ان الشريعة الاسلامية ذات طابع عالمي بعيده كل البعد عن النمط القومي او الاقليمي او العنصري والفئوي ومن هنا كان لزاما ان تمتد جذورها لتقتحم الانسان في وجدانة ومشاعرة (قل ياايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا))وهذا مؤكد فان الشريعة الاسلامية هي شريعة الله للناس كافة شاملة كاملة فكريا وعملياومن هنا كان لابد للصحوة الحركية الاسلامية المرتبطة بخط المرجعية والوجود العلمائي في بنيانها الاساس ان تمتد شعلتها الواهاجة الى كافة افاق الضميرالانساني بما تحملة من مبادء وحلول تحتوي كل تطلعات الانسانية بلا تميز او تفريق ..لكن النظام الحركي الاسلامي المبارك بالمرجعية الجامعة يواجة مشاكل من الداخل ومن الخارج ولعل مشاكل الداخل كبر واكثر تعقيدا حين يتحول الفكر الى انتهازية ونفاق وحين تغدو الكلمة تجارة وسلطة وحين تجتمع كلمة الباطل وان تعددت مشاربها وتنوعت طرقها على حصار الكلمة الطيبة وعزل الدين الحركي.....ان مشكلة الامة الاسلامية في عصرنا الحاضر منذو عهد الوجود الاستكباري وسيطرتة الاستعمارية الغربية على حاضرالامة ووجودها انهم فقدوجزء كبير من الاصالة الاسلامية في وجودهم وحركتهم فتحول العنوان الاسلامي الكبير الذي كان حاضرا على مدارالتاريخ الى عنوان جامد وقفي لايوحي بمعنى متحرك في خط الانسانية الفاعلة فكانت المسالة عندهم ترتكز على حرية الفرد في ممارسة عباداتة والتزاماتة الفردية تجاة دينة من دون الاهتمام بالقضايا الاساسية في ميالة الحرية والاستقلال وتشريع دين الامة لادين الفرد وبالتالي يتخففوا من عناء المواجهة بالصبر السلبي والاهتزاز الروحي والالم الداخلي وقد اخذ بعض الخطباء والوعاظ هذه الظاهرة فحاولوا ان يؤكدو عليها في خطبهم ومواعظهم ليطلقوا صيحة الانكار الغوغائية على اي تحرك اسلامي في موازاة التحركات الاخرى وباساليب التوبيخ والتقريع وماولة الاسقاط الاممي.ولعل مشكلتهم تكمن في الهزيمة الروحية الوهمية التي عاشها المسلمون امام الثقافة الاستكبارية المتغربة التي تحاول ان توحي بالرفض الفكري للدين من حيث قيمتة الحضارية والانسانية ومن المؤكد ان هذه الهزيمة تركت اثركبيرفي واقعنا كله وادت الى ضياع الهوية وفقدان الاصالة وهو ما يحاول الكثيرون من اتباع المبادىء المضادة للدين لابعاد الناس عن اجواء الدين واهتماماتة العامة فيبادرون الى اثارة قضايا الحياة ومشاكلها وحاجاتها الانية والمستقبلية لاسيما الاشياءالملحة منها مما هو قريب الى احساس الانسان وشعورة واهتمامه ثم تتبع الخطة السياق الغربي ذاتة في محاولة تصدير غوغاءاوربا قبل الثورة للمحاولة في اتجاة اثارة الحلول على الطريقة التي يفكرون بها وتوجية المناقشات الى الجوا الذي يعيشون فيه ليظل الحوار الجدلي مشدوادا الى الفكرة والجوا معا حتى في الاتجاة المضاد المفلس فكرياوهم بهذه الاستراتيجية يحاولون الحصول على نتيجتين ابعاد الناس ووجدان الامة عن التفكير الديني بابعادهم عن رموزة الاساسية من المشايخ والعلماء واصحاب الفضيلة ومن ثم تقريب الناس الى افكارهم الاسقاطية بتقريبهم الى اجوائها النفعية الانية التي تمس حاجة الانسان السريعة وفي نهاية المطاف استلاب الشعور الديني من وجدان الامة وقلوبها وتمهيش رجل الدين صاحب القضية الفكرية الشاملة بعد عجزهم عن مواجهتة فكريا وعمليا ..وكان ان اثارت هذه الحملة حماس كثير من المسلمين البسطاء الذين يرتبطون بالقضايا الاسلامية الاساسية من الشكل الشعائري لاالمضمون الفكري الذي يحيط بالقضية بضروفها الموضوعية لقد اثارت هذه الحملات المبرمجة مختبريا الكثير من النقد القاسي لدى اعداء الاسلام ولدى بسطاء الانتماءالديني بدون روية موضوعية وتدبرعملي للظروف ونوعية العطاءالمتعلق
