في أول أيام عيد الأضحى المبارك أثارتني التغطية الكاملة من قناة العراقية في صباح هذا اليوم قناة الدولة حسب الدستور وليست قناة رئيس مجلس الوزراء كأكبر خطا مهني ترتكبه ولا اعرف لماذا توجد فيها شبكة أمناء يتقاضون رواتب مقدار البدل الشهري للعضو الواحد سبعة ملايين دينار عراقي في حين أنها مليئة بالأخطاء المهنية وعام بعد عام تبدو هذه الشبكة وكأنها ملك لمن يرأس الحكومة العراقية ولا اعرف لماذا سياسة هذه الشاشة هي دائما تغطي على الكثير من المعلومات الحقيقية عن الظواهر اللا حضارية في المجتمع وتحاول أن تغالي في موضوعات فقيرة لا تصلح كمادة خبرية فهم مستمرون يعزفون البوق ويمدحون صباحا ليلا منجزات الحكومات التي تعاقبت بعد التاسع من نيسان وهذا بالتأكيد هو ليس ذنب رئيس الوزراء لأنهم هم من يغطوا النشاطات بطريقة نام رئيس الوزراء أكل رئيس الوزراء شرب رئيس الوزراء وهذه حالة طبيعية في مجتمعنا لاسيما بعض المتملقين والانتهازيين في وسطنا الإعلامي الذين ينأون بأنفسهم من اجل كسب المال حتى لو كلفهم الأمر أن يهينوا نفسهم تحدت أقدام هذا المسئول أو ذاك لأننا ثقفنا قبل قرون على الخنوع والإذلال إلى الرمز , الطامة الكبرى أن العراقية لم تشر إلى الخبر لمدة دقيقتين بل لأكثر من ساعة من مشهد كوميدي بامتياز يتسم بطابور من يقولون أنهم من شيوخ عشائر وسياسيين وإعلاميين وأكاديميين وضباط ولا اعرف ما هي اللذة حتى للذي يقر بان هذا اليوم هو يوم عرفة وليس أول أيام العيد ذهب ومنذ الفجر تاركا عائلته وجيرانه لكي يصافح معبود الجماهير رئيس مجلس الوزراء لولاية أخرى السيد نوري كامل المالكي وهنا أود أن اذكر أيضا ليس مثلبة على السيد المالكي بل العكس اذ تحمل جهد العناء ليقف لساعتين أو أكثر بدون استراحة ليصافح ويقبل طوابير المواطنين المهنئين له في العيد والمتملقين له لأنه تولى الحكومة لمرة أخرى ونسي الكثير منهم أنهم كانوا يتحدثون عنه بالسوء قبل أن يكلف بالمنصب لمرة أخرى , فانظروا يا خواني كم نحن بؤساء الفكر والكرامة لازلنا نكرس عبادة الرمز والفرد ونؤلهه فلماذا لم يذهب احد من هؤلاء ليقدم التهنئة إلى عائلة مسكينة ليس لديها ما تنفقه في العيد من الأرامل والأيتام؟ لماذا لم يذهبوا لزيارة القبور حتى يتأكدوا أن أموالهم ومناصبهم لن تنفعهم يوما ما وبالتالي سيكونون تحت التراب ( يوم لاينفع مال ولابنون) لماذا لا يلتقون رئيس الوزراء وينتقدو في حديثهم الزحام الذي تسببه نقاط التفتيش في بغداد والذي يعد احد انتهاكات حقوق الإنسان بل دون جدوى ؟ لماذا لا ينتقدو في هذا اللقاء أزمة السكن المستعصية ومن المسؤول عنها؟ لماذا لا ينتقدوا قلة الخدمات والمرافق السياحية والترفيهية وان احتفالات أمانة بغداد في متنزه الزوراء هي أكذوبة إعلامية بما لا يدع مجال للشك ؟ لماذا لا ينتقدوا في حديثهم له عن العوز والفقر والتباين الطبقي بين طبقة موظفي الدرجة الخاصة في رئاسة مجلس الوزراء ومجلس رئاسة الجمهورية وهيئة الاستثمار والوزارات السيادية ومجلس النواب وما يتقاضون من رواتب وبين ما يتقاضاه المتقاعد المسكين والذي يسكن في منزل إيجار بسبب سياسات النظام السابق الرعناء وما بعدها من السياسات الخاطئة ؟ فجميع هذه الأزمات وغيرها اطرحها أنا كمواطن عراقي في أيام العيد والتي تليها لأكتبها إلى رئيس مجلس الوزراء لولاية أخرى السيد المالكي بدون مقابلة أو مصافحة أو قبلات...