الخوف عامل أساسي ومؤثر في تكوين شخصيتنا ..وحاضرنا.... ومستقبلنا
فمن يتملكه الخوف ويسيطر عليه بأي وجه من الاوجه ليس كمن يمشي بكل قوة وثقه وطمأنينه وانسجام وتكيف مع الوسط المحيط به
فمن يخاف يكون الفشل حليفه وتتضاءل لديه الفرص والنجاح وإثبات الذات
وهناك ثلاث محاور تكاد ان تكون رئيسيه للخوف بشكل عام ومنها يتفرع انواع الخوف :
1- الخوف من الغرباء أو الآخرين :
لماذا نخاف من الغرباء ؟ والآخرين؟؟!!؟
مايخلق الخوف من الغرباء هو الشعور والإحساس والخشيه من عدم تفهم الآخر لك وان تتعرض للنقد أو الرفض او السخريه
الإحساس بان هناك من يتهامس عنك .. ويؤشر ببنانه عليك ..خشية التعرض للسخريه من الآخر تكاد تكون السبب الرئيسي للخوف من الآخرين فنحن كمخلوقات إجتماعيه بالدرجه الاولى من الصعب ان نتحمل ان نُعزل ونـُرفض من المجتمع وهذا مايولد عندنا الشعور بالخوف الذي أحياناً يصل لدرجة الرعب من الآخرين او الغرباء
أما الوجه الآخر الذي يدعو للخوف من الآخرين او الغرباء هو كيفية نظرتهم لك وطريقتها ... هذا سبب يدعو للخوف من شخص غريب ينظر نظره مريبه لك
اما الوجه الثالث للخوف من الآخرين يتضمن أيضاً الخوف من عدم إستحسانهم لعملك أو آداءك مما يولد خيبة أمل فيك وهذا مايجعلك تخاف من الفشل والنقد..والخوف من انتقاد آداءك وعملك "كما هو في المجتمع الوظيفي حيث الرئيس والمرؤوس والزملاء"
2- المحور الثاني للخوف هو الخوف من المجهول :
لماذا نخاف من المجهول ؟؟
دوماً نخاف من شيء غير موجود إلا في مخيلتنا ونكبر ويكبر معنا حتى يكاد يصبح من المسلمات
لو مشينا في طريق مظلم لوحدنا نشعر ان هناك خطوات وراءنا تلاحقنا وفي لحظة ما سينقض علينا صاحب تلك الخطوات المجهول قد يكون وحش او انسان او شيء غير مألوف!!
ونلتفت ولكن لانجد شيء ويزداد الرعب لأننا لم نجد شيء ونسارع في خطواتنا وتزداد ضربات القلب وتتسارع انفاسنا نحن في خطرعظيم !! فهذا المشهد الدراماتيكي من رسم مخيلتنا التي يغذيها الشعور بالخوف من المجهول وماينتظرنا خلف ذاك الجدار او عند تلك الزاويه المظلمه المخيفه...
وهي خبرات ممتده من طفولتنا حيث قد تملكنا الخوف والرعب من ذاك الشبح او العفريت القابع في الخزانه المظلمه او تحت السرير او ...او
3-المحور الثالث للخوف هو الخوف من الذات "الخوف من أنفسنا" الخوف مما بداخلنا :
لماذا نخاف مما بداخلنا ؟ لماذا يجب ان نخاف من ذاتنا؟!!
ان كل شخص يمكن ان يتسبب في تدمير ذاته .. دون ان يشعر
كل نفس لها المقدره على تدمير ذاتها .... من خلال ماتغذي ذاتها به ... الزهو والخيلاء او التفاهه والدونيه هما عامل أساسي قد يقود لتدمير الذات
عندما يكون الفرد متقوقع على ذاته فهو يقود نفسه لطريق مؤكد لتدمير الذات عندما نتكيف مع بقية الخلق ونجعلهم يتكيفون معنا فنحن بذلك نعلى من اهميتنا لذاتنا
اما ان شعرنا بأننا في غنى عن الآخرين واننا منيعون فنحن بلاشك نقود أنفسنا لتدمير ذاتي حتمي .. سيبدو لك أن العالم انهار من حولك وانت المنيع ولكن في الحقيقه هي انك انت الذي انهرت على ذاتك ... فتركيز السلوك والتفكير على النفس والذات من شأنه ان يتسبب في تدميرها
ومايكوّن السلوك التدميري للذات حين تريد ان تطلق صرخه من اعماق ذاتك ولاتستطيع ... حين تحاصرك الضغوط والمشاكل والهموم تريد ان تصرخ لاتستطيع
فتكبت الصرخه ..تصرخ بصمت .. لايسمعك احد .. تنهش ذاتك بذاتك ... الهروب أفضل الحلول من مواجهة الآلام والمشاكل والضغوطات والفشل
الهروب يتم على أشكال متعدده منها اللجوء للمخدرات ... او الإنتحار .. او الشراهه في الاكل او تجويع النفس..او الكراهية او تهويس النفس
والهروب ليس هو الحل ولكنه مجرد وسيله لتخفيف المعاناه بشكل مؤقت وفي الحقيقه نحن بهذا الهروب نزيد ونرسخ ونضمن اطول وقت لإستمرار معاناتنا
هنا يحق لنا ان نخاف من ذاتنا ومابداخل انفسنا ونوجهه التوجيه الصحيح حتى لاندمر ذاتنا بذاتنا .
الخوف سلاح ذو حدين أو بمعنى أصح "طريق ذو نهايتين "... قد يقودنا لحماية ذاتنا أو تدميرها ... فإما نهايه سعيده مريحه سويه أو نهايه تعيسه مدمره
===