المختصر في انحرافات عدنان عرعور
الحمد لله الملك التواب، العزيز الجبار، الحليم العليم، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الطيب المطيب، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم إلي يوم الحشر والمآب.
وبعد:
فهذا تلخيص لبعض أقوال "عدنان عرعور" المخالفة للنصوص الشرعية، وما كان عليه سلف الأمة الصالح، وأجمع عليه العلماء، وجدتها في بعض كتبه وأشرطته، وبقي أضعاف هذه الأشرطة بمرات عدة لم يتيسر لي سماعها، فعسى أن ييسر لي أو لغيري سماعها وكشفها وتحذير المسلمين منها، وذلك نصحاً لله ولدينه وللمسلمين، ودفعاً للضلال الذي لا يزال هذا الرجل يقذف به، ويخرج به على إخوانه المسلمين.
وقد رد بعض انحرافاته إما كتابة أو في أشرطة جمع من أهل العلم والفضل، ومنهم:
1- الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
2- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
3- الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله.
4- الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
5- الشيخ عبد الله بن صالح الغديان.
6- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله.
7- الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري.
8- الشيخ زيد بن هادي المدخلي.
ولبعض طلاب العلم ردود مفردة في الرد عليه، وبيان جملٍ من انحرافاته، وماله من شذوذات وطوام، جنب الله المسلمين شرها، ورزقه التوبة منها، وإصلاحها بالبيان والبنان، إنه سميع مجيب.
وقد جعلت أقواله ـ من باب التيسير والتسهيل ـ باللون الأزرقبين قوسين، ومفرقة تحت هذه الأقسام:
القسم الأول / مع الأنبياء.
القسم الثاني / مع أرائه وأقواله التربوية.
القسم الثالث / مع الأخلاق.
القسم الرابع / مع الصحابة.
القسم الخامس/ مع باب التكفير.
القسم السادس/ مع العقيدة.
القسم السابع/ مع متفرقات وعجائب.
القسم الثامن / مع الخوارج.
القسم التاسع / مع أسبقياته على الناس.
القسم العاشر / مع جرأته في القسم والأمور الغيبية.
القسم الحادي عشر / مع الشعوب الإسلامية.
القسم الثاني عشر / مع البيعة وإبادة الشعوب بالتحريق، وقتل من شكل حزباً في ظل الدولة الإسلامية قتل عاد.
القسم الثالث عشر / مع السلفية والسلفيين.
القسم الرابع عشر / مع دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
القسم الخامس عشر /مع الخلاف الواقع بين الجماعات الإسلامية وأنه اجتهادي لا عقدي ولا منهجي.
القسم السادس عشر /مع سيد قطب.
هذا وقد أعلق على بعض أقواله بكلام يسير يفتح ذهن القارئ، وأسكت عن الأكثر لوضوحه، وطلباً للاختصار، ولأني قد رددت مخالفاته هذه متوسعاً في كتاب لي بعنوان: " عدنان عرعور وبعض انحرافاته".
وهذا أوان الشروع في هذا المختصر، فأقول مستعيناً بالله ـ جل وعلا ـ:
القسم الأول / مع الأنبياء.
أولاً: خطأ عدنان عرعور على عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
الخطأ الأول / احتجاجات الصحابة على تصرفات الدولة الإسلامية الممثلة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
حيث قال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم (3):
[ إذا كان رسول الله بدا شيء من التضجر في بعض تصرفات الدولة الإسلامية، من منكم يستحضر من مثل هذه المواقف، وأنا سردت كأني في محاضرة، ونسيت أني في درس، نعم مواقف جرت من الصحابة اعتراض على الدولة في بعض تصرفاتها ]
فقال أحد الحاضرين شيئاً لم يُسمع بسبب بعده عن جهاز التسجيل، فقال له عدنان عرعور :
[ أحسنت بارك الله فيك، احتجاج يعتبر، وإن كان احتجاج جزئي، حقيقة احتجاج على تصرفات الدولة، أسارى بدر كذلك احتجاج، لكن ظهر الاحتجاج في حنين أوضح منه في أسارى بدر ]
قلت:
الدولة الإسلامية في ذلك الوقت كانت ممثلة في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقوي ذلك المثالين المذكورين، وليس في تصرفاته صلى الله عليه وسلم ما يثير تضجر الصحابة، ولا احتجاجهم عليه، ولا اعتراضهم لما يصدر منه، وهم ـ رضوان الله عليهم ـ أبعد الناس عن ذلك، لما هم عليه من رسوخ إيمان به صلى الله عليه وسلم، وإجلال له، وأنه أعدل وأصدق وأرحم من حكم، ولمعرفتهم أن هذا التضجر والاحتجاج والاعتراض باب هلكة لهم إن ولجوه، وما جرى في قصة أسارى بدر لم يكن احتجاجاً لا كلياً ولا جزئياً، وإنما هو صلى الله عليه وسلم من طلب مشورتهم في شأن الأسرى، فأدلى أبو بكر بما يرى، وعمر بما يرى، وابن رواحة بما يرى، ومن الصحابة من مال إلى رأي أبي بكر، ومنهم من مال إلى رأي غيره.
