أيها الشيعة حاكموا ياسر حبيب
بقلم المفكر الاسلامي / غالب حسن الشابندر
ياسر حبيب ليس شخصا، بل هو ظاهرة، ظاهرة مخيفة، ولا استبعد أنها ظاهرة وراءها ما وراءها من اصابع محركة، تسعى الى حرق العالم الاسلامي بنار الطائفية البغيضة، بنار الطائفية المدروسة بدقة وعناية،
فهذا الشاب الأرعن عندما يتصرف هذا التصرف الشائن، التصرف الذي يتضاد مع كل القيم والاحكام الاسلامية إنما يتحرك ضمن خطة هادفة، فإن كل معطيات الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون يستوجب الحذر الشديد تجاه كل تصرف، تجاه كل تصريح، كل فكرة، كل سلوك، كل مشروع، له صلة بالاديان والمذاهب والطوئف، فإن المنطقة تعيش لهبا مخيفا، يهدد بحروب أهلية، وحروب بين دول، وحروب بين شعوب، وحروب بين احزاب، وحروب بين مذاهب في داخل المجتمع الواحد، داخل البلد الواحد، فهل بعد كل هذا نستغرب إذا قلنا أن ياسر حبيب ظاهرة مشبوهة، ظاهرة مدروسة، ظاهرة مخدومة؟
إن المساس بأي شخصية اسلامية تملك أحترامها لدى المسلمين، وقيمتها في ذاكرتهم، ووجدانهم، وتراثهم هو مساس بكل المسلمين، بلا فرق، بل كل مسلم على وجه الارض له حرمة أكبر وأعظم من حرمة الكعبة، فكيف إذا كانت هذه الشخصية هي ام المؤمنين، بنص القرآن الكريم، وبنص السنة المطهرة، وباجماع المسلمين؟
عائشة أم المؤمنين، عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمساس بها مساس بجوهر الاسلام، مساس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد تنتقد موقفا من مواقفها رضي الله عنها، قد يكون ذلك ممكنا، مادامت بشرا، ولكن أن يمس شرفها فذلك عمل ليس دنيئا وحسب، بل يدل على خسة ودنائة، يدل على أنحراف كلي من دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.
تُرى أي داع، وأي موجب، وأي موجب، لمثل هذه التصرفات الشائنة بحد ذاتها، فكيف إذا كانت إضافة إلى ذلك بمثل هذه الظروف العسيرة، الظروف التي تهدد بمخاطر لا تبقي ولا تذر في عالمنا الا سلامي.
إن هذا المدعو ياسر حبيب ينبغي أن يحاكم، الشيعة ينبغي أ ن يحاكموه، لانه اساء الى مذهب جعفر بن محمد، اساء الى رسول الله قبل ذلك، وربما بل من المؤكد أنه سيكون سببا في مزيد من محاصرة الشيعة سياسيا وثقافيا ومذهبيا وروحيا، فليس سرا إذا قلنا أن شيعة العالم اليوم معرضون لمثل هذا الحصار، بسبب الصراع الايراني مع النظام العالمي، وبسبب ما يشاع عن الشيعة بانهم معارضة دائمة، وبسبب ما يُقال عن الشيعة بانهم لا ينسجمون مع الدولة كمؤسسة حضارية وسياسية، بل أنضج ظاهرة حضارية في تاريخ الانسان.
أن ياسر حبيب والمهاجر والفالي وباسم الكربلائي وغيرهم من هذه الشخوص التي تعتاش على الجهل والهوس والغلو اعمدة شر، شرها على التشيع أكثر من شرها على غير الشيعة، إنهم مديات سامة في الجسم الشيعي، إنهم فتنة، وليس من ورائهم غير الشر والعدوان والتخريب.
هل انتهينا من كل مشاكلنا كي نتعرض لزوجات رسول الله بالسب والشتم والتهوين والتخوين فضلا عن كون ذات الموضوع حرام شرعا، ويشكل طعنة في صميم الشرف الاسلامي.
إن هؤلاء وأمثالهم يعرضون الشيعة للموت، للدمار، أن ضررهم مضاعف، ضرر عقائدي، ينعكس على الاسلام وعلى التشيع، والتشيع إنما هو أحد مدارس الفهم الإسلامي ليس إلاّ، كما أن هذا الضرر ينعكس على الشيعة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، أن هؤلاء يرملون نساء الشيعة، ويهتكون بنات الشيعة، ويقتلون شباب الشيعة، ويشردون عوائل الشيعة، إنهم قتلة.
التشيع واضح طريق أهل البيت، وأهل البيت جدهم رسول الله، وأمهم مرتين عائشة رضي الله عنها، أمهم لانهم ينتمون إلى أرومة النبي الكريم، وأمهم لانهم ينتمون الى أمة الاسلام بشكل عام.
أن شباب الشيعة مدعوون الى وقفة وا حدة تضع حدا لتصرفات هذا المشبوه وغيره من المشبوهين، فهذا يومهم، وهذه مهمتهم، وهنا ينبغي أن ينتبه الاخوة السنة، من أن يقعوا في براثن المؤامرة الخطرة التي تقف وراء هذه الايادي المشبوهة، أن التوسل بالعقل والمنطق، وبا دب الاسلام... كل ذلك كفيل بوضع حد لتداعيات مواقف جبانة رعناء سواء صدرت من هذا الدعي الذي ينتسب للتشيع زورا وبهتانا، او الى التسنن ظلما وعدوانا.