|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 31465
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 228
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
تفسير وتحليل لغز : ( دعم الصدر للمالكي) وذهاب ( الحكيم صوب علاوي)
بتاريخ : 05-10-2010 الساعة : 01:23 AM
فلنحلل اللغز الذي حيّر الجميع.
لقد جاء دعم سماحة السيد مقتدى الصدر الى ترشيح السيد نوري المالكي مفاجآة لجميع الأطراف العراقية والعربية والإقليمية، ومن هنا علينا تحليل هذا الأمر من زاوية محايدة جدا، لأننا لسنا طرف منافس أو مشجع، بل نحن طرف محايد يشجع على الخيار الديمقراطي، وحظر ثقافة الأجتثاث والكواتم والتهميش، وولادة حكوة عراقية واسعة تستطيع كسب الجيران والعرب والعالم، و تقديم الخدمات الى لشعب العراقي المحاصر ، وأعادة الكرامة الى العراق الجريح، لأنه بلد مهدور الكرامة وللسنة الثامنة على التوالي، والأبتعاد عن سياسة الشعارات وتشكيل اللجان، وإعطاء المسكنات التي مل منها الجسد العراقي!.
لذا ان ترشيح السيد "نوري المالكي" وبهذه الطريقة التي فاجئت الجميع، حتّمتها ظروف تعصف بالمنطقة، ومن ضمنها العراق، ومن هذه الظروف المهمة التي حتمت التعجيل في ترشيح المالكي وبهذه الطريقة التي سوف تحرج واشنطن هي:
أولا:
الظروف الخطرة التي تصاعدت على الساحة اللبنانية، بسبب القرار الظني المنتظر، و الذي سوف يخرج عن المحكمة الدولية التي تحقق بظروف وملابسات أغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي يشاع عنها أي المحكمة بأنها سوف تتهم حزب الله اللبناني المقرب من دمشق وطهران بأنه وراء مقتل الحريري، وهذا يعني زلزال خطير ستتأثر به المنطقة العربية بشكل عام ،وسوريا وإيران بشكل خاص، ولمن يعرف تضاريس المنطقة يعرف بأن ما يحدث في بيروت يجد صداه وتأثيره في بغداد وبالعكس، وبالتالي لابد من هندسة حكومة ما في العراق وسريعا لكي لا يمتد الفراغ الدستوري من لبنان حتى العراق وبالعكس، خصوصا وأن حكومة سعد الحريري على أبواب التعطيل أو السقوط، وهذا ما حتّم على طهران ودمشق الإسراع بترشيح المالكي ،ولكن بعد فرض الثلث المعطل، والعين الساهرة على سياسات المالكي والمتمثل بالتيار الصدري!.
ثانيا:
الظروف المتصاعدة والخطرة التي تصاعدت أخيرا في الساحة البحرينية، والتي أدت الى مطاردة وحصار الشيعة هناك، بحجة أنهم يثيرون المشاكل، ولديهم مخططات أنقلابية تدعمها دولة في المنطقة، والمقصود هي إيران، فلقد تصاعد الملف ،و شمل الساحة الخليجية أخيرا ،وطبعا وراء ذلك واشنطن والغرب والرياض ، أي تولدت جبهة خليجية موحدة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحتى وأن غطّوا عليها بالكلمات الناعمة، ولكنها معروف أتجاهها ، هذا بحد ذاته دق جرس الأنذار في طهران وحليفتها دمشق، وحتى دق جرس الأنذار في البيت الشيعي العراقي.
ثالثا:
تراجع الدور السعودي في لبنان مقابل توسل و مداهنة متصاعدة من قبل الرياض الى دمشق مما أثارت الكثير من الأسئلة لدى السوريين والمراقبين، بحيث ذهبت الرياض بعيدا ،وأعطت الضوء الأخضر لدمشق في لبنان، وحتى في العراق، وهو أمر فيه نوع من الغرابة التي لن تنطلي على دمشق ،وتحديدا عندما صعّد حزب الله ضد المحكمة الدولية ،وضد الأطراف التي تدعمها في لبنان والمنطقة،وعندما أعلن عن بعض الأسرار وأحتفظ بالأسرار الأخرى لساعة الصفر، وأن الأسرار الأخرى التي بحوزة حزب الله ودمشق وطهران هي أسرارتحاصر بل تزلزل السعودية، لأن هناك أطرافا سعودية مهمة لها مشاركة ما في عملية أغتيال رفيق الحريري.
