يفترض أن أتحاد الأدباء العراقي يعتبر أطاراً يمثل و يجمع كل المهتمين بالأدب بكل ألوانه من شعر و قصة و رواية و غيرها من فنون الأدب و لكن السؤال الذي برز بعد مظاهرة شارع المتنبي للأدباء الذين يشجعون شرب الخمر و بيعه في ناديهم هل هذا واقعي , أي هل يمثل اتحاد الأدباء كل الأدباء ؟
لا أتصور أن هناك من يستطيع الجزم بأن المظاهرة التي خرجت لنصرة الخمر , هي تمثل كل الأدباء و المثقفين العراقيين فهناك الكثير ممن يتصفون بهذا الوصف ممن لا يحتسون الخمر و لا يقربوها و هم مع ذلك أدباء يكتبون الشعر و القصة و هناك الكثير من الفنانين و المثقفين يؤيدون قرار مجلس محافظة بغداد في غلق تلك النوادي ليس فقط من باب التحريم الذي يؤمن به الكثير من هولاء الأدباء و هذا حقهم , و لكن من باب دفع الضرر الكبير الذي تخلفه هذه الظاهرة اليوم في تهديم و تمييع البنية الاجتماعية و التربوية للمجتمع العراقي , فنحن نرى الشباب و المراهقين و هم يجوبون الشوارع في الليل مترنحين و ثملين ينحدرون في متاهات الجريمة المظلمة فهل يرضي هذا الضياع لابناءنا الأدباء و أتحادهم ؟ و نرى الأسرة العراقية تتفكك بسب أدمان رب الاسرة على المسكرات ,
و هل كان وراء المظاهرة أن يستمر مسلسل ربط أسم المثقف العراقي و الأديب العراقي بالخمر أرتباطاً عضوياً , فيحاول البعض و منذ زمن أن يصور في اللاعقل الجمعي العراقي تلازم الخمر و السكر مع الشعر و الأدب و الفن و الثقافة و كأن من لا يتناول الخمر لا يمكن ان يكون شاعراً أو فناناً أو أديباً أو مثقفاً ,
فهل كان المتنبي لا يقول الشعر الا و بجانبه كأس من الخمر أو غانية أم أن الأخطل و ابن تمام كانوا يتمايلون من الثمالة و هم ينشدون أشعارهم ؟
أن أختزال و حصر صفة المثقفين و الأدباء في هذه الجزيئة وراءها ما ورائها من ايدلوجيات لم تعد تملك من أطلال الماضي الا القشور التي أستغرقوا فيها لتكون سلواهم بعد خسارتهم و فشلهم و أفلاسهم في الشارع العراقي , أن الكثير من الأدباء و المثقفين في بغداد و المحافظات العراقية يرفضون بشكل قاطع هذا التعدي على عنوانهم الكبير الذي هو أسمى من نزوات ثلة تحركت لغلق البار الخاص بنادي أتحاد الأدباء الذي سمعنا الكثير مما يحدث فيه من تسافل بعض المحسوبين على الأدب و الثقافة , و هل يبقى هناك أدب أن فقد الإنسان عقله , و بات كالبهيمة لا يعي ما يتصرف , فليعزلوا البار عن النادي الاجتماعي التابع لاتحاد الأدباء ليكون خاص بمن يرغب بتخدير عقله , أما أن يبقى السكر و العربدة متلازم مع أتحاد الادباء , فهذا ليس أتحاد أدباء و لا يمثلهم و أنما يكون