بسم الله الرّحمان الرّحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ..
": ... الله وليّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النّــــــــــــــــــــــور ..:"
العــــــــــــــراق .. أم النّزيف الخالـــــــــــد .
.. عجبـــــــــــــــا لك يــــــــــــا عراق .. وعجبـــا من ثراك ومائك ... وقد قرأت من التّاريخ اليسير ، وعلمت من بعده بأنّك لن تقنع يومـــــــا منّا بالقرابين ، ولن يكتفي ثراك يومـــــــا من نقع دمائنا والجماجم .. حيث كنت ومنذ الخليقة شواقا لدماء الطُّهر .. فكانت لك بداية مع سلالة الأنبياء وقد طعمت من دم هابيل ومن جاء بعده ومنّها إختارك الموت له موطنا ومنزلا ..
إيهــــــــــــا يــــــــــا عراق : .. أصبح المقيم على ثراك ، والقاطن بأرجائك نزيلا عند الموت .. ومع الموت العربي . أصبحت ربّا للمصقلة والصليب .. ومع كلّ لحظة تُجتزّ منّا رؤوس ويُصلب المسيح .. وقد إنتشرت بأفنائك أسراب الخفافيش ، وسُنّت على مسبحة السلف الطالح سيوف الغدر ، تحملها سواعد شوهاء .. كأنها من زمنٍ غابر ، وقد خرجت من الأجداث وقبل الصرخة كي تُطعَمَ دماء ..أو تُتمَّ عمل لأسلافهم لم ينتهي ، وفتح جرح لم يندمل .. وتلك من وصيّة ذرية أبناء الطلقاء .
لــــك الله يـــــــــا عراق : .. كنت حضنا للمغول والتتار والمماليك .. ومن قبلهم كنت دولة أميّة وبني العبّاس .. ومن بعدهم صرت مطيّة ومغنما للعثمانية والوهابية وفي كلّ حال ومنذ أعلنت راية الولاء ، كنت الشهيد وكنت الضحية .. وكان لك وفي كلّ يوم مأتم وعزاء . وإلى أن قامت دولة السفهاء من آل عفلق وما أنتجت من حكم الأدعياء ، حيث صار معها الأحياء موتى ، والموتى أحياء .. وكان البلاء عند كلّ إشراقة شمس ، وتكون معها ذكرى لكربلاء ، وغدرتٌ من " برج عذراء " .. واجتمعت على الفتك بنا عُصبة الأشقياء ، بعد أن إتخذت من مسبحة الفسق الكافر وقلصوانة لآل صهيون وصليب " رايس " الخنفساء .. دستورا وكتابا ومعلمَ .
ثمّ مـــــــاذا يـــــــــا عراق .؟ : .. ألم تكتفي وتروى من دمائنا ..؟ ثمّ إلى متـــــى ..؟
.. وقد أصبحت لأرضك نبْضٌ وشرايينَ دماء .. وكم عجبتُ منَ الرّافدين لمَا لم يتغيّر اللون منهما رغم العطاء الغير ممنون لأزكى الدماء .. ولكن لك ومنك وفيك العزاء ، بمصاب المرتضى "ع" وسيّد الشهداء "ع" والعترة الطهر من الأولياء "ع" ..
وخيرُ الرجاء ، إنتظار الفرج من حفيد الزّهــــــــــــــــــــــراء "ع" ...