فسارعت دمشق لإستغلال التقهقر والرعب السعودي من تلك الأسرار ،فذهبت لتعيد حساباتها في لبنان مما فرضت على واشنطن مغازلتها في لبنان والعراق، وذهبت دمشق لتقترب من الملف العراقي، وعندما وافقت الرياض بأن تجيز لدمشق الأقتراب والتحاور مع المحور العراقي الذي صنعته السعودية من خلال دعمها الكبير الى ( القائمة العراقية)
فحاولت دمشق تقريب وجهات النظر بين الدكتور علاوي الذي يمثل رأس القاطرة في القائمة العراقية، مع سماحة السيد مقتدى الصدر الذي يمثل رأس القاطرة الصدرية، ولقد أستبشر العراقيون خيرا من هذا التقارب واللقاءات والحوارات بين الطرفين، ولكن هذا الأجراء لم تقبل عنه طهران التي تريد لها دورا في تشكيل الحكومة العراقية، فلم يبق أمام دمشق وعندما لمست الأمتعاض الإيراني إلا الأحتفاظ بعلاقتها المتميزة مع السيد مقتدى الصدر، والتي تريدها أكثر تميزا وعلى غرار علاقتها مع حزب الله في لبنان ، فذهبت دمشق ولكي لا تغيض طهران لترخي يدها عن "القائمة العراقية" والدكتور علاوي، وهذا يعني تراجع المحور السعودي في العراق.
وبالتالي فعندما جاء دعم السيد مقتدى الصدر " التيار الصدري" الى ترشيح السيد نوري المالكي لولاية ثانية، جاء على أنه يمثل المحور السوري في دعم المالكي وفي تشكيل الحكومة، أي يمثل "الثلث المعطل" في الحكومة المقبلة، ولقد قال النائب الصدري" نصار الربيعي" كلاما دقيقا عندما قال " لم تتغير نظرتنا للمالكي، ولكننا دعمناه تماشيا مع رأي التحالف الوطني" وهذا يعني أن التيار الصدري جاء مشاركا في الحكومة، ليأخذ مناصفة مع المالكي ضمنتها له دمشق ،وبقي المحور الإيراني الذي سوف يمثله " منظمة بدر، وحزب الطالباني، ومعظم أعضاء حزب الدعوة الذين يشكلون العمود الفقري في أئتلاف المالكي"
ويبقى شخص السيد المالكي، فهو الجسر بين طهران وواشنطن وبالعكس، ولكنه غير مؤتمن من قبل دمشق، وأنها تعرف فعندما أرسل المالكي وفدا الى دمشق قبل فترة قصيرة، أرسله بعد التفاهم مع واشنطن لترطيب الأجواء تكتيكيا، وأن السوريين يعرفون هذا تماما، فأختاروا التيار الصدري ليكون هو الطرف الضامن والمراقب لسياسات وقرارات المالكي ضد دمشق مستقبلا، ومن هنا قد تبادل التيار الصدري ودمشق وبالعكس مبدأ الفائدة من منظور سياسي، ولأن دمشق تعرف بأن السيد نوري المالكي لا يجيد مقاومة الإملاءات الأميركية وإملاءات اللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة ،وبالتالي ربما يغامر ضد دمشق ،فلهذا هي ضمنت " الثلث المعطل" في الحكومة من خلال التيار الصدري ، وهذا يعني بأن التيار الصدري ذاهب ليكون محور وطرف قوي جدا في العراق ،وعلى غرار محور حزب الله في لبنان، وهذا يعني لن يكون هناك وجودا الى لوبي "سعودي ومصري وأردني" وأن تأسست هكذا لوبيات ،فسوف تقمع على طريقة قمع تشكيلات " مخيم نهر البارد" في لبنان.
وواشنطن المتقهقرة أصبحت حائرة بين الإستمرار بتأييد نوري المالكي على هذه الطريقة التي ترشح بها ،أو الذهاب لدعم محور " علاوي وعبد المهدي" فواشنطن تريد المالكي رئيسا للحكومة، ولكن ليس بهذه الطريقة ،لأنها تريده لمهمات أخرى، أي ليس من خلال مشاركة التيار الصدري وبهذا الثقل الكبير والمسنود سوريا، لهذا هي تبحث عن جسر مع طهران فقط ،ولا تريد جسرا مع دمشق، لأن في أجندتها مخططات وأوراق ضغط ضد دمشق وتريد تحريكها ضدها ،وهناك دورا ما للمالكي في هذه الضغوط، ولكن دمشق أستبقت واشنطن، ففرضت التيار الصدري على المالكي لاعبا رئيسيا في الحكومة التي سيكون على رأسها المالكي، وبالتالي سوف تشل جميع مغامرات المالكي المستقبلية ضدها، وبنفس الوقت أبقت على علاقاتها المتميزة مع علاوي وعبد المهدي بمثابة ورقة أخرى، فسارعت طهران هي الأخرى لتبقي على "شعرة معاوية" مع محور علاوي عبد المهدي، وعندما أوعزت الى السيد " عمار الحكيم" ليكون مقربا من علاوي وعبد المهدي وبعيدا عن المالكي، وبنفس الوقت هو بمثابة تقهقر لـ " المحور الكويتي" الذي يمثله المجلس الأعلى بشخص عمار الحكيم....
