عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأبسمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب؟
فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس رواهأحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينهاوعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت رواه البزار ورجاله ثقات» - مجمع الزوائد 7/234
الحديث صحيح كما بين الألباني ولكنه نبه على رواية «فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب.. فكانت أول شهادة زور في الإسلام» - سلسلةالصحيحة1/227 عند حديث رقم475
وقد عاتب الشيخ الألباني القاضي ابن العربي نكارته للحديث غير أنه وافقه
في كذب شهادة الزور المزعومة.
وأوضح خروج عائشة كان خطأ ولكن ليس فيه معصية للحديث. فإن الحديث يشير إلى أنها سوف تكون في مكان تقع فيه فتن ويموت فيه كثير من الناس فلما قفلت عائدة ذكرها طلحة والزبيربأهمية موقفها لتحقيق الصلح الذي كان يطمع الناس في حصوله ببركتها وتقدير الناسلها.
وهي مع ذلك مخطئة رضي الله عنها. وإذا كنا نرى مواقف عاتب الله عليها أنبياءهفتوقع الخطأ ممن هو دون النبي أولى،
فموسى قتل نفسا ونسي ما عاهد به الخضر. وذا النون ذهب مغاضبا.
ثم هذا لا ينقص شيئا من فضائلها بل هو في ذاته فتنة للمحرومين
من الانصاف والعقل والدين.
ولذلك قال عمار بن ياسر « والله إني لأعلم أنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة
ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي» - رواه البخاري.
ثم روى الألباني روايات تؤكد أن عبد الله بن الزبير كان معهاوهو محرم لها.
روى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال
قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر بها قيل لها هذا ابن عمر فقالت
ياأبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟
قال رأيت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير»
سير أعلام النبلاء2/93 و3/211 نصب الراية للزيلعي4/69