لابد من السكوت فيه،
وآخر تقتضي المصلحة القيام بوجه الظالم، مع اختلاف مراتب القيام، كما فعل الإمام الحسين (عليه السلام)بعد انقضاء عهد معاوية لأنّ الناس رأوا ما صنع معاوية بعد أن تسلط على رقابهم ولعب ما لعب في دين اللّه، ولأجل ذلك قام الحسين (عليه السلام) بما كان يعلم أنه أمر من اللّه ووصية من رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
وكان فعله حجة على أهل زمانه والأجيال الآتية، لئلاّ يعتقد الناس أن كل من استولى على الحكم هو ولي المسلمين يجب على الناس طاعته. وبالجملة أن الإمام الحسين (عليه السلام) أحيا ما أماته بنو أمية وما فعله حجة حتى يتنبّه الناس إلى أن المتربع على كرسي الخلافة ليس أهلاً لها، وإنما الخلافة لأهلها، واللّه العالم.
انتظروناتاااا في الحلقه الرابعه
نسالكم الدعاء