أبوبكر والغار , شبهة وردها , الصحبة ليست فضيلة , لماذا لم يهاجر الأمام علي
بتاريخ : 10-08-2010 الساعة : 03:27 AM
أبو بكر والغار :
ذكر الطبري في تاريخه حــــ3 :
ان أبابكر ما كان يعلم بهجرة النبي صلى الله عليه وآله فجاء عند علي بن أبي طالب عليه السلام وسأله عن رسول الله , فأخبره بأنه هاجر مع نحو المدينة فأسرع أبوبكر ليلتقي بالنبي فرآه في الطريق فأخذه النبي معه
X - فالنبي انما أخذه معه على غير ميعاد
قال بعض المحققين : ان ابابكر بعدما التقى بالنبي في الطريق اقتضت الحكمة النبوية أن يأخذه معه ولا يفارقع لأنه كان من الممكن أن يفشي أمر الهجرة وكان المفروض أن يكون سراً , , كما نوه الشيخ أبو القاسم بن الصباغ في كتاب النور والبرهان ان رسول الله أمر علياً فنام على فراشه وخشي من أبي بكر أن يدلهم عليه فأخذه معه ومضى الى الغار
شبهة و ردها :
(ش) - ان النبي صلى الله عليه وآله حمل معه ابابكر لأنه كان يعلم انه يكون خليفته
(س) - اذا حمله لهذا السبب فلماذا لم يأخذ معه الخلفاء الآخرين الراشدين على حد زعمكم عمر وعثمان وعلي عليه السلام لأنهم كانوا مهديين أيضاً .
فلماذا هذا التبعيض يأخذ أبابكر ويأمر علي ليبيت على فراش الخطر , ويفدي النبي بنفسه
(ت) - لقد اتفق المفسرون أن صاحبي يوسف الصديق هما ساقي الملك وطباخه , وكانا كافرين ودخلا معه السجن ولبثنا خمس سنين في صحبة يوسف الصديق ولم يؤمنا بالله حتى أنهما أخرجا من السجن كافرين .
(س) - فهل صحبة هذين الكافرين لنبي الله يوسف تعد منقبة وفضيلة لهما ؟!
(ت) - ذكر المفسرون : أن المؤمن وكان اسمه : يهودا , قال لصاحبه واسمه براطوس وكان كافراً , وقد نقل المفسرون منهم : الفخر الرازي , محاورات هذين الصحابين , ولا مجال لنقلها , فهل صحبة براطوس ليهواد , تعد له فضيلة أو شرفاً يقدمه على أقرانه ؟! أم هل تكون دليلاً على ايمان براطوس , مع تصريح الآية : ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ) الكهف 37
= فالمصاحبة وحدها لا تدل على فضيلة وشرف يميز صاحبها ويقدمه على الآخرين
لماذا لم يهاجر الأمام علي :
1- لأن علياً قام بأعمال مهمة بعد النبي صلى الله عليه وآله كان قد ألقاها النبي على عاتقه وامره أن ينفذها , لأنه لم يعتمد على أحد يقوم مقامه ويقضي مهامه غير الأمام علي لأن النبي صلى الله عليه وآله - كما نعلم - كان امين أهل مكة , حتى أن الكفار والمشركين كانوا يستودعون عنده أموالهم ولا يعتمدون على غيره في استيداع أماناتهم وحفظها , فكان يعرف بالصادق الأمين
= فخلف رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه وابن عمه علياً في مكة ليرد الودائع و الأمانات الى أهلها , وبعد ذلك حمل معه بنت رسول الله وحبيبته فاطمة الزهراء عليها السلام التي كان يعز فراقها على أبيها , واخذ معه فاطمة بنت أسد أمه وابنة عمه فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وغيرهن فأوصلهن بسلام الى المدينة المنور عند رسول الله
×- واضافة الى ما ذكرناه فأن علياً اذا لم يدرك فضيلة مرافقة النبي صلى الله عليه وآله في الهحرة , فأنه أدرك مقاماً أسمى بالأستقلال بالتبع وهو مبيته على الفراش , ليلتبس الأمر على الأعداء فيخرج رسول الله بينهم بسلام , قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة 207
ونسأل الله واياكم ان يوفقنا لصيام شهر رمضان المبارك