وأما وقع في حنين فقد قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" مبيناً ممن وقع هذا المنكر:
فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين، فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة، ففاجئوه بهذه المقالة، فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة بقر الله خاصرته: (( اعدل فإنك لم تعدل )).اهـ
بل وتعدى وطعن حتى في نيته صلى الله عليه وسلم فقال: (( والله إن هذه قسمة ما عُدل فيها، وما أريد بها وجه الله )).
الخطأ الثاني / تجنيه على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شهد لشر الخلق والخليقة وهم الخوارج بالإخلاص.
حيث قال في شريط له بعنوان "كلمات في المنهج":
[ بل شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، والله بعد أن رأيت هذا الأمر، ورأيت أن الخوارج شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر أنا ما عاد بفكر لا بوهابي ولا بسلفية، عاد أفكر في الكتاب والسنة، وبفهم ينجيني أمام الله ]
قلت:
لم يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، بل قال في حقهم كما في "صحيح البخاري": (( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم )).
وفي "صحيح مسلم": (( لا تجاوز صلاتهم تراقيهم )).
وقال الحافظ ابن حجر: والمراد أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب.اهـ
وهناك أقوال أخرى لعدنان عرعور في حق الخوارج شر الخلق والخليقة، ومن هذه الأقوال ما يأتي:
1-ما قاله في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم (5):
[ إننا جميعاً لن نصل إلى درجة إخلاص الخوارج، وصفاء نيتهم ]
2-ما قاله في شريط له بعنوان "التكفير بين التأصيل والتجهيل" رقم (1):
[ ولا أخفيكم سراً أن ظواهر الأدلة معهم وهي قوية ]
3-ما قاله في شريط له بعنوان "الوحدة الإسلامية":
[ الخوارج إنما أخذوا الأدلة من الكتاب والسنة، وهم أنقى في هذه القضية من كثير من المسلمين الذين لا يدرون نصوص الكتاب والسنة ]
4-ما قاله في كتابه "الواقع المؤلم" الصفحة (60) عن بعض أهل البدع:
[ رغم دعواهم العريضة بذلك، ودفاعهم عن الإسلام، ووقوفهم في وجه الأعداء وجهادهم، فإن الخوارج كانوا أعظم منهم جهاداً، وأكثر عبادة ]
قلت:
وسيأتي التعليق على هذه الأقوال في "القسم الثامن" وعنوانه: مع الخوارج.
الخطأ الثالث / تجنيه على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يكن يؤصل الأخوة بين المسلمين في العهد المكي بنصوص شرعية بينة، وأن الأخوة والتقوى وحب الله وحب رسوله في ذلك العهد لم تؤصل بذلك، وإنما حصلت وكانت تنشأ تلقائياً.
حيث قال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم (3) عن العهد المكي والأخلاق فيه:
[ يعني ما في خط نستطيع أن نقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤصل الأخوة بنصوص بينة، لكن عملية التعذيب، عملية الدعوة، عملية التوحيد هي كانت تؤصل هذا الأمر تلقائياً، بطريقة مباشرة، يشهد المسلم أنه أخو المسلم، لكن لا أستطيع أن أقول هو طريق كانت تسير عليه الجماعة لكن هو كان ينشأ تلقائياً بين الإخوة ]
ثم داخله رجل من الحاضرين بدليل، فقال له:
[ هذا الدليل تقوله عندما نقول لم يوجد بينهم أخوة، لكن نحن نثبت هذا، لكن هذا حصل تلقائياً، حتى التقوى حصلت تلقائياً، حب الله، حب الرسول حصل تلقائياً ]
قلت:
ولا زلت في عجب من هذا القول المظلم الفاسد الجائر الكُبار، ولا أدري كيف قبله عقله، وكيف طاوعه لسانه فقدر أن يقذف به أمام الناس.
أيعقل أن تحصل التقوى، ويحصل حب الله ورسوله، وتحصل الأخوة في أول الصحابة إيماناً، وأقدمهم هجرة وسابقة، وفي هذه السنين التي تزيد على العشر بدون قال الله وقال رسوله؟
أين سورة الأنعام والأعراف ويونس وهود وإبراهيم والإسراء والأنبياء والمؤمنون والفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والمعارج والمطففين والبروج والبلد والضحى والعصر والفلق؟
أما سدته آية سورة العصر:
{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }؟
الخطأ الرابع/ تجنيه على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مستعد لإبادة شعب اليمن كله إذا طردوا عمار بن ياسر أو عارضوا الدولة بعد موافقتهم.
