[بطل العراق 2010]

أ. د. مجيد العنبكي
اصبحت وثائق ويكيليكس الان من العالمية بصورة لايمكن تجاهلها او نكرانها بأي شكل من الاشكال , مما حدا بالكثير من الشخصيات والهيئات والمنظمات الدولية المطالبة باجراء تحقيق محايد في هذا الموضوع الخطير. ولايشفع للاخرين القول بتسيس نشر الوثائق في هذا الوقت بالذات ووصل الامر الى ان تقوم الامم المتحدة , وهي أعلى منظمة دولية , بتقديم طلب رسمي الى حكومتي كل من بغداد وواشنطن بالتحقيق في تلك التقارير المنشورة. والواقع لو ان الامر حصل في أي من دول العالم لاستقالت الحكومة على الفور كجزء من مداراة عورتها التي ظهرت وبانت للملأ , ولكن يبدو ان اعضاء الحكومة الحالية بكل اعضائها ووزرائها قد نزعوا غيرتهم وسحقوها , فالمهم عندهم ليس خدمة الشعب والوطن قدر مايهمهم سرقة الاموال ومصادرة حقوق الاخرين وتشريد شعبهم والامعان في ظلمهم وبيع حدود بلدهم وحقول نفطه والتمتع بالاموال الحرام و بالنساء والاسراع الى الزواج بثانية وثالثة وحتى رابعة بصورة سرية وفي بلدان اجنبية في حالة انكشاف امرهم , وغير ذلك مما بات معروفا للقاصي والداني في الداخل والخارج , حتى ان البعض من الوزاراء راح يهدر الاموال هنا وهناك لتلميع صورته زورا وبهتانا أمام الاخرين باغداق الاموال على صحفيين وكتاب مأجورين للتغني بسيفه المبتور الذي سلمه اياه المحتل واعوانه دون ان يبالي بالظلم الذي الحقه بمصادرة حقوق موظفيه التقاعدية وغيرها..أبعد كل ذلك نأمن أن تقوم تلك الحكومة بالتحقيق في تلك الوثائق ؟ ان لجنة التحقيق يجب ان تكون محايدة تماما ومن خارج الحكومة , وبالذات الا يكون فيها أي عضو أو مشارك بأي شكل من الاشكال من وزارات الخارجية والعدل والداخلية , والاسباب على ذلك كثيرة وواضحة وموضوعية الا هل بلغت اللهم فاشهد..
رحم الله شهداء العراق وأسكنهم فسيح جناته وأعان شعبه للخروج من هذه المحنة.. اللهم امين الى يوم الدين.