التحرك على المنظمات الدولية
وكان من اهم توجهات السيد الحكيم في الدورة السادسة للمجلس الاعلى وبعدما انتخب فيها رئيسا للمجلس سنة 1986 انه طرح فكرة اهمية التحرك على المنظمات الدولية. لما في ذلك من اهمية كبرى في تعريف العالم بمظلومية الشعب العراقي والجرائم التي يتعرض لها على يد العفالقة في العراق. وقد انتخب المجلس ثلاثة من اعضائه لهذا الوفد، وهم السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للوفد الدكتور علاء الجوادي نائبا للرئيس وسماحة الشيخ محمد البرزنجي وهو احد علماء كردستان العراق المشهورين وعضو المجلس الاعلى. اضافة الى اربعة اخرين من الناشطين بمجال حقوق الانسان هم الدكتور عبد الصاحب الحكيم والدكتور وليد الحلي والاستاذ الشهيد علي العضاض والدكتور ليث كبة.
بعض من اعضاء وفد المجلس الاعلى الى الدورة 42 للامم المتحدة في جنيف سنة 1986 ويظهر في الصورة رئيس الوفد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والدكتور السيد علاء الجوادي والدكتور وليد الحلي والدكتور ليث كبة والدكتور السيد عبد الصاحب الحكيم والاخ ابو عبد الله مرافق السيد ابو عمار
معرض الكتاب الدولي في طهران
منذ سنة 1986 اصبحتُ رئيسا للجنة الاعلامية والثقافية في المجلس وقد ضمت في عضويتها عددا من كبار علماء ومثقفي العراق من اعضاء المجلس. وفي سنة 1987 اصبحت مسؤولا لاعلام المجلس الاعلى بعد اخي العزيز الشهيد الحاج ابو ياسين عز الدين سليم رحمه الله. وكانت نشاطاتنا الاعلامية واسعة جدا. وكنت مشرفا ضمن مسؤوليتي عن الاعلام عن صحيفة الشهادة الصحيفة الرسمية للمجلس. ومسؤولا كذلك عن اذاعة صوت الثورة الاسلامية الموجهة لداخل العراق. وكان عندنا قسما متخصصا للانصات الاذاعي والتلفزيوني والمتابعات الخبرية. وكانت لنا اصدارات عديدة اخرة بشكل دوريات ومجلات ونشرات. ومن نشاطاتنا الاعلامية اقامة المعارض. ومن اهم النشاطات في تلك الفترة مشاركتنا في معرض الكتاب الدولي الثاني المنعقد في طهران في ايلول سنة 1988 وقد تمكنا بعد بذل المجهود من ان يكون للعراق جناحا متميزا بين اجنحة الدول. وكان علم المجلس الاعلى مرفرفا بين العديد من اعلام الدول المشاركة. ونجحنا في اقامة يوما للعراق عزف به نشيدا عراقيا ثوريا بمثابة النشيد الوطني.
الوقوف احتراما للنشيد العراقي في معرض الكتاب الدولي في طهران، ويلحظ بالصورة سماحة اية الله الشهيد السيد الحكيم وسماحة الشيخ محمد تقي المولى رئيس العمل العسكري للمجلس والدكتور السيد علاء الجوادي رئيس اعلام المجلس الاعلى واخرين
كما اقمنا احتفالا اعلاميا اشترك به السيد محمد باقر الحكيم بكلمة وكانت لي به كلمة ايضا اضافة لكلمة الدولة المضيفة. وقد افتتح سماحة السيد الحكيم جناح المجلس في هذا الملتقى الدولي. وقد نال هذا الجناح اعلى درجات التقدير وكان اكثر الاجنحة زوارا. وقد جمعنا في هذا المعرض عددا كبيرا من كتب شهداء ومفكري الحركة الاسلامية العراقية وعموم الحركة المعارضة الوطنية.
كتب اية الله السيد الحكيم رحمه الله في سجل الزياراة لجناح العراق الاتي:
لقد زرت الجناح الذي انجزته الوحدة الاعلامية للمجلس الاعلى، ضمن الدورة الثانية لمعرض الكتاب الدولي في طهران، فكان جهدا يعبر الجهد المكثف ةالمشكور للاخوة في اعداد هذا الجناح، كما يعبر عن مظلومية شعبنا العراقي وحركة ساحتنا الاسلامية والجهود الثقافية والاعلامية والسياسية التي يبذلها الاخوة العراقيون المجاهدون....محمد باقر الحكيم.
