العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.74 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي لعبة الزمن ....قصه معبره
قديم بتاريخ : 14-05-2007 الساعة : 11:25 AM


( لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد ) حكمة عالمية

بعد أن توفت والدته عرف ( فواز ) بأن المسألة ليست مسألة فقدان أم إلى الأبد .. بل المسألة أكبر من هذه الصورة الحزينة ..

اكتشف فواز مع مرور سنوات عمره بأنه بفقدانه لوالداته فقد الكثير من الميزات، أولها أنه لن يجد يد حنونة تواسيه من صدمات الحياة، ولا قلب يحتويه من غدر الزمان و قسوة الأيام ..

فبعد زواج الأب من جديد و بعد أن دخلت البيت الدخيلة الجديدة علم فواز بأن الوضع سيختلف و بأن أمامه طريق طويل من العناء و الشقاء و الألم.

الزوجة الجديدة أوصلت الرسالة سريعا لفواز بأنها ليست أمه، و لن تصبح أمه، و تيقن هو بأن أحدا في هذه الدنيا لن يأخذ مكان أمه الغالية .. خاصة وأن الرسالة كانت صفعة من العيار الثقيل على خده الصغير.

كبر فواز قليلا .. و كبر أطفال الزوجة الجديدة و الذين يفترض بهم أن يكونوا أشقائه، لكن التفرقة كانت واضحة منذ وصول الطفل الأول للبيت، و أصبح الزوار الجدد هم أغلى ما يرى و ما يسمع الأب.

تسللت آثار البلوغ إلى جسد فواز الصغير، و بدأت ملامح الرجولة تتشكل على وجهه و جسده الذي أخذ بالنمو. و بدأت زوجة الأب تحيك الخطط و المؤامرات لتتخلص من الطفل الذي أصبح شابا، فبدأت تتهمه بتقربه منها و أخذت تنشر الشائعات عنه بأنه يتعرض لها في غياب والده و أنه لا يستطيع أن يتحكم بشهواته كمراهق يافع.

صدق الأب الزوجة .. و ما كان منه إلا أن زج الولد في دار رعاية الأحداث. و هناك كان مشوار فواز طويل مع الحياة القاسية الصعبة ..

في دار رعاية الأحداث علم فواز بأن الحياة لم و لن تبتسم له، و علم بأن خريطة حياته رسمت مسبقا و محفور فيها الألم و الحزن. في الدار كان هناك المنحرفون و السارقون و المجرمون و العديد ممن تجردت قلوبهم من الرحمة و الإنسانية. جلس فواز في جلسات طويلة مع الأخصائي الاجتماعي ليعرف منه طريق للخلاص من هذا المكان الذي أخذ يستنزف طاقته و تفكيره و خاف من أن ينجرف في طريق من يعيشون فيه من الأحداث الضائعون.

نصح الأخصائي فواز بأن يهتم بدروسه، و أن ينهيها ليستطيع الالتحاق في الجامعة و أن يكون لنفسه اسما و مكانة في هذه الحياة التي ما انفكت تقلب به يمينا و يسارا بأمواج الظلم و الألم و الحرمان.

جاهد فواز لكي يجتاز المرحلة الثانوية مبتعدا عن الاحتكاك بكل من يثير المشاكل أو قد يوقعه فيها، ثم سرعان ما استطاع أن يحصل على نسبة قوية بعد تخرجه من الثانوية فالتحق بالجامعة، وهنا بدأ مشوار الرجولة الحقيقي، فقد احتاج فواز أن يستقل بنفسه وأن يعود لوالده ليطلب منه سيارة يستطيع من خلالها أن يقضي بها مشاويره وأن يعينه على الذهاب للكلية. وفي لقاءه مع الأب علم من الوهلة الأولى بأنه ليس محل ترحيب، وأنه لم ولن يؤثر غيابه عن البيت شيئا عند والده. عاد فواز محبطا مكسور القلب، فقرر أن يعمل حتى يعيل نفسه، فأخذ يدرس صباحا و يعمل مساء في مكتب عقارات صغير كسكرتير و مساعد لصاحب المكتب، خلال سنة استطاع أن يجمع مبلغا يشتري به سيارة جديدة، وكانت صغيرة جدا و مستعملة، ولكن فرحته بها لم تستطع أن توصفها أية كلمة في الكون, واستمر كفاح فواز .. واستمر في الدراسة.

تخرج فواز بعد أن تخصص في دراسة علم الاجتماع، فعمل كأخصائي اجتماعي في وزارة الشؤون .. الوزارة ذاتها التي تربى بين جدران دار الرعاية التابعة لها. ولكن جاء ترشيحه ليعمل في دار رعاية المسنين.

دارت الأيام .. واستمر فواز في عمله، وبعد فترة تقدم لخطبة فتاة من طبقة متوسطة متواضعة .. فرح أهل الفتاة بفواز، وزوجوه من ابنتهم وهم فخورون بانجازات هذا الشاب الذي كان معرضا في يوم ما للانحراف ولكنه اختار أن يكون نفسه بعد شقاء وكفاح.

أنجب فواز الأبناء والبنات من الزوجة المحبة، التي عوضته كثيرا بحبها وحنانها واهتمامها به. أصبح لفواز بيت، و بدأ أبناءه يكبرون، ودخل بعضهم للمدرسة.

مر من الزمن قرابة الثمانية عشر سنة، وخلال هذه السنوات لم يسمع فواز أي خبر عن والده وأشقائه. وفي يوم من الأيام، وأثناء جلوسه خلف مكتبه بعد أن أصبح رئيسا للقسم في دار المسنين، دخل عامل آسيوي يدفع رجل مسن على كرسي متحرك إلى داخل الدار، استغرب فواز، فقد جرت العادة أن يأتي أحد أبناء الحالة ليسلمه للدار ويقدم أوراقه ليتم تسجيله عندهم ..

ولكن أن يأتي معه عامل آسيوي !...
هنا استغرب فواز .. وتملكه الفضول .. وعندما أشاح بنظره ناحية الرجل المسن .. تفاجأ بأنه والده .. نزلت الدهشة على فواز كالصاعقة، نظر لوالده طويلا غير مصدقا ..

أما والده فبعد أن دقق النظر في فواز المذهول عرف بأن الرجل الذي يقف أمامه هو ابنه الذي تخلى عنه منذ أكثر من عشرين سنة. احتضن فواز والده، و ذرف دموعا كثيرة، و بعد أن فهم منه أن أبناءه من زوجته الثانية تخلوا عنه بعد أن أصبح مريضا وعالة عليهم، أخذ فواز والده معه إلى بيته ليعيش معه بين زوجته وأبناءه .. وعندما سأله أحد الأصدقاء لماذا استقبل والده بحفاوة بعد أن طرده عندما كان طفلا ؟

أجاب :
- حتى لا تدور فيني الأيام و يأتي زمن يرميني فيه أبنائي في دار المسنين فلا أجد قلب حنون يحتويني ..

- النهاية -

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
التعديل الأخير تم بواسطة melika ; 14-05-2007 الساعة 11:27 AM.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:33 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية