|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.75 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
العقل والعاطفة
بتاريخ : 10-05-2007 الساعة : 02:29 PM
غالبا ما تنتج الضغوط النفسية اما عن تنازع وصراع بين مايريده العقل وما تريدهالعاطفة. واما عن التزاحم بين الأعمال والهوايات، أو الاخفاق في تحقيق مسعي أو هدفمعين، أو العجز عن نيل درجة أو حاجة أو موقع معين. وغالبا ما يعيش المراهقون صراعاغرائزيا حادا بين ما تهواه نفوسهم وبين ما تتحكم به عقولهم من ضرورة الصبر والتريث حتي يحين موعد النضج والقدرة علي الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية.
وقديصابون بضغوط نفسية شديدة نتيجة الفشل الدراسي، أو مواجهة مشكلة معينة، كان يكون ضعيفا في مادة دراسية، وبدلا من ان يصمم علي اجتياز هذه العقبة بمزيد من الدرس والفهم والاستيعاب والمواظبة وطلب المعونة، تراه يعيش العداء والكراهية لتلك المادةمما يجعله يعيش ضغطا نفسيا يصل الي درجة التأفف والاختناق، كلما تذكر انه مطالب باجتيازها.
او تراه يرغب بالوصول الي القمة بسرعة خاطفة، حتي اذا اصطدم بحقيقة صعود السلم درجة درجة، عاني من الضغط او الألم النفسي المبرح لان غيره سبقهالي القمة وهو ما يزال علي السفح، من غير ان يدقق النظر في ان الذين علي القمة لم يصلوا الي ما وصلوا اليه بطريقة الازاحة او التسلق او حرق المراحل، وانما جدواواجتهدا وزرعوا وحصدوا.
وغالبا مايكون التزاحم بين عملين، لا تحسم الارجحيةلصالح احدهما، سببا في الضغط النفسي، فقد يخير التلميذ او التلميذة نفسيهما بين مسئولية الدراسة واداء التكاليف المدرسية، وبين مشاهدة فيلم جميل، او مباراة مهمة،وقد يقبلان علي المشاهدة لكنخما يجدران المتعة منغصة وغير كاملة، لان الوقت يمضيوالتكاليف تنتظر.
وقد يقع التزاحم بين التلفاز والصلاة، فيكون الضغط النفس يناتجا عن تاخير الصلاة، والتقاعس عن ادائها في وقتها، والشعور بانها اقل اهمية منمادة تلفزيونية. وربما يكون بين متطلبات الدراسة والرغبة في النزهة او اللعب اوزيادة الاصدقاء، او انجاز بعض المسئوليات البيتية. ان حل هذه الازمات الصغيرة، اوتجاوز هذه الضغوط – اني كان حجمها – لهو بيد الشاب او الفتاةنفسيهما.
فتنظيم الوقت، وترتيب سلم الاولويات، واعطاء كل ذي حق حقه، وتقديمما لا يحتمل التأخير، او يكون في تأخيره خسارة معينة، سوف يبدد الكثير من الضغوطات الطارئة، ذلك انك احيانا قد تشعر بالانقباض النفسي ولا تدري سببا لذلك، ولو قمت بتحليل شعورك هذا لرأيت ان مكوناته هي ضغط صغير هنا، وضغط صغير هناك فضيقا الخناق عليك.
وقد تأتي الضغوط الداخلية من جراء الضجر والرتابة الممل، ولذا فانالتغيير الايجابي البسيط ربما يحول سموفونية حياتك الرتيبة الي نغمات عذبة ودافئةومسلية. حاول مثلا تغيير الشارع الذي تسير فيه الي مدرستك او عملك، او غير طريقالعودة منهما، استبدل قميصا بآخر وليس من الضروري ان تشتري جديدا، استبدلي العطرالذي تستعملينه، او تسريحة شعرك.
وربما كان زيارة لصديق او نزهة في حديقة،او قراءة في كتاب تميل الي الاستزادة في موضوعه، وغير ذلك مما يتفنن كل شاب وفتاة،ففي الحديث: "ان القلوب تمل كما تمل الابدان فتخيروا لها طرائف الحكمة". والمراد بـ (طرائف الحكمة) كل ما هو جديد، او فيه مسحة او نفحة من التجديد، ذلك ان "لكل جديدلذة" حتي لو كان التجديد في تغيير مكان الطاولة من الزاوية التي تقبعفيها.
ان زيارة الصديق المخلص الثقة الذي تحبه ويحبك وتشتاق له ويشتاق اليك،وترتاح له ويرتاح اليك، لاسيما اذا كان مؤمنا محبا للخير ودودا، من اهم اساليبالترويح عن النفس، والتخفيف من الضغوطات المتراكمة عليها، علاوة علي مافيها من قربه لله ولرسوله (صلي الله عليه وآله وسلم).
م..........
|
|
|
|
|