[هشام حيدر]

خبر مثل هذا قد يظنه البعض مجرد ( فرقعة اعلامية) لجلب الانتباه ليس الا لاسيما وان العراقيين متلهفون لسماع مثل هذا الخبر لاسباب عدة اولها حل عقدة تشكيل الحكومة المستعصية والمتجددة مع كل عملية تشكيل حكومة ومن قبل نفس الجهة...والثانية هي لهفة ثانية للعراقيين بوجود ثقافة ( الزهد بالمنصب) لدى ....... السيد المسؤول !
وقبل ان تقول عزيزي القارىء ( اشو خذتنه فلاحة ملاجة ونسيتنه الخبر......المالكي صدك ميريد الكرسي؟).... اقول اني سمعت ذلك منه شخصيا وبعظمة لسانه !
لكن ذلك كان بعد توليه منصب رئاسة الوزراء بفترة قليلة وخلال لقاء على قناة العراقية تحديدا !
وقد كرر الرجل ذلك عبر وسائل اعلام اخرى لاحقا حتى ايقن الجميع بان ذلك امر لامناص منه وان هذه هي رغبة الرجل !
وقد قام الدكتور موفق الربيعي ذات مرة بذكر هذا الامر ولكن يبدو ان الامور كانت قد تغيرت في حينه وان (الشهد) قد غطى الكرسي مما جعله لزجا فثارت ثائرة المالكي وفريقه واتهموا الربيعي بالكفر والزندقة والالحاد والتطرف الديني والعمالة للموساد ....ولايران...... ولسلطنة عمان !
هسة يكولون عمان شجابهه بالنص؟ وكفيلكم ابو فاضل اني لكيت بالخاصة واحد محكوم بتهمة التجسس لصالح عمان !!
عموما....
عدة قنوات فضائية يهمها ان تطيح بالمالكي وتنال منه لكنها تريد ان يتم ذلك دون ان تكلف نفسها هم الاستعانة بخبراء اعلاميين متخصصين فاوكلت الامر الى اعلاميين (نص ردان) يجيدون عملية (النوم للظهر) دون البحث في مقابلات الرجل وتصيد مافيها من هفوات قاتلة ....هذا اذا كانوا قد سجلوا مقابلاته اصلا في ارشيفهم !
في حين يقوم بعض الهواة المتطوعين بتصوير بعض المشاهد ورفعها على اليوتيوب مثلا لتبقى دليل ادانة دامغ يقوم الناس بحفظه وتداوله عبر اجهزة الموبايل او الرامات ولعلكم لاتحظون كم تحفل المقالات بالروابط من اليوتيوب !
عدا ذلك تكون المقابلات الصحفية هي الاخرى دليلا قويا يمكن الركون اليه للرد على فرقة مكذبي وجود الشمس في سماء الناصرية ظهيرة اب !
مقال رائع للزميل الكاتب (ساهر عريبي) وجدتني استشهد به في حواراتي عبر الانترنت سابقا ويحوي روابط تؤكد هي الاخرى (هرطقة) الربيعي و (اراجيفه) التي كادت ان تبعث به الى محاكم التفتيش !
وتبين ان المالكي كان يدعي انه لايريد مجرد عدم التجديد لولاية ثانية بل كان يرغب بترك المنصب فورا قبل انتهاء ولايته الاولى!
والسبب بحسب المالكي هو انه يريد ان (يخدم شعبه خارج دائرة المناصب)...وانه لم يكن راغبا اصلا (بتولي المنصب) وانه يريد (العمل المباشر مع الناس)!!
جاء ذلك في مقابلة للمالكي مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية , ولقد نقلت تفاصيل تلك المقابلة الصحفية كل من وكالة رويترز الدولية للأنباء والبي بي سي ومحطة فوكس نيوز الدولية وشبكة أي بي سي الدولية وصحيفة الغارديان البريطانية!
حيث قال المالكي وبالحرف الواحد ما يلي:

(Asked whether he would accept a second term, Maliki said in an interview published on Tuesday by the Wall Street Journal: "Impossible."
"I wish it could be done with even before the end of this term. I would like to serve my people from outside the circle of senior officials, maybe through the parliament, or through working directly with the people," Maliki said.
"I didn't want to take this position. I only agreed because I thought it would serve the national interest, and I will not accept it again," he said.

والترجمة الحرفية كما يلي:
حيث أجاب عند سؤاله عن رغبته بالبقاء رئيسا للوزراء لدورة ثانية قائلا (مستحيل !أنا أتمنى ترك المنصب قبل إنتهاء ولايتي!أنا أريد خدمة شعبي خارج دائرة المناصب السيادية! أو لربما عبر البرلمان أوبالعمل المباشر مع الناس!, فإنني لم أكن راغبا بتولي هذا المنصب,فلقد قبلت بذلك لأني أعتقدت بأني سأؤدي واجبا وطنيا, وسوف لن أقبل بهذا المنصب مرة ثانية)!!
وهذه روابط المقابلة على صفحات وسائل الاعلام تلك...

وكالة رويتزر الدولية للأنباء
http://uk.reuters.com/article/idUKN0233455820070102
بي بي سي
http://news.bbc.co.uk/2/hi/6226953.stm
محطة فوكس نيوز الدولية
http://www.foxnews.com/story/0,2933,240937,00.html
شبكة أي بي سي الدولية
http://www.abc.net.au/news/newsitems...1/s1820707.htm
صحيفة الغارديان البريطانية
http://www.guardian.co.uk/world/2007...annegoldenberg
صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية
http://online.wsj.com/article/SB116768754949064155.html
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=56417

كانت المرحلة تتطلب تزويق الرجل وتلميع صورته وتقديمه على انه مسؤول ذو شعور عال بالمسؤولية والمواطنة وبعيد غاية البعد عن التكالب على المناصب وان المنصب هو الذي سعى اليه لا انه .....امر دبر بليل !
حتى اذا اطمأن الشركاء وسلموا زمام الامور بيده ووقفوا من خلفه مساندين واستوسقت الامور وبلغت نصابها طوى كشحا واسدل الستار على مرحلة الرجل المتواضع لتبدأ مرحلة الرجل الحديدي !
من يسأل ومن يقلب ومن يحاسب ؟!
بل ان المطبلين سيجعلون الناس تموت غما ان سمعوا بان منقذهم ومخلصهم يريد التخلي عنهم!
ومن له القدرة على نفي وقوع تفجيرات وطمس معالمها واختلاق قصة مزيفة للاحداث كما حدث في العشار ...لايشق عليه تزوير اية احداث اخرى وتلفيق احداث بديلة وكانك تكتب رواية ما ليس الا فتحذف وتضيف وتغير بجرة قلم ....لااكثر !
لقد فاق المالكي سلفه الذي وقف في قاعة البرلمان بعد ان ارغم على التنحي بعد ازمة مماثلة فقال انه لم يكن راغبا بالمنصب كذلك !
وانه يعتقد انه سيخدم شعبه من على كرسي البرلمان بصورة افضل !!
والمصيبة هي انه لم يجلس على كرسي البرلمان لاحقا ولو لمرة !
فما الذي سيفعله صاحبنا ياترى بعد ان يسمع نشيد ( على جسر المسيب .....سيبوني)؟؟!!




هشام حيدر
الناصرية