[هشام حيدر]

قبل عدة قرون كانت مضارب قبيلتي تنتشر في ربوع الهند ترعى (الجاموس) كغيرها من قبائل....... الهند !
وكان جدي هناك مشهورا بالكرم ويضرب بكرمه المثل في كل بلاد( الهند والسند )!
كان لاياكل الطعام الا مع الضيف وكان يشعل النار ليلا كي يهتدي لناره المسافرون الذين انقطعت بهم السبل في ظلام ليل (الهند)!
واذا ماحل القحط كان جدي للناس ملاذا.... ويوم لم يجد مايطعم به قومه نحر فرسه واوقد ناره واخذ يطعم قومه ..(تكة) اذ لم يعرف الكباب الا بعد ان تذوقه في بغداد !
لم يستغرب قومه منه هذا فالكرم كان عادة للشروك في بلاد الهند !
ظلت قبائل اجدادي( الهندية ) تعيش في الهند ورعاية الجاموس حتى اتاها محمد القاسم وفتح الهند واستعبد اجدادي وجاموسهم واحضرهم الى العراق !
الغريب ان ارحام العراقيات عقمت منذ وطأت ارجل اجدادي ارض العراق فيما اخذت نساء قبيلة طي (قبيلة اجدادي) ونساء باقي القبائل الاخرى تتكاثر حتى اضحوا الاكثرية في العراق !
لم يعرف حكام العراق معنى العدل والانصاف يوما وعانى منهم اجدادي ماعانوا منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا !
وقبل عقد او عقدين من الزمن فر الالاف من بني عمومتي الى مختلف بلدان العالم واستوطنوا هناك مرحبا بهم بل ومنحوهم جنسية بعض البلدان احيانا!
بل لقد ترشحوا لبرلمانات تلك الدول وفازوا !!
لكن حكام العراق لازالوا لايرون فينا مواطنين رغم (استيطان)العراق مئات السنين !
ولازالوا يطلقون علينا لقب ....(الشروك)!
ولازالوا يرون اننا لانليق الا للخدمة والرعي ويعتبروننا فرشا لهم تطأنا اقدامهم متى شاؤا .....و(عمر الفراش مايصير غطه)كما قال( فيلسوفهم الكبير) ... مشعان الجبوري !
في حين ان دولا عنصرية وثنية متخلفة ..كامريكا.. كانت تجلب السود في قعر السفن كرقيق رخيص وصل بها الامر ان يحكمها واحد من نسل اولئك العبيد رغم انها الان تحكم العالم باسره !
(اهل العراق) ومنذ سنين يسمون الانسان الغبي المتخلف بانه ....(هندي)!
وفي الهند (موطن اجدادي) تعيش الاف القبائل التي لم يحضرها محمد القاسم معه !
يتحدثون مئات اللغات ويعتنقون الاف الديانات وينقسمون الى الاف المذاهب ويعيشون بسلام ووئام !
لكن (العراقيين ) لايطيقون وجود قوميتين او ثلاث !
ديانتين ... او ثلاث !
مذهبين...لاثالث لهما حتى !
تنقسم الهند الى ولايات تحكم بنظام فدرالي .....كما تنقسم امريكا الى اثنتين وخمسين ولاية فدرالية !
لم تتسبب الفدرالية بضعف الهند ولاضعف امريكا !
لكن (اهل العراق) يضيقون ذرعا ان اصبح في العراق....اقليمين او ثلاث !
يرون ان اعتناق المذاهب طائفية تقسم ....(العراق العظيم)!
ويرون ان احترام خصوصيات الاخرين يعني تقسيما وضعفا ....للوطن !
رغم ان كل الدول التي ابتليت بتعدد الاعراق والاديان استقرت وتقدمت ان احترمت كل طوائفها وراعت خصوصياتهم لاسيما ان اتبعت النظام الفدرالي كامريكا والامارات وكندا وسويسرا !
في حين ان الدول التي انتهجت النهج ...الوحدوي!....المركزي !...انتجت حكم فئة على فئات اخرى مارست بحقها شتى صنوف التنكيل باسم الوحدة !
في العراق او السعودية او البحرين .....الخ !
وظلت دوما عرضة للازمات والحروب والتقسيم !!
عذرا (اهل العراق) ....فقد تركت (رعي الجاموس)منذ زمن وعرفت معنى الحرية والمساواة والقانون والدستور والفدرالية ....الخ !
الم يجعلكم (الله خير امة اخرجت للناس)..؟؟!
فاسمحوا لنا ان ننهل من خير الله الذي ارسله على ايديكم !
وعذرا ان تطاولنا بحضرتكم !
وان لم يعجبكم هذا فأذنوا لـــــــ(طــي )....ان تعود من حيث اتت !!

شريطة ان تعودوا من حيث اتيتم كذلك !

لاني اعرف اننا واياكم (لفو) على العراق العظيم الذي كان يسكنه البابليون والاكديون والسومريون اما العرب فلم يسكنوا الا الحضر والحيرة!
وان اتينا من بلاد الهند او السند كما تقولون....او من نجد والحجاز كما يقول المؤرخون العملاء....
فان غالبيتكم ليست الا مخلفات (وصيف وبغا).....اخر مخلفات المماليك الترك !!!




هشام حيدر
الناصرية