المصدر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب الاكراه - ج16 - ص216
عبد الله بن عمر يستخدم التقية خوفاً من عثمان بن عفان
أخرج مسلم في صحيحه 1/842 برقم : 694 بسنده عن نافع عن ابن عمر قال : ( صلى رسول الله (ص) بمنى ركعتين وأبو بكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدراً من خلافته ثم أن عثمان صلى بعد أربعاً فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً وإذا صلاّها وحده صلى ركعتين ) .
أقول : لا أريد التعليق على هذا الحديث بالقول أن عثمان بن عفان خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشكل سافر ، ولا بالقول بأن بعض الصحابة أنفسهم غيّروا في شريعة الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعانوا بفعلهم هذا مسليمة اليهود والنصارى على تحريف الشرع الشريف وسنة الني الأعظم وإنما الذي أريد أن أقوله هو :
ما هذا التناقض العجيب من فعل ابن عمر ؟!
فهو عندما كان يصلي خلف عثمان أو خلف الإمام الذي عينه عثمان يصلي تماماً ، وعندما كان يصلي لوحده يصلي قصراً ، فإذا كان حكم الصلاة قصراً فلا يصح أن يصليها تماماً سواء كان لوحده أو مع الإمام جماعة ، وإذا كان حكمها تماماً فلا يصح أن يصليها قصراً سواء كان لوحده أو مع الإمام جماعة ، والذي يبدو لي أنه كان يتقي من عثمان فيصلي خلفه أو خلف الإمام الذي عينه تقية تماماً ( أربعاً ) خوفاً من أذية عثمان له وإذا صلى لوحده عمل بالسنة وهي الصلاة قصراً كما كان يصلي رسول الله (ص) فتكون هذه الرواية المروية في هذا الكتاب الصحيح واحدة من الأدلة العديدة على جواز استخدام التقية مع المسلم .
إمام أهل السنة وفقيههم ( الطحاوي ) : يجوز أن يكون ابن عباس أستخدم التقية لمعاوية !!
شرح معاني الآثار ج1-ص4-باب الوتر :
( وقد يجوز أن يكون قول ابن عباس " أصاب معاوية " على التقية له ، أي أصاب في شيء آخر لأنه كان في زمنه ، ولا يجوز عليه - عندنا - أن يكون ما خالف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد علمه عنده صوابا . وقد روي عن ابن عباس في الوتر أنه ثلاث )
أربعة حفاظ جهابذة يعملون بالتقية، والذهبي يدافع عنهم بحماس!!!
قال غنجار: حدثنا محمد بن أحمد بن حاضر العبسي، حدثنا الفربري، سمعت البخاري يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
سير أعلام النبلاء ج 12 ص 456
ومع ذلك فقد استجاب جملة كبيرة جدا منهم عندما امتحنهم المأمون في مسئلة خلق القرآن، فقالوا: بأن القرآن مخلوق... مع علمهم بأن هذا القول كفر!!!
وسأذكر من أولئك الرجال أربعة:
1 – علي بن المديني:
الذي قال فيه الذهبي: (خ، د، م، س) الشيخ الإمام الحجة، أمير المؤمنين في الحديث، أبو الحسن، علي بن عبدالله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد السعدي، مولاهم البصري، المعروف بابن المديني...
قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري، يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني.
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 41
قال الذهبي: أبو بكر الجرجاني: حدثنا أبو العيناء، قال: دخل ابن المديني إلى ابن أبي دواد بعد ماتم من محنة أحمد ما جرى، فناوله رقعة، قال: هذه طرحت في داري، فإذا فيها:
يا ابن المديني الذي شرعت له * دنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة * قد كان عندك كافرا من قالها
أمر بدا لك رشده فقبلته * أم زهرة الدنيا أردت نوالها ؟
فلقد عهدتك - لا أبا لك - مرة * صعب المقادة للتي تدعى لها
إن الحريب لمن يصاب بدينه * لا من يرزى ناقة وفصالها
فقال له أحمد: هذا بعض شراد هذا الوثن، يعني: ابن الزيات، وقد هجي خيار الناس، وما هدم الهجاء حقا، ولا بنى باطلا. وقد قمت وقمنا من حق الله بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه. ثم دعا له بخمسة آلاف درهم، فقال: اصرفها في نفقاتك وصدقاتك.
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 55
قال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين، وذكر عنده علي بن المديني، فحملوا عليه. فقلت: ما هو عند الناس إلا مرتد، فقال: ما هو بمرتد، هو على إسلامه، رجل خاف فقال.
ابن مخلد العطار: حدثنا محمد بن عثمان، سمعت علي بن المديني، يقول قبل أن يموت بشهرين: القرآن كلام الله غير مخلوق. ومن قال مخلوق، فهو كافر.
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 57
وقال محمد بن عبدالله بن عمار: قال ابن المدينى: خفت القتل، ولو أنى ضربت سوطا لمت.
ميزان الاعتدال ج 3 ص 141
2 – يحيى بن معين:
قال الذهبي في ترجمته: (خ، م، د) هو الإمام الحافظ الجهبذ، شيخ المحدثين، أبو زكريا، يحيى بن معين ابن عون بن زياد بن بسطام...
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 71
قال سعيد بن عمرو البرذعي: سمعت الحافظ أبا زرعة الرازي: يقول: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن معين، ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.
قال الذهبي: قلت: هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة، بل ولا على من أكره على صريح الكفر عملا بالآية، وهذا هو الحق، وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة، فخاف من سطوة الدولة، وأجاب تقية.
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 87
3 – أبو نصر التمار:
قال عنه الذهبي: (م، س) عبدالملك بن عبدالعزيز بن عبدالملك بن ذكوان بن يزيد... الإمام الثقة الزاهد القدوة القشيري مولاهم النسوي الدقيقي التمار، نزيل بغداد.
وثّقه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: ثقة، يعد من الأبدال...
قال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا ابن معين، ولا ممن امتحن، فأجاب.
وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه -يعني أحمد- لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة.
قال الذهبي: قلت: أجاب تقية وخوفا من النكال، وهو ثقة بحاله ولله الحمد.
سير أعلام النبلاء ج 10 ص 571
وكان ممن امتحن في خلق القرآن، فأجاب وخاف، فقال سعيد بن عمرو: سمعت أبا زرعة يقول: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبى نصر التمار، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.
قلت: هذا تشديد ومبالغة، والقوم معذورون، تركوا الأفضل، فكان ماذا.
ميزان الاعتدال ج 2 ص 658
4 – أبو معمر الهذلي:
قال الذهبي: (خ، م، د) الإمام الحافظ الكبير الثبت، أبو معمر، إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي الهروي...
ذكره محمد بن سعد في "طبقاته" فقال: ثقة ثبت، صاحب سنة وفضل.
قال عبيد بن شريك البزار: كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت: إنها سنية.
قال: فأخذ في محنة القرآن، فأجاب، فلما خرج، قال: كفرنا وخرجنا.
وروى سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة، قال: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولاعن أحد ممن امتحن فأجاب....
سير أعلام النبلاء ج 11 ص 69
وبعد، فطالما سمعنا وقرأنا من الوهابية أنهم يقولون: التقية هي الكذب، وهي النفاق، بل هي أسوأ من الكذب والنفاق!!!
وقد تبين أن الصحابه وعلمائهم وحفاظهم كذابون ومنافقون طبقا لموازينهم...
منقووول