[الأصولي]

من نوادر التبجح بتقديس النغلين أبي بكر وعمر ورفع شأنهما من الحضيض إلى غير ذلك هو ما أنشده ابن أبي الحديد المعتزلي فيهما ملتمسا العذر لهما بهروبهما يوم خيبر وعودة كل واحدٍ منهما يجبـّن أصحابه ويجبنونـه ، فيقول ابن أبي الحديد:

وإن أنسى لا أنسى الذين تقدما
وفرّهما والفرُ قد علـِـما حوبُ

وللراية العظمى وقد رجعا بها
مـلابـسُ ذلٍ فوقهـا وجلابـيـبُ

عـذرتكما أن الحِـمام لمُبـغـضٌ
وإنّ بقاء النفس للنفس محبوبُ

أي أنه لا ينسى الذين تقدما إلى الحرب وفرهما من الحرب حال كونهما يعلمان أن الفر ذنب ، وقد رجعا براية رسول الله صلى الله عليه وآله في انهزامهما بملابسُ ذلٍ فوقها وجلابيبُ ، ثم يضيف التماسه العذر لهما بأن الموت مكروه وأن من يحب نفسه أكثر من حبه للإسلام لا شك بأنه يختار الحياة فلمحبة النفس انهزم أبي بكر وعمر.