بها فكانت فرص ذهبية للحديث عن الاسلام من خلال رجل الدين الممثل القراني لللاسلام الواقعي ومن ثم التدرج لاسقاط المرجعية في ضمائر الناس ولو بعد حين ...ان كشف الخلفيات السياسية الكامنة وراء هذه التصرفات وتوضيح الارتباط المشبوة التي يرتبط بها القائمون على تصدير الثورة الفرنسية بثوب اسلامي واجب ملزم تجاة العاملين في الحقل الاسلامي السياسي رغم كل الضغوط الشديدة التي يتعرضون لها لان بذلك يعصم المسلمون من الاندفاع ويمنحون لحظة صمت وتفكر بصحة الادعاء والاعلام ولاننسى ان الدكتاتور ية تكرس عقيدة باطنية في الامةوهي تمجيد الاعلام وتقديسة هذه العقيدة الباطنية استغلها الاخر في استيراد العقل الغربي الجاهز ودفعة الى الشارع الاسلامي وكما تسد الطريق امام الاخطر وهو التحدي الداخلي الكبير المتمثل في العملاء الذين يتخذون من الصفة الاسلامية عنوان لتوجية النقد الانشائي والتجني الجدلي الى الاسلام بالذات والحركات الاسلامية التي تنتمي للقران والسنة بخط المرجعية المبارك وهذا العمل من عناوين الجهاد في الاسلام الجهاد السلبي طبعا.يقول سيد قطب رحمة الله((.ان الجهاد ضرورة للدعوة اذاكانت اهدفها هي اعلان تحرير الانسان اعلانا جادا يواجه الواقع الفعلي بوسائل مكافئة في كل جوانبة ) من المؤكد ان هناك عقبات تواجة الانسان الرسالي (واقصد بالرسالي من يرتبط بالقران والسنة من خلال ارتباطة بالمرجعية الجامعة للشرائط .)هذه العقبات والمؤثرات المادية بكل طرقها وعناوينها المتغايرة والمتباينة لابد من ازالتها اولا وتختلف نوعية الازالة بنوعية وطبيعة المانع للتمكن من مخاطبة قلب الانسان وعقلة ووعية وهو طليق حر من الاستعمار الذهني والحركة الاسلامية ليست بحاجة الى مبررات ادبية لاستعمال رصيد القوة اكثر مما يوفرها الكتاب العزيز والسنة وارشادات المرجعية المباركة..وفي الحديث عن اهل بيت العصمة عليهم السلام(ان الرفق ماوضع على شيء الا وزانة ولارفع عن شيء الا شانة))انهم يعنون عليهم صلوات ربي وسلامة ان الثورة لاتنعي السلاح فحسب ولاتعني القسوة بلكلمة ومن ثم تستهلك فلايعد لها اي تاثير بل تقتضي توفير العناصر والاساليب الضرورية التي تساهم في تغيير الفكرة والموقف بالمنهج الحكيم المتزن المتوازن بين السلب والايجاب والذي يدرس كل الاحتمالات والشروط الموضوعية في بناء الفرد والامة وفي معرفة نوعية التحدي وطبيعة مواجهتة ان الاسلاميين يعون هذه المسالة وبحسابي استطاعوا ان يهئون انفسهم لكل الاحتمالات لان منهجهم القراني في تبيان كل شيء والتاريخ تجربة اختزنوها في ضمائرهم ووجدانهم وهم من هذه النقطة ينطلقون في مواهجة هذا الحملات وفك هذا التطويق وتهميش الحصار السياسي والاستراتيجي يقول(نورمان بيل(اي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الاهمية كاهمية تصرفنا تجاهها لان الاخيرة هي التي تحدد نجاحنا اوفشلنا)نعم تصرفنا وقراتنا للواقع هو من يحدد النجاح والفشل وليس قلب الوقائع وتزويرالحقائق لانها سوف تنتهي وتنكشف الخلفيات عاجلا او اجلا..
ومهما حاول الاخر ان يعزل الوجود الحركي الاسلامي (ومهم ان ان نعرف ان الوجود الحركي الاسلامي مستهدف فقط الارتباطة بالمرجعية والارتباطة بالقران والارتبارطة بالتاريخ من هنا هو يمثل خطر كبير على المشاريع للعالم الجديد).مهما حاول الاخر ان يصنف التيارات الاسلامية ويقصيها من الواقع السياسي فان ذلك لايمكن ان يلغي الوحدوية في شخصية المسلم هكذا نقرء التاريخ ان حركات الانبياء تحولت الى تيارات اجتماعية هادرة رغم التعقيدات الكبيرة لانها ببساطة امتزجت بعواطف الانسان وتشربت في روحة ونغمست في وجدانة فهل يستطيع غيرالدين ان يجد طريقة في مسالك الروح الانسانية المتشعبة من المؤكد لا...ان هولاء الذين يختبئون خلف شعارات الدين ويصنفون انفسهم مسلمين هم في الحقيقة يتحركون ضد الدين اذ ان الدين ليس لعق على الافواه بل الدين قران وسنة واتباع باحسان ومعروف والدين مشروع الالهي للبشرية يحملة رجال صدقوا ماعاهدو الله علية من العلماء والمشايخ ومن تبعهم باحسان من خالص المؤمنين ...ويجتهدون في محاولة ابعاد القران عن المجتمع المسلم وايجادثغرات في الوعي التاريخي للشخصية المسلمة لاقحام الرؤية الغربية للحياة في الامة متناسين قوة واصالة الاسلام ومدى اندكاك باعثة الجذري الحضاري .ومتناسين ان التاريخ يخضع لقوانين وسنن للتغيير ...
