لم يصدق حكم العائلة في كل وعوده لكنه هذه المرة صدق وهاهي الأيام التي لم نعشها تتجلى وترتسم .. حاول الحكم عبثا وسيفشل في تضليل الرأي العام وإخفاء الحقيقة بفعل صمود أبطالنا الأسرى، وأما وعده الذي أوفى به فهو ما كان الأبطال موطنين أنفسهم له ومتوكلين على الله في تحمل مسؤلية أمانة الكلمة والدفاع عن العرض والشرف. حينما وعد الحكم وتوعد الجلاد بتمزيق أجساد الأبطال إن هم تكلموا عن جرائم التعذيب ومعاناتهم فإن أجسادهم ستمزق وسيتجرعون ألوان العذاب وصنوفه وأوفى الجلاد بوعده وتمسك الأبطال بموقفهم وصمودهم وتحديهم.
هنا جزء يسير من الأخبار التي وردتنا حول ما تعرض له الأبطال من تعذيب جبان في غرف مظلمه وطوامير تحت الأرض ظن الجلاد أنها ستمنع صدى آهات المعذبين من أن تخترق الجدران ولكنها وخزت قلوبنا قبل آذاننا، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ...
هنا فيض من غيض هذه الجرائم التي يندى لها الجبين وستكون وصمة عار تدون في سجل جرائم الإنسانية حتى يمن الله على الذين استضعفوا في الأرض
جميع الأبطال بعد إنتهاء مهزلة المحاكمة الأولى وإنتقاماً منهم على الأقوال التي أدلوا بها أمام المحكمة فقد أجبروا على الوقوف لساعات طويلة وبعضهم لأكثر من يوم وغالبيتهم تعرضوا للتعذيب بالصعق الكهربائي ومنع عنهم الأكل وأخذت منهم نسخ القرآن الكريم ومنع بعضهم حتى من أداء الصلاة
وفيما يتعلق بالصور التي ظهرت على تلفزيون العائلة للمعتقلين وهم يمارسون الرياضة فقد كانت خدعة ومكيدة لم تنطلي على من يعرف سياسة الكذب والخداع الذي هو ديدن أجهزة التعذيب والإرهاب، فقد تم إخراج المعتقلين من زنازينهم لمدة عشر دقائق بهدف تصويرهم وتكذيب شهاداتهم التي عرت وفضحت جهاز التعذيب والإرهاب.
هذه بعض الشهادات والحالات التي حصلنا عليها تحكي جانبا بسيطاً من مآساة وعذابات المظلومين
يحكي البطل الحر وهو حر كما اسمته أمه:
يعاني من جراح في صدره
لقد تم رفعه من الذكر وادخل الجلاد إصبعه في دبره وضرب بوحشية على رجليه لانه طلب ضمان من المحكمة وتم ضربه بقسوة على اذنه
البطل سيد عقيل الساري
تعرض لضرب شديد وتم تعذيبه بالصعق الكهربائي في اعضائه التناسلية
رمز الصمود الدكتور السنكيس:
لم يتركوه لينام وقد اخذوا منه القرآن ومنعوا عنه الاكل وأخذوا ملابسه في محاولة لإذلاله وتركه دون إستحمام، كان يتعرض للإهانة والسب والشتم ونتيجة الضرب الوحشي خرقت أذنه لأنه تحدث بالتفصيل عما حدث له من تعذيب في المحكمة
محمد سعيد:
رغم ألامه وما يعانيه نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له فلم يشفع له ذلك ضرب في الأماكن التي يتألم منها ولما صرخ متوجعا رفسه الجلاد بحذاءه على أنفه وقد أنهكت قواه وهو يعاني من ألام في الظهر وما زالت عليه آثار التعذيب
البطل جعفرالحسابي:
ما زالت عليه اثار واضحة في رجله وأذنه نتيجة للصعقات الكهربائية التي تعرض لها وفي فترة التحقيق الاولى تعرض للهلوسة بسبب التعذيب الوحشي، ويقول في احدى المرات انهم اعطوه الهاتف وقالوا له تحدث معك سعيد الشهابي على التليفون وانه يريد اخبارك بان هناك هدنة بينه وبين الملك وكانوا يطلبون الإعتراف على اسماء في حزب الله والاعتراف بعلاقة الشهابي بالحرس الثوري في ايران
البطل احمد جواد الفردان:
كان يعذب وقد ضرب على خصيتيه وفي نفس الوقت يسمع صوت الشيخ سعيد النوري وهم يعذبونه في الحجرة المجاورة، وقد تم تصويره وهو يعترف على اسماء نتيجة التعذيب وساوموه على المقداد والسنكيس مقابل ان يرجع لوظيفته
البطل علي عبدالامام:
تعرض للتعذيب والضرب على رأسه وتم تهديده بالتعرض لاهله وعائلته، وايضا بقتله اذا لم يسكت في المحكمة
البطل حسن الحداد:
يتم ضربه كل يوم وحتى اثناء وجوده عند الطبيب الشرعي وكان ضابط من المخابرات يطلب منه الاعتراف على المقداد بتمويلهم وتمويل لبنان ايضا
البطل محمود رمضان:
ركزوا معه في التحقيق على جلال فيروز وجمشير والسنكيس وطلبوا منه ان يعترف بان السنكيس اعطاه 250 دينار لمساعدة افراد اخرين من جبلة حبشي
وهو مصاب وعلى رجله ما زالت اثار التعذيب خصوصا اليمين واثار تعليق وتم توقيفه لخمس ساعات من كل يوم
البطل سلمان ناجي:
لا يستطيع حتى الان رفع يده نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له وقد تم اخذه للطبيب الشرعي وتم تحويله إلى مستشفى العسكري الا انهم كتبوا في التقرير انها اثار طبيعية ولا علاقة لها بالتعذيب
تم تهديد جميع المعتقلين بعد الجلسة الاولى في المحكمة بانهم سيحتفلون بهم في الليل في حفلة الفاحشة وبثوا فيهم الرعب بهذه الكلمات وبانهم سيمارسون معهم الفاحشة بشكل جماعي وهددوهم بتعذيب أكثر وحشية