حيث قال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم (5):
[ عمار إذا طردوه لا يستطيع فعل شيء، أما إذا فعلوا هذا أهل اليمن فمستعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيد الشعب كله إذا كان يعارض الدولة بعد موافقته ]
قلت:
ليس في الشريعة هذه الإبادة، بل هذه شريعة الغاب، ودكتاتورية الجبابرة الذين لا يحكمهم دين ولا عقل ولا يرجعون إلى رحمة، ومذهب الخوارج.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فأرحم وأرفق وألين وأشفق من حكم.
وأذكر عدنان عرعور أن في شعب اليمن الذكور والإناث، والصغار والكبار، المكلف وغير المكلف، فأين الدين؟ وأين العقل؟
بل لو تسامع الكفار بهذا ماذا سيقولون؟
وهذه سيرة أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين المهديين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ مع الخوارج بين أيدينا، وليس فيها تلك الإبادة والوحشية والفظعة.
وقال في نفس الشريط أيضاً:
[ إذا جماعة من الجماعات رفضت الانضمام للدولة الإسلامية فما على المسلمين إلا أن يذبحوهم حتى ولو يتموا بأطفالهم وهم وأطفالهم بيحرقوهم ويبيدوهم ... وهذا من أوجب الواجبات على الدولة الإسلامية قبل مقارعة الأعداء، ولا يجوز للدولة الإسلامية أن تفتح الحصون، وهناك حزب رافض البيعة، واقتداء بقوله: (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعده )) ]
قلت:
وسيأتي مزيد تعليق على هذه الأقوال في "القسم الثاني عشر" وعنوانه: مع البيعة وإبادة من لم يبايع الإمام من المكلفين وأطفالهم بالتحريق،وقتل من شكل من المسلمين حزباً في ظل الدولة الإسلامية قتل عاد.
الخطأ الخامس/ تمثيله بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في سبب إسلام النزر اليسير وإسلام العدد الكثير بتأثير الأخلاق.
حيث قال في كتابه "التيه والمخرج" الصفحة (80):
[ وإن مما ينبغي إدراكه أن للأخلاق الإسلامية تأثيراً بالغاً في الدعوة، لا يقل أهمية بكثير عن تأثير التوحيد، فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة، فلم يسلم على يديه إلا النزر اليسير، ولما عفا عنهم في فتح مكة، وظهر لهم حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ما لم يكونوا يتوقعونه مع أن القوة يومئذ بيده، أسلم لذلك خلق كثير ]
قلت:
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أجمل الأخلاق قبل البعثة وبعدها، وقبل فتح مكة وبعد فتحها، وهي ظاهرة جلية معروفة للمشركين في تلك الأحوال كلها، بل هذا أبو سفيان ـ رضي الله عنه ـ يشهد بذلك في حال كفره، وأمام ملك النصارى وأساقفتهم فيقول كما في "صحيح البخاري": (( ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة )).
وفي رواية أخرى: (( بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة )).
وقد أسلم قبل فتح مكة الكثير والكثير من أهل مكة وغيرها وليس النزر اليسير كما زعم عدنان عرعور، وأعظم أسبابه ليس الأخلاق، بل هذا الوحي والنور والهدى الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يزال أكثر الناس يدخلون في الإسلام بهذا السبب.
فالتعريض بأن سبب إسلام النزر اليسير قبل فتح مكة والكثير بعدها وإرجاعه إلى ظهور أخلاق الرسول، إساءة إلي النبي صلى الله عليه وسلم، وجهل بالشرع والواقع.
ثم إن فتح مكة كان في السنة الثامنة من الهجرة، فقول عدنان عرعور:
[ فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة، فلم يسلم على يديه إلا النزر اليسير، ولما عفا عنهم في فتح مكة ]
جهل وخبط وتعجل، لأن بين فتح مكة وبين نهاية مكثه صلى الله عليه وسلم أعوام.
ثانياً: خطأ عدنان عرعور على نبي الله هارون ـ عليه السلام ـ في مسألة عظيمة تتنافى مع مقام النبوة، وهي ترك الناس على الشرك بالله بعبادة العجل وعدم إنكاره عليهم لأجل انتظار رأي أخيه موسى ـ عليه السلام ـ إذا قدم.
