شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
نصوص تبشّر بالإمام المهدي عليه السلام
بتاريخ : 29-10-2010 الساعة : 01:24 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
نصوص تبشّر بالإمام المهدي عليه السلام:
نصوص متعدّدة ينبغي تفسيرها بأنَّها تبشّر بالإمام المهدي عليه السلام سواء كانت واضحة جدّاً أو فيها خفاء:
في سفر حجي النبي: (وَاُزَلزلُ كُلَّ الأمَم. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأمَم فَأمْلأ هَذَا البَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ الجُنُودِ). (حجي: 2/ 7).
الكلمة الأصلية لـ (مشتهى) هي: (مسيّا) وقد ترجمت إلى: (مشتهى) من الترجمة العبرية, بينما كلمة: (مشتهى) و(مسيّا) تلفظ بالعبرية: (حِمدَا hemdah) و(مشتهى) هي ترجمة غير دقيقة للكلمة, لا تخلو من القصد, باعتبار أن هذا النص صريح بلفظ: (محمّد) أو (أحمد) من الجذر (حمد). والقرآن الكريم استشهد بمثل هذا الاسم بما ورد على لسان عيسى عليه السلام, فهنا حالة تفادي للدليل الواضح الصريح بتغيير اللفظ, وذلك للتطابق بين هذا اللفظ, وبين لفظ: (محمّد) أو (أحمد) وبين التنصيص على وجود البشارة, التي أخفوها في النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بالذات.
وبمثل هذا التحريف في الترجمة, أو التحوّل من اللفظ إلى الترجمة, يتم العبور على خطورة إبقاء مثل هذا النص على الديانتين المسيحية واليهودية. وهذا حسب فهم كل من المسيحيين واليهود والمسلمين إذ يعتقدون أنها بشارة بالنبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم, ولكن الذي يبدو أن البشارة هي بـ (محمّد المهدي عليه السلام) باعتبار لوازم النص. وعلينا أن نقرأ ما قيل, ثمّ نتأمل في كلامهم:
يقول الدكتور نصر الله أبو طالب في كتابه: (تباشير الإنجيل, والتوراة بالإسلام, ورسوله محمّد)(7):
(نقل م. ا. يوسف, في كتابه بالإنجليزية: (مخطوطات البحر الميت) ص :110, عن السير (گودفرى هيگين HiggindgodfreySir) في كتابه: (anacalypsis): بأن اسم (المسيّا) الذي سيأتي بعد عيسى, قد ظهر في فصل: 2/ آية 7: (ويأتي مشتهى كل الأمم).
الحروف العبرية _ هنا _ (حمد ) من النص العبري (لكلمة مشتهى بهذا التطابق. ومشتهى ما هي إلاّ ترجمة عربية غريبة للنص العبري _ إضافة توضيحية) علق عليها (گودفرى هيگين) بقوله:
hmd (From this root, the prerended prophet moammed or mohamet had his name “sir hggin says”, here mohammed is expressly foretold by haggi, and by name, there is no interpolation here. There is no evading this clear **** and its meaning).
وهو ما يمكن ترجمته إلى ما يلي: (من هذا الجذر _ يعنى كلمة: (حمد) _ فإن هاهنا إخباراً واضحاً عن (محمّد) بواسطة (حجى النبي) بالاسم, وبدون أيّ إدخالات على النص, ولا مهرب من هذا النص الواضح, ومعناه, وما يعنيه)(8). انتهى.
إذن, ما قاله (السير گودفرى هيگين) _ من أن كلمة: (مشتهى) تنطق بالعبرية: (حماداً), وهذا لا مهرب منه كما صرح وهو يعني ما يقول _ يشير دون لبس إلى وجود تحريف متعمد. ولعلَّ في لفظ: (حِمدا) مشترك لفظي, بين: (مشتهى) وبين (محمود) _ كما هي العلاقة الواضحة في المعنى _ فاختاروا ما يبعد عن فهم المسلمين, بشكل متعمد, كما حدث في: (البركليت) ولهذا, فقد اعتبر (السير گودفرى هيگين) أن ذلك ذكراً صريحاً لاسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا الكلام, يحتاج إلى براهين, تدل على حصر كلمة: (حِمدا) بمعنى: (مشتهى) باللغة العبرية؛ ليصح استدلالهم على صحة ترجمتهم, إذ المعروف أن الجذر: (حَمَدَ) متطابق بين العبرية والعربية, حتّى أن يهود العراق كانوا يقولون: (الخمد لله) بقلب (الحاء) (خاءً) كما هو معروف في التباين البسيط في بعض ألفاظ اللغتين, بقلب الحروف وهو يعني أنهم يستعملون الحمد بنفس المعنى العربي. وهذا بحث يطول. فالاستعمال لجذر: (حمد) واحد في اللغتين كما يبدو, وقد يلاحظ الدارس, أن المحمود هو: الذي يحمده الناس, أي الذي يهوى الناس صفته, ويشتهونها. فلعلَّهم ترجموها بلازم (الحمد) والتطابق بين الحمد والاشتهاء تطابق مصداق, كما ترجموا, ويمكن أن نعتمد على تقارب اللغتين العربية والعبرية واتحاد أصولهما اللغوية. فاللغة العربية _ أيضاً _ يمكنها أن تقول: إن محمود الناس هو مشتهاهم, ولا غبار على ذلك؛ لأن الحمد والاشتهاء متعلقات صفات نفسية, تنطلق من الرغبة في الصفة وحسنها في النفس. فكل حسن عقلاً بتطابق رأي العقلاء, فهو محمود ممدوح, وهو مشتهى مرغوب _ أيضاً. والسرّ في ذلك واضح, وهو كونها من متعلقات صفات النفس وإقبالها على الشيء.
