لا بد انك تعيش كل يوم
بل كل ساعة
موقفا ما
يجعلك تشعر بان شخصيتك
تفتقر إلى فضيلة ما
أو تحتاج إلى التحلي بالمزيد منها
لتحيا حياتك بشكل أفضل
هذه الفضيلة إن وجدت فيك بنسبة عالية
تكفل لك حياة تتسم بصراعات اقل
وثورات غضب وأخطاء اقل
وليس هذا فحسب
بل تتميز بانجاز أكثر
ونضج واستمتاع وراحة ورحابة صدر أكثر
ولا بد انك الآن تتساءل عن هذه الفضيلة
وتشعر برغبة في معرفتها
لأنها ذات مفعول سحري
يمكنه أن يبدل متابعك إلى متع
وحياتك إلى سعادة
وان كنت تريد أن تعرف ما إذا كنت متحليا
بهذه الفضيلة أم لا
فحاول أن تخمن ما هيتها
لأنني لن أخبرك عنها
إلا في نهاية المقال
لكنني سأذكر لك بعض المواقف
التي يعيشها كل منا كل يوم تقريبا
والتي نحتاج فيها إلى هذه الفضيلة
لتنقذنا من المشاعر السلبية
التي تنتابنا في تلك المواقف
وقد تكون قراءتك لهذا المقال أحد هذه المواقف
فحاول أن تستعين بهذه الفضيلة
حتى تتم القراءة
وتكشف مدى قوة هذه الفضيلة لديك
لا بد انك تقضي أيامك في الاندفاع هنا وهناك
في سرعة وعجلة وحركة مستمرة
لانجاز هذا الأمر وذاك
ولا بد انك تقع أسير الإحباط والغضب
حينما لا تنجز الأمر كما أردت
في الوقت الذي توقعت
ولا بد انك وجدت نفسك مضطرا إلى الانتظار
في طابور طويل
ولا بد أن مشاعر الضيق والتوتر
قد استولت عليك كثيرا
وقد تكون هذه المشاعر
دفعتك إلى التذمر والتأفف
أو محاولة تخطي من هم أمامك
أو الدخول في شجار
مع الموظف الذي يقف أمامه هذا الطابور
والذي ترى انه سبب طول انتظارك
لأنه لا يؤدي عمله بالسرعة المطلوبة
ولا بد انك أيضا عشت إحساسا
بالضيق وأنت تنتظر جهاز
“ الكمبيوتر”
حتى يقوم بالتحميل
أو قمت يوما بالضغط على زر طلب المصعد
أكثر من مرة في محاولة منك
لتجعله يأتي بشكل أسرع
ولا بد انك كثيرا ما استعملت
فرن “ الميكروويف”
لطهو طعام ما أو تسخينه
لأنك لا تريد أن يستغرق ذلك وقتا طويلا
ولا بد انك فقدت السيطرة على أعصابك
في عملك
وفي بيتك
ومع أطفالك
لأنك لم تتحمل
ضجيجهم
وأسئلتهم
وحركتهم
ولا بد انك كثيرا ما تعرضت لمواقف
اضطررت فيها إلى الإصغاء للآخرين
وأنت تحاول أن تخفي إحساسك بالضيق والضجر
ولا بد انك قطعت يوما إشارة مرور
بل إشارات
لأنك لا تتحمل الانتظار والوقوف في الإشارة
كل هذه المواقف وغيرها
تمر بك لتؤكد لك
انك بحاجة إلى التحلي
بفضيلة
“ الصبر”
هذه الفضيلة التي تضفي على حياتنا
الهدوء
والمرونة
والطمأنينة
إذ أن كثيرا من متاعب الحياة التي نعيشها
مردها إلى نفاد الصبر
إلي ما أصابنا به عصر السرعة
الذي نعيشه
وكثيرا
من المشاحنات
والمشاجرات
والعنف
والطلاق
وضرب الأبناء
والإساءة إلى الآخرين
يعود إلى فقداننا للصبر
ورغم أن عصر السرعة
يضيع علينا فرص الصبر
إلا أن الصبر لم يكن مطلوبا يوما
مثلما هو مطلوب
الآن
ولم يكن نادرا مثلما هو نادر اليوم
ولو تنبه كل منا إلى حقيقة
أن نسبة
التوتر
والقلق
والعصبية الشديدة
وعدم القدرة على التعامل مع الحياة
بهدوء
قد ارتفعت
بسبب افتقارنا للصبر
لراجعنا أنفسنا ولسارعنا إلى إضافة
المزيد من الصبر إلى حياتنا