حيث قال في كتابه "صفات الطائفة المنصورة" الصفحة (21) وتحت عنوان "علة موهمة":
[ لما عبد بنو إسرائيل العجل وجاءهم موسى صلى الله عليه وسلم وأخذ بلحية أخيه، اعتذر له هارون قائلاً: { يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي }
وكان رأي هارون عليه الصلاة والسلام أن يترك بني إسرائيل على ما هم عليه من عبادة العجل انتظار رأي موسى عليه الصلاة والسلام وخشية أن يفرق بين بني إسرائيل فعاتبه موسى أشد العتاب، فإن تفريق الناس بالتوحيد، خير من بقائهم على الشرك مجتمعين، وهذه هي العلة نفسها التي يتعلل بها كثير من الناس ]
قلت:
إن كان لعدنان عرعور عيون فقد أخبر الله تعالى في الآيتين قبل الآية التي استشهد بها أن هارون ـ عليه السلام ـ قد أنكر عليهم عبادتهم العجل، فقال سبحانه:
{ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى }
ولكن لعله تلقاه من كتاب سيد قطب "في ظلال القران" (4/2348) حيث قال عند قول الله تعالى: { قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتب أفعصيت أمري }.
يؤنبه على تركهم يعبدون العجل دون أن يبطل عبادته اتباعاً لأمر موسى عليه السلام بألا يحدث أمراً بعده ولا يسمح بإحداث أمر.اهـ
ثالثاً: خطأ عدنان عرعور على نبي الله الكريم يوسف ـ عليه السلام ـ. يتبع ....
حيث قال في كتابه "الواقع المؤلم بين المعالجة والتأصيل الصحيح" الصفحة: (162):
[ ولو كانت القرينة دليلاً لكان يوسف عليه الصلاة والسلام زانياً وحاشاه بقرينة تمزق ثوبه ]
قلت:
وهذه القرينة جعلها الله من أدلة براءته لا إدانته، بل وأعلى سبحانه شأنها فجعلها آية، فقال عز وجل: { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين }
ولعدنا عرعور مذهب في القرائن وأنها لا ترقى لأن تكون دليلاً، بل حجة المنافقين، أفصح عنه في شريط له بعنوان "قل هذه سبيلي" حيث قال:
[ يهمس في أذني أن هناك برهان وهناك قرينة، يجب أن نفرق بين البرهان وبين القرينة، القرينة هي حجة المنافقين... القرينة ليست حجة إنما قال الله البرهان ]
رابعاً: خطأ عدنان عرعور على أبينا نبي الله آدم ـ عليه السلام ـ.
حيث قال في شريط له بعنوان "استفسارات" وهو عبارة عن لقاء أجري له في فرنسا مع مجموعة من الشباب رد فيه على شريط خرج فيه نقد جماعة من أهل العلم لبعض أقوالٍ له وقواعد، وعنوانه " أقوال العلماء في أقوال وقواعد عدنان عرعور " ومن هؤلاء الناقدين والرادين ابن عثيمين والفوزان والغديان وأحمد النجمي وعبد المحسن العباد وزيد بن هادي:
[ والله أنا ما متأثر ولا ظفري ولا متأثر نعلي بهذه الفتنة، ولكن والله أتأثر عليكم، أنا أتأثر على المراكز التي حصل فيها فتنة، أما أنا لما قال حِرَفي يعني ضرني ذلك وحزنت حزناً شديداً أنا وزوجتي لأني حرفي، ولأنها تزوجت حرفي المسكينة، ما أثر هذا الكلام على أسنانا، وكلام حقد وحسد وانتهت المسألة، بالعكس والله العاقل الذي يسمع الشريط يجعله حجة عليهم، لكن سأريكم نبدأ: والله عز وجل يقول:{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا } ليس من اللائق لأن عدنان شامي وهم بدو فما بيصير البدوي يحاكم الشامي ليس من اللائق ... ]
إلى أن قال:
[ أين إنما كان قول المؤمنين أن يقولوا سمعنا وأطعنا قال الله يقول، ليس من اللائق، لكن أنتم ما تعرفون بعض الناس يتكبرون هو يتحاكم مع شامي مع مغربي هم من شعب الله المختار الذين ولدوا من دبر آدم ]
قلت:
وما دخل آدم ـ عليه السلام ـ حتى يتكلم عليه بهذه الطريقة، وينحط حتى يخرج عنه في حقه هذا الهراء الذي لم يزعمه حتى أكابر الكافرين والمجرمين، بل ولا أظن عاقلاً يتلفظ به ويجرؤ.
والشرع قد بين من أين يخرج المولود من أي بلد وجنس، والحس والواقع والأمم كلها تصدق.
وللقراء أن يتوجهوا إلى العلماء بسؤالهم عن هذا الكلام ما حكمه؟ وحكم قائله؟
وقال في كتابه "صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها"(الصفحة:32):
[ فليحذر الذين يخصصون دعوتهم، ويغلقون أبوابهم، بتأويلات دون تأولات آدم عليه السلام بكثير، وأعذار دون أعذار سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فيما عاتبه فيه ربه ]
قلت:
وهل آدم ـ عليه السلام ـ وسيد ولده صلى الله عليه وسلم كانوا من أهل هذه الصفة المذمومة حتى يضرب بهم المثال.
القسم الثاني / مع بعض أرائه وأقواله التربوية
يتبع .