السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد.
اشتهر الرسول محمد (ص) بين اهل مكة وقبل ان يصبح رسولا بالصادق الامين وكان معروفا بأخلاقه العالية وصفاته الحميدة.وفي احدى السنين اصابت الكعبة سيول فتصدعت وتضررت من جرائها فشرعت قريش بتجديد بناء الكعبة المشرفة. وعندما وصل البناء الى موضع الركن ارادوا ان يضعوا الحجر الاسود في مكانه فحدث جدال كبير وخصام حول من سيرفع الحجر الاسود ليضعه في مكانه. وكانوا يرون انه من يضع الحجر الاسود في مكانه تكون له السيادة والزعامة.
فتخاصموا واصبحوا فريقين واستعدوا للقتال فيما بينهم، عند ذلك اشار عليهم المخزومي وكان اكبرهم سناً، بأن يأتوا بأول وافد من باب شيبة ليكون حكما فيما بينهم، فقبلوا بذلك.
وكان اول الوافدين من ذلك الباب شاب في مقتبل العمر وقد استبشروا بقدومه وقالوا: لقد جائكم الصادق الامين.
فأخبروه بالمشكلة وبما اتفقوا عليه، فقال (ص): ائتوني بثوب.
فجاؤوا بثوب كبير فأخذ الحجر الاسود ووضعه فيه وقال لهم: لتأخذ كل قبيلة بطرف منه (اي بطرف الثوب) ثم ارفعوه جميعا. فأقبل من كل قبيلة شخص واخذ بطرف الثوب ورفعوه قرب موضعه عندئذ اخذ النبي (ص) الحجر ووضعه في مكانه واتموا البناء كما خططوا له.
وهكذا كان هذا هو الحل المناسب الذي يحفظ حقوق الجميع في المشاركة في رفع الحجر الاسود دون ان يميز احد عن غيره.