امااستعمال الجمع للمفردإليك نماذج منه :
· { لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء }آل عمران : 181 ذكر الحسن : أن قائل هذه المقالة هو حيي بن أخطب . وقال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق : هو فنحاص بن عازوراء . وقال الخازن : هذه المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من اليهود لكنهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى جميعهم . راجع تفسير القرطبي 4 : 294 ، تاريخ ابن كثيرا : 434 ، تفسير الخازن 1 : 322 .
· {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ }التوبة : 61 نزلت في رجل من المنافقين إما في الجلاس بن سويلا ، أو : في نبتل بن الحرث أو : عتاب بن قشير ، راجع تفسير القرطبي 8 : 192 ، تفسير ، الخازن 2 : 253 ، الإصابة 3 : 549 .
· {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }النور : 33. نزلت في صبيح مولى حويطب بن عبد العزى ، قال : كنت مملوكا لحويطب فسألته الكتابة ، ففي أنزلت والذين يبتغون الكتاب . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم والقرطبي كما في تفسيره 12 . 244 ، أسد الغابة 3 : 11 ، الإصابة 2 : 176 .
· {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا } النساء : 10 قال مقاتل بن حبان : نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني . ( تفسير القرطبي 5 : 53 ، الإصابة 3 : 397 )
· { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ }الممتحنة : 8 . نزلت في أسماء بنت أبي بكر ، وذلك : أن أمها قتيلة بنت عبد العزى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي مشركة ، فقالت أسماء : لا أقبل منك هدية ، ولا تدخلي علي بيتا حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديتها وتكرمها وتحسن إليها . أخرجه البخاري ، ومسلم ، وأحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، كما في تفسير القرطبي 18 : 59 ، تفسير ابن كثير 4 : 349 ، تفسير الخازن 4 : 272
· {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ } المائدة : 41 . ذكر المكي في تفسيره : أنها نزلت في عبد الله بن صوريا . تفسير القرطبي 6 : 177 ، الإصابة 2 : 326 .
· {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِيَنَا آيَةٌ }البقرة : 118 . نزلت في رافع بن حريملة ، وأخرج محمد بن إسحاق عن ابن عباس قال . قال رافع لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه . فأنزل الله في ذلك الآية ، تفسير ابن كثير 1 : 161 .
· {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً }النحل : 41 . أخرج ابن عساكر في تاريخه 7 : 133 من طريق عبد الرزاق عن داود بن أبي هند : أن الآية نزلت في أبي جندل بن سهيل العامري . وذكره القرطبي في تفسيره ج 10 : 107 من جملة الأقوال الواردة فيها .
· {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } فاطر : 29 . نزلت في حصين بن المطلب بن عبد مناف كما في الإصابة 1 : 336 .
· {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ٍ} العصر : 2.1. عن أبي بن كعب قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة والعصر فقلت : يا رسول الله بأبي وأمي أفديك ما تفسيرها ؟ قال : والعصر قسم من الله بآخر النهار ، إن الانسان لفي خسر : أبو جهل بن هشام . إلا الذين آمنوا : أبو بكر الصديق . وعملوا الصالحات : عمر ابن الخطاب . وتواصوا بالحق : عثمان بن عفان . وتواصوا بالصبر علي بن أبي طالب . الرياض النضرة 1 : 34 . قال الأميني : نحن لا نصافق القوم على هذه التأويلات المحرفة المزيفة ، غير أنا نسردها لإقامة الحجة عليهم بما ذهبوا إليه .
· {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ } آل عمران : 77 . نزلت في عيدان بن أسوع الحضرمي ، قاله مقاتل في تفسيره . الإصابة 3 : 51 .
· {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ }النساء : 59 . أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير 7 : 60 ، وأحمد في مسنده 337 ، ومسلم في صحيحه كما في تاريخ ابن عساكر 7 : 352 ، وتفسير القرطبي 5 : 260 وغيرهم : أنها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي .
· {يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا } آل عمران : 154 . القائل هو عبد الله بن أبي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الآية ، وأخرج ابن ‹ صفحة 166 › أبي حاتم عن طريق الزبير : أنها نزلت في معتب بن قشير تفسير القرطبي 4 : 262 ، تفسير ابن كثير 1 : 418 ، تفسير الخازن 1 : 306 .
· {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ }آل عمران : 173 . المراد من الناس الأول هو نعيم بن مسعود الأشجعي ، قال النسفي في تفسيره ( 1 ) : هو جمع أريد به الواحد ، أو : كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه . وقال الخازن : فيكون اللفظ عاما أريد به الخاص . وأخرج ابن مردويه بإسناده عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت فيهم هذه الآية . تفسير القرطبي 4 : 279 ، تفسير ابن كثير 1 : 430 ، تفسير الخازن 1 : 318 .
