ثانيا : هل ذكر القرآن لعلي عليه السلام سيمنع الناس من الانقلاب عليه والاعراض عنه ؟؟
الجواب : كلا .
فهذا القرآن يذكر اسم النبي الاعظم في اربع آيات صريحا .. فيقول تعالى :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
[آل عمران : 144]
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
[الأحزاب : 40]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
[محمد : 2]
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى
عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
[الفتح : 29]
ولكن هذا لم يمنع ان يرتد بعض الصحابة مثل هذا :
صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 2145 ]
14 - ( 2781 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان ( وهو ابن المغيرة ) عن ثابت عن أنس بن مالك قال:
كان منا رجل
من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه قالوا
هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا
به فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على
وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض
قد نبذته على وجهها ثم عادوا
فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا
وغيره كثير كابن سرح وابن جحش ومقيص وووو
بل الى اليوم تجد الناس تترك الاسلام وتتنصر فلم يمنعهم ذكر اسم النبي من ترك النبي ومحاربته
والمتحصل : ان ذكر علي عليه السلام في القرآن لا يمنع من اعراض الناس عنه !!
ثالثا : توجد الكثير من القضايا التي لم يذكرها القرآن ونحن نؤمن بها بلا أي شك من قبيل :
1: نبوة آدم فلا يوجد في القرآن اية صريحة في أن آدم عليه السلام كان نبيا ومع هذا نؤمن بنبوته
2: لم يصرح القرآن باسم الخضر ومه هذا يؤمن به كل الناس
3: لم يذكر القرآن اسم المهدي صريحا ومع هذا فانكاره قد يكون كفرا عند بعض الناس
4 : الدجال لم يذكره القرآن ومع هذا فهو عقيدة راسخة عندك
بل توجد اشياء كفرتم من لا يلتزم بها مع انها لم تذكر في القرآن من قبيل قدم القرآن فالامام احمد يحكم بكفر القائل بخلق القرآن
ولكننا لانجد لهذه القضية ذكرا صريحا واضحا بل القرآن ذكر خلاف هذا
فأذنا كنا لانلتزم الا بما ذكر القرآن ضاع اكثر من 80%
من العقائد والاحكام
ومن هنا نعرف خطورة هذا الاشكال الذي يطرحه بعض الناس لانهم يفصلون مابين القرآن والسنة وهذا لايقول به مسلم صحيح الاسلام
رابعا : صاحب هذا السؤال يريد ان يقول لله تعالى : يارب أريد منك ان تختبرني على حسب ما يعجبني ..
يعني يريد ان يعبد الله على مايتلائم ونفسيته واهواءه
والحال ان الله يختبر عباده بما يشاء ويريد منهم الانقياد والتسليم كهذا اختبار :
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
[البقرة : 249]
فهو تعالى (( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء : 23]))
خطورة هذا السؤال تكمن بالأضافة لما تقدم في انك تريد ان تفرض على الله تعالى طريقة الاختبار والابتلاء وهذا لايقبله مسلم عاقل يعني تقول له :
أختبرني بهذا الشكل و لاتختبرني بشكل آخر ...
لا يا اخي
لله ان يختبر خلقه بما يريد وكيفما يريد وليس للخلق ان يشترطوا على الله تعالى وهذا مقتضى ( ويسلموا تسليما )
خامسا : هذا السؤال لم يكن وليد اليوم يا اخي بل كان يطرح من اول ايام الرسالة وخذ هذا دليلا على قولي :
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 286 - 288
- علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل ابن زياد أبي سعيد
، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : "
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "
فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام
: فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل ؟
قال : فقال :
قولوا لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا ،
حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما
درهم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعا حتى
كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "
- ونزلت في علي والحسن والحسين - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه
، وقال صلى الله عليه وآله أوصيكم بكتاب الله
وأهل بيتي ، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، وقال :
إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبين من أهل بيته ، لادعاها آل فلان
وآل فلان ، لكن الله عز وجل أنزله في كتابة تصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة ،
ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أم سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء
أهلي وثقلي ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله صلى الله عليه
وآله وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا
واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين : إن الله تبارك
وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك
، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن عليه السلام أولى بها لكبره ، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول : "
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك وبلغ في رسول الله صلى الله
عليه وآله كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل
بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى
الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ،
ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليه السلام . وقال : الرجس هو الشك
، والله لا نشك في ربنا أبدا . محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد ،
عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ذلك .
فسؤالك قديم وجوابنا اقدم منه وهو واضح على لسان الامام الباقر عليه السلام
اما هل عدم الذكر كان لاجل ان لايحرف كتاب الله
فهذا دليل لاحاجة له لان الله تعالى اعرف منا بحفظ كتابه وهو القاهر فوق عباده وقد تعهد بحفظه
(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9))
وخلاصة قولي :
ا: الاشكال غير صحيح من الاساس لانه لما فيه من السقطات العقائدية الخطيرة كما بينت اعلاه
ب : الله تعالى ذكر عليا في الكتاب وبين النبي لنا ذلك باحاديث صحيحة عند الفريقين
ج : ان التزمنا بقبول ماورد في القرآن فقط فعلى الاسلام السلام عقيدة وشريعة
ء: لله ان يختبر خلقه بما يشاء وليس لنا ان نعترض على ذلك .....