وهنا نجحت طهران ودمشق في فرض داء الدوار والحيرة على واشنطن والمالكي، فالمالكي أصبح محاصرا بين طهران ودمشق، وهنا سقط الرهان الأميركي على المالكي تقريبا، ومن هناك نجحوا بمحاصرته ومحاصرة المخططات الأميركية التي يُراد فرضها على المالكي مستقبلا من خلال التيار الصدري الذي سيكون دوره حارسا وجرس أنذار، وحال ما ينسق المالكي مع واشنطن ضد طهران ودمشق أو أحدهما، أي تم خلع أنياب واشنطن في العراق، و بشكل أستباقي من قبل طهران ودمشق.
الورقة "القنبلة" الكردية..!
هناك ورقة خطرة تخبئها واشنطن وإسرائيل ، وبالضد من سوريا وإيران، ولقد فرضتها اللوبيات اليهودية على أدارة الرئيس أوباما وشرعت بتحريكها هناك وفي نيتها تحريكها عالميا وميدانيا، وهي "الورقة الكردية" والتي يراد لها أن تكون عنوانا عالميا وإقليميا للفترة المقبلة، والتي من خلالها سوف يتزعزع الوضع في "سوريا وتركيا وإيران.. أضافة للعراق" ومن هنا تم الأصطفاف المبكر بين هذه الدول، وبعد أن تم تعليق جميع المشاكل والمخاوف فيما بينها، ليتم الأتفاق على هندسة الحكومة في العراق أولا، وبأنامل " إيرانية سورية تركية" لضمان جبهة العراق، وحينها سيتم التفرغ للإستعداد المبكر ضد تفجير الورقة الكردية ضد دمشق وأنقرة وطهران، وهي الورقة التي تراهن عليها إسرائيل كثيرا.
ولكن السعودية ليست سهلة، ولا تجيد الإستسلام بسهولة، خصوصا وهي التي عرف عنها حياكة المخططات بصمت ،وبدون ضجة ،وتوفير الميزانيات الهائلة لها، فهي راحت لتغري مصر في لبنان لتكون هي البديل عن السعودية هناك ،وبالضد من حزب الله وإيران وسوريا،
وبالمقابل راحت لتنسج جبهة خليجية موحدة إستنغلالا للتقارير التي أصدرتها وتصدرها البحرين، ولقد فرضت سياسة جديدة أولها تهجير الشيعة اللبنانيين وغيرهم من الدول الخليجية وخصوصا من الأمارات، وأجراءات صارمة في الكويت والبحرين، وهنا تريد السعودية أيقاف الأندفاع القطري صوب طهران ودمشق وحزب الله وجعل قطر معزولة خليجيا وهذا من جهة الخليج، وجعل مصر تمثل رأس الجبهة العربية الأوربية ضد إيران وحزب الله وسوريا في لبنان، وأبقت هناك ساحة قابلة للتصعيد في حالة شعرت بالخطر أي السعودية وهي الأردن
فلقد عرف عن السعودية وكلما شعرت بالخطر راحت لتدعم المخططات الأميركية والصهيونية في بلد عربي أو إسلامي ليشتعل وتلتهي أمريكا وإسرائيل والغرب عن السعودية، وهذا ماحصل في أفغانستان والعراق ولبنان، وأخيرا أن هناك ملامح خطرة في الأردن والبحرين وحتى في السودان، علما أن العراق وأفغانستان ضحية و نيابة عن السعودية لأن من فجر برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر هم مجموعة سعودية ،وليس بينهم أفغانيا أو عراقيا...!
وبالعودة الى موضوع ترشيح المالكي، فالرجل أمام مهمة صعبة للغاية، خصوصا بعد محاصرته من قبل دمشق وطهران والتيار الصدري وهذا من جهة، وتكوين أو فرز جبهة كاملة وبأستطاعتها تشكيل حكومة عراقية وبسرعة وهي جبهة علاوي وعبد المهدي وهذا من جهة أحرى،
وهنا لن تستطيع واشنطن دعم نوري المالكي لأن دعمها سيصب في صالح وخدمة الصدريين وطهران ودمشق، وبالتالي فهي أن ذهبت للجبهة الأخرى، فسوف تجد طهران ودمشق أمامها أيضا مع فقدان المالكي أو تقهقره، وهذا يعني تقليم أظافر واشنطن، وتكسير عصا بايدن وفليتمان، ويعيشون وياكلون غيرها.
الكاتب سمير عبيد
|
|
|
|
|