· {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ }النساء : 176 . نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري . وهو المستفتي ، وكان يقول : أنزلت هذه الآية في تفسير القرطبي 6 : 28 ، تفسير الخازن 1 : 447 ، تفسير النسفي هامش الخازن 1 : 447 .
· {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ } البقرة 215 . نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخا كبيرا ذا مال فقال : يا رسول الله بماذا نتصدق ؟ ! وعلى من ننفق ؟ ! فنزلت الآية . تفسير القرطبي 3 : 36 ، تفسير الخازن 1 : 148 .
· {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ }الأنعام : 26 . ذهب القوم إلى أنها نزلت في أبي طالب ، وقد فصلنا القول فيها في الجزء الثامن ص 3 : 8 .
· {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }المجادلة: 22 . نزلت في أبي عبيدة الجراح حين قتل أباه يوم بدر . أو : في عبد الله بن أبي . تفسير القرطبي 17 : 307 ، نوادر الأصول للحكيم الترمذي ص 157 .
· {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً }التوبة : 102 . نزلت في أبي لبابة الأنصاري خاصة . تفسير القرطبي 8 : 242 ، الروض الأنف 2 : 96 .
· {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ }التوبة: 62 . إن رجلا من المنافقين قال : والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا ، وإن كان ما يقول محمد حقا لهم شر من الحمير . فسمعها رجل من المسلمين فقال : والله إن ما يقول محمد لحق ولأنت أشر من الحمار ، فسعى بها الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إلى الرجل فدعا ، فقال : ما حملك على الذي قلت ؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله بأنه ما قال ذلك ، وجعل الرجل المسلم يقول : اللهم صدق الصادق ، وكذب الكاذب . فأنزل الله الآية تفسير القرطبي 8 : 193 ، تفسير ابن كثير 2 : 366 ] .[1]
نفس الفخر الرازي عندما يأتي إلى آية الولاية يقول حمل الجمع على المفرد خلاف الحقيقة وحمل ما خلاف الحقيقة ضعف فإذا أتينا لنفس تفسير الآية 274 من سورة البقرة يحمل الجمع على المفرد يقول في تفسيره الكبير :
المسألة الثانية : في سبب النزول وجوه الأول : لما نزل قوله تعالى : * ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ) * بعت عبد الرحمن بن عوف إلى أصحاب الصفة بدنانير ، وبعث علي رضي الله عنه بوسق من تمر ليلا ، فكان أحب الصدقتين إلى الله تعالى صدقته ، فنزلت هذه الآية فصدقة الليل كانت أكمل والثاني : قال ابن عباس : إن عليا عليه السلام ما كان يملك غير أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما حملك على هذا ؟ فقال : أن استوجب ما وعدني ربي ، فقال : لك ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية والثالث : قال صاحب " الكشاف " : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين تصدق بأربعين ألف دينار : عشرة بالليل ، وعشرة بالنهار ، وعشرة في السر ، وعشرة في العلانية والرابع : نزلت في علف الخيل وارتباطها في سبيل الله ، فكان أبو هريرة إذا مر بفرس سمين قرأ هذه الآية الخامس : أن الآية عامة في الذين يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة تحرضهم على الخير ، فكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضاءها ولم يؤخروها ولم يعلقوها بوقت ولا حال ، وهذا هو أحسن الوجوه ، لأن هذا آخر الآيات المذكورة في بيان حكم الإنفاقات فلا جرم ذكر فيها أكمل وجوه الإنفاقات والله أعلم[2] .
وكذلك في سورة آل عمران ((فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ))[3]
بالاتفاق أن الآية المباركة في مباهلة نصارى نجران فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على وفاطمة والحسن والحسين والآية وصفت نساءنا الزهراء عليها السلام فقط وأنفسنا أمير المؤمنين عليه السلام فقط . الجواب الثاني وهو الجواب الحلي :
لماذا الجمع وأريد به المفرد ؟؟ ذكر الزمخشري في ذيل هذه الآية :
وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة ، وأنها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا في خنصره ، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته . فإن قلت : كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة ؟ قلت : جئ به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء ، .... .[4] ويذكر الآلوسي في مقام التعليق على هذه الآية :
ولا إشكال في التعبير عن الواحد بالجمع فقد جاء فى غير ما موضع وذكر علماء العربية أنه يكون لفائدتين : تعظيم الفاعل وأن من أتى بذلك الفعل عظيم الشأن بمنزلة جماعة كقوله تعالى : إن إبراهيم كان أمة ليرغب الناس في الإتيان بمثل فعله وتعظيم الفعل أيضا حتى أن فعله سجية لكل مؤمن وهذه نكتة سريعة تعتبر في كل مكان بما يليق به[5]
وهذا ما يرتبط بالإشكال الذي طرحوه على ان الفرد يراد به الجمع وهذا الإشكال يطرح على مبانيهم أما على مبانينا فالآية ليست مختصة للأمام علي عليه السلام فقط إنما للائمة عليهم السلام بعده وهذا استعمال الجمع بالجمع .