وما يعنيه (السير گودفرى هيگين) بقوله: (إخباراً واضحاً عن محمّد بواسطة حجي النبي, بالاسم). هو: أن المعنى يكون كذلك في حال استظهاره وقراءته من دون تدخلات ترجمية, أو تحريف صوتي, فإن الكلمة مكتوبة بالعبرية بالأصل: (حمدا) بدلاً عن: (مشتهى) فتكون الترجمة مع تثبيت (حمدا) هكذا: (وَيَأْتِي (حِمدا _ (المحمود, أو محمّد, أو أحمد)) كُلِّ الأمَم, فَأمْلأ هَذَا الْبَيْتَ مَجْداً, قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ). فهنا, يتفق الباحثون الغربيون, مع الإسلاميين, في أن المقصود هو النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم باعتبار كلمة (حمدا). وقد أغفلوا كلمة: (كل الأمم) التي تحتاج إلى تأمل, فهي لا تناسب الدعوات الخاصة ببني إسرائيل.
أقول: لو تدبرنا الجملة جيداً لوجدناها تتقارب مع النص التالي, الذي جمعناه من عدة نصوص, وفيه: (فيأتي محمّد المهدي, فيملأ الأرض عدلاً وخيراً, بعد أن ملأت ظلماً وجوراً, ويملأ بيت إبراهيم عليه السلام بمجد الله, وتحقيق وعده).
ولا مناص من أن يتم فهم النص بهذه الكيفية؛ لأنه محمود كل الأمم, كما تنص عليه الجملة, وليس محمود أمّة معينة ليمكن تطبيق الفرض على أهل ديانته _ مثلاً. فلا يمكن أن يكون محمود كل الأمم إلاّ أن يُخضع جميع الأمم, وتقبله جميع الأمم, وهو لا ينطبق _ بحسب نصوص المسلمين _ إلاّ على الإمام المهدي عليه السلام. فمن وجهة نظر إسلاميّة, ليس أمام المسلم في تطبيق هذا النص إلاّ أن يفسره بالإمام (محمّد المهدي عليه السلام). ولكن من وجهة نظر غير المسلمين, ومن لا يعرف خصائص الإسلام, يمكن أن يختلط عندهم الأمر بين النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والإمام محمّد عليه السلام, باعتبارهم يركزون على تطبيق لفظة: (ح م د) على النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره صاحب الديانة المعروفة التي جاءت باسم الإسلام. ولاعتبار التحدي بوجود لفظ: (أحمد) في بشارة الدين السابق, كما هو في نص القرآن الكريم(9).
المشكلة, أن من طبّق النص على النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم انطلق من فهم (مشتهى) العربية, أي الذي يشتهيه كل الناس, وحسبوا أن صفات النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مشتهاة من جميع الناس, وهذا صحيح في ذاته, ولكن يجب أن يكون الانطلاق من الحمد _ أوّلاً _ ويجب أن يفهم أن النص فيه طبيعة انتظار, سواء كان (مشتهى) أو (محمود) _ ثانياً.
إن نص جملة: (وَيَأْتِي (حِمدا _ (المحمود, أو محمّد, أو أحمّد)) كُلِّ الأمَم, فَأمْلأ هَذَا الْبَيْتَ مَجْداً, قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ). تفيد انتظار الأمم, لمثل هذه الشخصية والتطلع إليها, سواء بلفظ: (حمد) أم لفظ: (الاشتهاء) الترجمة غير الدقيقة لـ (حمد). وهذا الانتظار العالمي, الذي يتحقق للجميع, ويفرض نفسه على الجميع, هو ظهور المهدي عليه السلام, ولكن لو كان الانتظار لما هو حق بقطع النظر عن السيطرة الفعلية على الأمم, فإنه ينطبق على النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم, حيث كانوا ينتظرون ظهور النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه _ أيضاً, سواء كانت الصورة مشوشة عندهم, خالطين بين الشخصيتين, أم إنَّها واضحة.
يتبع...
|