كنت مرة ــ منذ سنوات ــ أناقش أحد المخالفين في هذه النظرية ..
فقلت له : إسمعني جيداً.
فقال : تفضل.
قلت : هذه النظرية لا تعدو أنها
- إما كانت في زمن النبي الأعظم. يعني هو الذي أمر بها.
- أو في زمن الصحابة أنفسهم.
- أو في زمن ما بعد الصحابة.
أليس كذلك ؟
فقال : نعم ، صحيح.
فقلت : إن كانت في زمن النبي الأعظم روحي فداه (بمعنى أنه هو الذي أمر بها) ، فقد ثبت أنهم خالفوه فيها .
فقال : كيف ؟!
قلت : أليس تقاتلوا ، وتلاعنوا بعده ؟!
فسَكَتَ !
ثم قال : أكمل ..
قلت : وإن كانت في زمن الصحابة أنفسهم (بمعنى أنهم هم الذين وضعوها وأمروا بها لأنفسهم) ، فقد ثبت أنهم خالفوا أنفسهم ، وهدموا ما بنوه بأيديهم !
فسكت ! وكأنه علم المقصود .. :rolleyes:
ثم أضفت : هل يعقل أن صحابيين يتقاتلان ، بينهم السيف والرمح ، ومع ذلك فكل منهما كان يعتقد في الآخر هذه النظرية ؟
وهل يتعقل إنسان أن أحدهم كان يقول للآخر مثلاً وقد اغبرت السماء بينهما من أثر القتال ، واصطبغت الأرض بدمائهما : أنتَ أخي ، فأعنِّي يا أخي على نفسك حتى أعجِّل بروحك إلى الجنة ؟! والعكس كذلك ؟!
أفهل المواقف تلك تعكس كونهم كانوا يعتقدون هذه النظرية ، أو كونهم أمروا بها لأنفسهم جميعاً ؟!
فبقي الأخ مدهوشاً مما سمع بلا كلام .. وكأنه يسمعه لأول مرة !!
فقلت له : هل تتعقل ما أقول ؟!
فقال : ..... !! (لا تعليق) !
فقلت : أيّ خيار بقي الآن بعد انتفاء الأولين ؟!
فقال : قطعاً ، الخيار الأخير.
فقلت : إذن ، من وضع هذه النظرية المخالفة للنقل والعقل هم غير الصحابة ممن جاء بعدهم ، فإن كان كذلك أفلا يحق لنا نحن أن نخالفهم فيها ؟! فلا هم أنبياء ، ولا هم صحابة ! حتى لا يصح لنا مخالفتهم على مبناكم.