[خادم المرتضى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد, و عجل فرجهم و العن عدوهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كثيرا ما يدعي أهل السنة و الجماعة بأنهم يحبون و يوالون أهل بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله, و أنهم ولا أحد سواهم من يتبعهم و يأخذ بعلومهم و أحاديثهم. لكن بنظرة سريعة على أصح كتبهم بعد القرآن الكريم كما يدعون, و بتفحص أعلم علماء الحديث لديهم, ستعرف أخي القاريء بأن كل ما يقولون محض إنشاء, بل مجرد أوهام وتضليل و لعب على عقول الناس.

البخاري في سطور:
هو محمد بن إسماعيل بن ابراهيم بن مغيره بن بردزبه البخاري, و جده بردزبه مجوسي أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى، ويمان هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي، ولذلك قيل للبخاري "الجعفي" نسبة إلى ولائه لولاتهم. يعتبر البخاري أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة وهو صاحب ما يسمى بـ "صحيح البخاري" أصح الكتب, عند أهل السنة والجماعه بعد القرآن الكريم على حد زعمهم. ولد سنة 194 هجريه و مات سنة 256 هجريه.

عدد الأحاديث التي أخرجها البخاري في كتابه مع المكرر هو تقريبا 7,500 حديث . يبلغ عدد الاحاديث المكرره ما يقارب 3,500 حديث. أي ما يستفاد من أحاديثه التي تصف لحظات حقيقيه من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وأقواله و أفعاله و تقريره هو 4,000 حديث فقط. اكثر من نصف هذه الاحاديث مجتمعه رويت من قبل ثلاثة أشخاص فقط. وهم ابو هريره و عائشة و أنس بن مالك.

قال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول "أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح". أي أنه حفظ 100,000 لكنه أستثنى 92,500 حديث صحيح و لم يخرجهم في كتابه مع اعترافه بصحتهم. أخرج فقط 7,500 حديث مع المكرر. أخرج ما نسبته 7,5 % من الأحاديث الصحيحه التي كان يحفظها.

يزعم أهل السنة و الجماعه أن من وثقه البخاري فقد جاز القنطره. ممن جاز "القنطره" الناصبي و الخارجي و القدري و المشبه و كثير من أهل البدع و الضلال. وجد البخاري بعلمه الفذ أن عكرمه البربري الحروري الكذاب و عمران بن حطان الخارجي الناصبي الذي مدح ابن ملجم شعرا و هو قاتل الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ثقات و احتج بحديثهم و جوزهم "القنطره". هذه اسماء بعض النواصب الذين وثقهم البخاري و احتج بأحاديثهم: حريز بن عثمان الحمصي الناصبي, حصين بن نمير الناصبي, عبدالله بن سالم الاشعري الحمصي الناصبي, ثور بن يزيد الحمصي الناصبي وغيرهم الكثير.

مقارنة بأحاديث ابي هريره الدوسي و عائشة و أنس بن مالك الكثيرة, و مقارنة بأحاديث النواصب و الخوارج و أهل البدع, هل أخرج البخاري أحاديث و تراث أهل البيت عليهم السلام؟ هل كان بالفعل موالي لأهل البيت عليهم السلام؟ لنرى.

عدد الأحاديث التي أخرجها البخاري عن أهل البيت عليهم السلام (ملاحظة: جميع تلك الاحصائيات من علماء أهل السنة و الجماعة , لذلك قد تكون الأرقام أقل بكثير) هي كالآتي:
الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: روى عنه البخاري 79 حديث مكرر, و بغير المكرر 34 حديث
سيدة نساء العالمين عليها السلام بنت المصطفى الأعظم صلى الله عليه و آله: صفر
الامام الحسن عليه السلام: روى عنه 8 احاديث فقط
الامام الحسين عليه السلام: حديثان فقط
الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: روى عنه 25 حديث مع المكرر
الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام: لم أظفر برقم
الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: صفر. في عصر الامام جعفر الصادق عليه السلام نضج علم الحديث كثيرا و بدأ أهل الحديث يبحثون عن الأحاديث النبويه منه عليه السلام. لكن البخاري لم يوثق حفيد رسول الله الامام جعفر الصادق عليه السلام! لا بل استراب و شك به!
الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام: صفر
الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام: صفر
الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام: صفر
الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام: صفر
الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام: صفر
يجدر الإشاره هنا بأن البخاري عاصر الامام الحسن العسكري عليه السلام الذي ولد عام 232 هجري و استشهد عام 260 هجري.

بلغة الأرقام, روى البخاري في كتابة 69 حديثا غير مكرر فقط لا غير عن أهل البيت عليهم السلام مجتمعين. مقارنة بمئات الأحاديث عن الثلاثي ابو هريره و عائشة و أنس بن مالك

لم يرو البخاري أبدا أي حديث عن أبناء أئمة أهل البيت عليهم السلام. وهم حملة علوم آبائهم و أعمامهم و أجدادهم. لم يرو عن الحسن بن الحسن, و لا عن زيد بن علي, و لا عن يحيى بن زيد, و لا عن النفس الزكية محمد بن عبدالله بن الحسن السبط, ولا عن الكثير من أبناء الأئمة عليهم رضوان الله تعالى جميعا.

الجدير بالذكر أيضا أن البخاري لم يخرج حديث الثقلين (تركت فيكم الثقلين القرآن الكريم و عترتي أهل بيتي) الصحيح المتواتر. و المفارقه هي أن تلميذه مسلم النيسابوري صحح هذا الحديث و أخرجه في صحيحه. هذا يثير تساؤلات كثيرة. لعل البخاري آثر أن لا يخرجه و ان يبقيه مع التسعمائة الف حديث صحيح, لغرض في نفسه.

ما يثير الاستغراب حقا, و الذي لم يتنبه اليه أهل السنة والجماعه هو ان البخاري لم يذكر اسم "المهدي" في كتابه أبدا. هذه إشاره واضحه لعقيدة الرجل, هل يعقل بأنه لم يجد حديثا واحدا صحيحا عن الرسول صلى الله عليه و آله يبشر به أمته بإمام من عترته و أهل بيته يذكر فيه اسم "المهدي"! ما فعله البخاري قد يضلل الكثير من الناس و يقودهم الى التهلكه, بل ضلل البعض من أهل السنة البسطاء لدرجة أنهم في هذه الأيام باتوا لا يؤمنون بالمهدي فقط لأن البخاري لم يخرج أحاديث عنه تذكره صراحة, و في المقابل يكذبون الاحاديث الصحيحه عن النبي صلى الله عليه و آله و يردونها.

لا أعرف ما معنى النصب الذي يفهمه أهل السنة و الجماعه, و ما هو تعريفه عندهم, و ما هي صفة الناصبي, و ما هو شكله, لكن من ينظر لكتاب البخاري بنظرة المحب الموالي الصادق لأهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله, لا يستطيع الا ان يصف كاتب هذا الكتاب بالنصب و الزيغ عن محمد صلى الله عليه و آله و عن أهل بيته الاطهار, فلغة الأرقام تتحدث.

سأختم بثلاثة أسئلة للأخوة أهل السنة و الجماعة, و للزملاء الوهابية:

1. هل خلف أهل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله تراثا من جدهم؟
2. أين يمكن للمرء أن يجد تراث أهل بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله؟
3. هل تعتقد بأن البخاري ناصبي أم لا؟ و لماذا؟

خادم المرتضى