السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتفق أهل الإسلام وأهل العقل عموما في مختلف أنحاء العالم أنه لايوجد لولاية علي بن أبي طالب وأولاده وأحفاده رضي الله عنهم أي أثر في كتاب الله من قريب أوبعيد رغم مايقوم به أصحاب المصلحة الخاصة من الشيعة من تفسير وتأويل للبحث ولو عن معنى أوتفسير للتمسك به دون حرصهم على تحرى الدقة وقول الحق في هذا الجانب !
ولذلك فصحابة رسول الله الذين جاهدو معه بأموالهم وأنفسهم تعاملوا مع الأحداث بعد وفاة رسول وفق حفظهم لكتاب الله ومعرفة معانيه مباشرة من رسول الله الكريم .
والآن نأتي للسنة النبوية المطهرة حيث تؤكد أيضا أفعال صحابة رسول الله الكريم بعد وفاته أنهم أيضا لم يفهموا صراحة من أحاديث رسول الله أي علامة قولية أو فعلية من رسول الله تخص علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده وأحفاده بالولاية .
وقد تصرف الصحابة الكرام في ضوء ذلك وهم أقرب من رأى وسمع من رسول الله الكريم كل تعاليم الدين الإسلامي وأصوله .
وإذا كنا نتفق على خلو كتاب الله من أي آية أو إشارة عن الولاية أوفضلها أو حكم معتقدها أو منكرها فإنه يتبقى لنا كيف نوجه الأحاديث للتفق مع كتاب الله الكريم .
ولذلك نقول أيضا أن الصحابة كانوا يقرأون أحاديث الرسول بل سمعوها من رسول الله مباشرة ولو كان اشتبه عليهم عدم الفهم أو الغموض لسألوا رسول الله مباشرة لكنها كانت واضحة لهم من خلال سماعهم لها وفهمهم .
وأقصد بذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ "
وللتوضيح ومن خلال تصرفات الصحابة بعد رسول الله واستحالة أن يجتمعوا على باطل والعياذ بالله رغم معرفتهم بالحديث أعلاه فإن علينا إذا نبحث عن المفهوم الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم نطقا ومفهوما .
بمعنى أنه من الممكن أن تكون كلمة " فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ" لايعنى بها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لامن قريب أو بعيد رغم رسمهم الكتابي .
وقد يكون معناها الذي فهمه الصحابة وتصرفوا على ضوء ذلك فعلا وواقعا بعد وفاة رسول أن المراد بذلك أن من كان رسول الله مولاه فعلي مولاه من العلو والرفعة والمكانة الكبيرة والشرف والعلو هنا يعود للمولى وهو رسول الله ولادخل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذلك.
وللتوضيح يقول تعالى :
"وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ"
وأقصد أن الصحابة ربما قد فهموا معنى كلمة "فعلي " في لحديث بأنها لاعلاقة لها باسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بل هي وصف لرسول الله الكريم مولى المؤمنين .
كما أنه أيضا من الممكن أن تكون بداية الكلمة " من كنتَ" مولاه بفتح التاء وتعود حينها كلمة" فعلى" على الخالق العظيم وتعنى أن من كان الله مولاه فأنه الله علِيٌّ عظيم وأنه نعم المولى .
أقول ماسبق واستغفر الله العظيم وأتوب إليه إن كنت أخطأت في الفهم والاستنتاج لكنني أردت أن أقول أنه لايمكن للمهاجرين والأنصار بأفعالهم العظيمة وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الله أن يتركوا العمل بحديث لرسول الله ويتساهلوا في تطبيقه لو كان يقصد به ولاية علي رضي الله عنه ولذلك فقد صرفت الأمر إلى فهمهم الصحيح للحديث الذي يدعمه فعلهم واستنتجت الفهم السابق.
كما أنني أكتب ذلك بعد فتوى السستاني الإجرامية بكفر من ينكر الولاية وخلوده في النار حسب زعمه والعياذ بالله كما جاء في قناة المستقلة دون أن يكون له أي دليل من كتاب الله وسنة رسوله الكريم .