يقول الشهيد السعيد السيد محمدباقرالحكيم(ان حركة التاريخ والتحولات الاجتماعية تخضع لسنن وقوانين وكلما كانت الحركة منسجمة مع هذه السنن كلما كان التحول والتغيير اكبر ومن هذه السنن سنة انتصار الحق على الباطل))........
من ذلك أن موازين القوى الدولية العلمية تغيرت بعد سقوط الاتحادالسوفييتي وانتهاء الحرب الباردة تقريبا مما مكن الولايات المتحدة الامبراطوية الجديدة ونمر الورق كما يقول ماو من الاستقواء والتعدي وبسطهيمنتها ونفوذها على عالم المستضعفين والمقهورين بوجه أخص. لكن العامل الذي لا يقل أهمية عن ذلك بل هو الاهم الان وهو ما يشاهدونة ويعلمونة جيد أننابدورنا تغيرنا ان الحركات الاسلامية نضجت وتمرست سياسيا واستراتيجيا ..الأمر الذي اذا لم يوفرلقياداته الاسلامية القدرة على الضغط لتحصيل الحقوق، فانه يمكنها على الأقل من الثبات والصمودأمام رياح التفكيك والاقتلاع. والصبر وفهم متغيرات التاريخ وسننة وان الايام تداول بين الناس بنص القران الكريم
فاننا كاسلاميين نلتزم بالقران والسنة ونؤصلها في وجودنا ووعينا لم نهزم ولن نهزم ولانتعقد من المرحلة ونقراءالتاريخ بوعي وتدبر حينما هيا الله لامتنا في القران العشرين قرن الصحوة والانطلاق من جديد بالاسلام الاصيل وليس بالاسلام الهجين حركات اسلامية منظمة وفاعلة دفعت الى مقدمة الركب الجهادي قيادات اسلامية رسالية واعية من امثال الميرزا الشيرازي صاحب فتوى التنباك والسيد محمد الحبوبي قائدكتائب ثورة العشرين ومحمدكاشف الغطاءوالسيد الامام الحكيم ممهد للصحوة في خطها الحركي الجديد والكاشاني وحسن البنا رائدالحكرة الاسلامية والشهيد سيد قطب والسيدموسى الصدر وشهيدالفكروالعقيدة الله الله محمدباقرالصدروالامام الكبير الخميني العظيم والشهيد محمد صادق الصدر وشهيد الله والمحراب السيد محمدباقرالحكيم ....كل هؤلاء وغيرهم الكثير منحوالامة وجودها وبقائها ومنحوها ذاتها واصلتها ومنعوها من الاستلاب والذوبان في مشاريع الاستكبارالعالمي ..
ان تنبئات دهاقنة الصهيونية وخبراءالسياسة الاستكبارية لايمكن ان تمر عليهم نشاطات الحركة الاسلامية المباركة بدون ان تثير الحذر والعمل والحيلولة دون نهوضها وبروزالقيادات الرسالية المنظمة والواعية بل يسعون لتصفيتها او عزلها وتنحيتها لهذا نرهم يشدون في محاربة الوجود الاسلامي المتحرك المنظم ودفعها الى كرسي السلطة باشد الدكتاتوريات ظلما وتعسفا وقسوة باشد الانظمة فاشية وجاهلية لمواجهة الحركات الاسلامية والاجهاز عليها وعلى القيادات المتميزه فيها ولعل عصابة البعث ليست ببعيد ..من هنا لازم للرساليين من حملة الكتاب والسنة وحملة مشاعل النور تصور المشاكل بحجمها الحقيقي دون تهويل او استهانة وكشفها للناس وضرورة الصبر والثبات في مواجهة الرفض والتكذيب وكيد الاخر (فاصبركماصبراولوالعزم من الرسل ولاتتعجل لهم)) ورؤية ان هناك سنن تاريخية للشرائع الهية وبالرجوع للتاريخ وتاريخ الانبياء والرسل والرساليين ومعاناتهم وما واجههم ولاقاهم يقف الانسان المتتبع على ملفات ضخمة وكبيرة
فمتوقع جدا من كافة عناصر وفصائل الاستكبارالعالمي الجديد التكتل والتجمع في مواجهة الحركات الاسلامية في حلف غيرمقدس ....ولاغرر فهم سوف يمثلون امام محكمة التاريخ والاجيال القادمة كما مثل من كان قبلهم وسوف تعي الامة افلاسهم وخنوعهم للاستكبار وعناوينة المهدومة وماهي الا سحابة صيف تنجلي واناولياء الله سيكونون شهداء عليهم ..