ستائر سوداء منسدلة هنا و هناك ..
على نوافذ الماضي و الحاضر ...
و الكثير الكثير من الحواجز في أروقة متنافرة ...
في دهاليز العقل البشري..
و مازال الدم يتدفق بصعوبة بالغة ..
فيقيد القلب تارة عن الخفقان أو يصدمه بعنف...
و تارة يشل الدماغ أو يسارعه إلى اللاوعي ..
و في الصميم كان هنالك الصراع ...
صراع بين القوة و الضعف ..و الضعف و القوة ...
بين القوة من كرهي للحياة ..و الضعف من حبي لك ..
و حالة من اللاتوازن تشوب أمكنة الباطن ...
فتغرقها بفيض من الأحلام الدموية ..
التي ينفر منها أصحاب القلوب الرقيقة ...
كقلبي هذه الأيام...
دموية ...
لان كل ذرة من دمي تحلم بذات الحلم ...
ذاك الذي يجعلك طيرا يملك السماء بجناحيه ..ثم ...
في لحظة نقاء تصبك رصاصة من بندقية الواقع ...
فتسقطك من السماء السابعة إلى الأرض القاحلة لترويها بدمك ..
كذلك الذي يرسم لوحة ..
يستلهم ألوانها من مرآة له بجانبها ..
كل ما يراه في المرآة ..
ملامح ترتسم فوق ملامحه ..
أجمل منها و أنقى و أروع ...
و عندما تنتهي اللوحة ليزينها بإطار الحياة ..
يراها على حقيقتها ..
ماهي سوى طيف ...
بعيد ...
حلم ..
و يعود الصراع من جديد ..
فيغدو الرابح مرة القوة ..الكره للحياة ..
و مرة الضعف ...حبي لك ...
الذي يذبحني فأغدو ذلك العصفور ...
ليتني أستطيع مرة أن انهي هذا الصراع ..
بإنهاء الاثنين معا ..
فيعود كل شيء إلى حالة الـ "عادي "...
كأي شيء عادي ..في أي زمان عادي ...
و لن أنسى حينها أن أذبح تلك الأحلام ...
التي طالما غدى جمالها سكيناً يقطع أوصال قلبي ...
و يمزقه بكل رفق و حنان ..