( ونحتفظ بكل تفاصيل هذا المعرض المتميز الرائد في العمل الاعلامي المعارض لنظام صدام)
واحب ان اقتبس من صحيفة الشهادة الاسبوعية الناطقة باسم المجلس الاعلى في عددها 375 مقطعا من كلمة سماحة اية الله الحكيم في يوم العراق المنعقد ضمن فعاليات هذا المعرض الدولي والتي يشير بها الى طبيعة الصراع بيننا وبين نظام الطاغية صدام:
ان الصراع هناك هو صراع حضاري ايضا فالنظام يحاول مسخ الهوية الاسلامية للشعب العراقي. من هنا يكون الدور الاساسي للكتاب في حضارة الامة....ان الكتاب الذي نسعى اليه يجب ان يكون ذا مضمون حضاري وعلمي بما يتضمنه من حقائق تكون هدى للناس ورحمة وبشرى للمسلمين. وهي الخصائص التي اكدها القران الكريم في مواقع عديدة ....اننا بحاجة للتعامل مع الكتاب من خلال هدف مقدس ليوصلنا الى الكمالات الربانية ومن المؤسف ان يتحول الكتاب الى سلعة للتجارة وينظر اليه من زاوية البيع والشراء، دون الاخذ باهمية الموضوع. ومن الضروري ملء الفراغات الفكرية والثقافية الموجودة
السيد الحكيم وهو يكتب تثمينه واعجابه بالجناح العراقي، والى جانبه السيد علاء الجوادي
اسس العمل عند السيد الحكيم
لم يكن السيد الحكيم من نوع السياسيين او علماء الدين الذين يتحركون باليات ردود الافعال والعواطف غير المدروسة والانفعالات. بل كانت عنده اسس للعمل ينطلق منها في الوصول للاهداف التي يتبناها. ومن جملة هذه الاسس حسبما تلمستها منه ومن خلال المعايشة العملية معه:
1-الايمان المطلق بالله وارادته وقدرته وتحكمه بكل الامور.
2- الايمان والاخلاص الكامل لمدرسة اهل البيت عليهم السلام
3- الايمان بالدور القيادي للمرجعية الاسلامية الرشيدة وانها هي الحصن الواقي للامة وللافراد من الانحراف وانها صمام الامان في المجتمع.
4- الانطلاق من ارادة الشعب والايمان بقدرات الشعب ورفض اساليب الوصاية عليه بادعاء انه لا يعرف مصالحه او يفتقد للنضج اللازم لتحركه.
5- الايمان بالعمل المؤسساتي التخصصي. ومن هنا كانت من اول مبادراته مشروعه الرائد والكبير الممثل بموسسة الشهيد الصدر. وكانت هذه الموسسة مؤسسة خدمية وكانت تقوم بدور اشبه ما يكون بدور القنصلية العراقية لكل العراقيين في ايران. وتأسيسه لمنظمات حقوق الانسان والمؤسسات الثقافية.
6-الايمان بالتنظيمات والتجمعات العملية الاجتماعية للجماهير والاعتماد على الهياكل الاجتماعية الجماهيرية وتنظيماتها المتولدة بصورة طبيعية في العمل. ومن هنا كان يدعم وبشجع المواكب الحسينية والتجمعات العشائرية والفرق الرياضية والنقابات المهنية والتحركات المسجدية والنشاطات بالحسينيات.
7- الايمان بالتخطيط والدراسة المستفيضة للمشاريع والمقترحات قبل التنفيذ.
8-احترام العمل الاستشاري والتداولي والاخذ باراء مستشاريه لا سيما ممن يشخص عمقهم الفكري والتزامهم الاسلامي والديني ونضجهم العقلي وحصافتهم ورجاحة ارائهم. كانت عنده نصيحة الاخوان ثمينة جدا. وكنت الاحظه انه يسجل كل مقترح يقدمه اخ من الاخوة في الاجتماعات ولا يستهين بالاراء بل يناقشها ويغربلها ويبلورها فيحولها الى مقترحات عملية من الوزن الثقيل. لا يعني ذلك انه يأخذ بكل رأي يطرح عليه بل انه له طريقته ومنهجيته المتبلورة عندهم عبر تركم الخبرة الطويلة في العمل السياسي والاجتماعي.
9-الالتزام باسلوب التخصص بالعمل وان الاعمال بدون وجود المسؤول عنها تبقى حبرا على ورق. لذلك كان عندما يقترح احد الاخوة اقتراحا يقول له لا بأس بالاقتراح اذا كان السيد رحمه الله فعلا مقتنعا به ولكن هل ستكون انت المحور لتنفيذه او هناك شخص مناسب اخر للقيام به. ومن فوائد هذا الاسلوب هو انه يجعل مقدم المقترح اكثر واقعية في مقترحه لانه ينبغي ان يقدم من سينفذه. بكلمة اخرى ان هذا الاسلوب يقلص مقتراحات البعض التي يجب ان ينفذها اخرون!!!
10- ان العمل الرسالي والتغيري يقتضي الصمود والاصرار والصبر والتضحية. وهذا واضح من سلوكه العملي. يرسل صدام مبعوثا لاخباره انه سيصفي عائلته بعدما صفى فعلا قسما منها فيخرج على الملئ وبكل وضوح وفي صلاة الجمعة يخاطب الطاغية بكلمة الحسين الخالدة "هيهات منا الذلة" ويواصل طريق الجهاد ويسدر صدام في ابادة واضطهاد اسرته. قال لي احد الايام بعدما قتل النظام ستة من اخوته وابنائهم. وكنت قد قدمت له كتابا مطبوعا من تأليفي بعنوان "قرابين المرجع المظلوم". وبعدما شكرني على جهدي في اعداد الكتاب قال والالم يعتصر قلبه وقطرات من الدمع اغرورقت بعينه: ابو هاشم اني اتألم بما لا يمكن وصفه لفقدي هؤلاء الاحبة ولكن هيهات ان تجعلني التضحيات الجسام اتخلى عن مسؤولياتي الاسلامية والوطنية والانسانية.
وعلى صعيده الشخصي فقد كان يتحلى بالكثير من الصفات اللازمة للقائد ومن هذه الصفات التي رأيتها في شخصه رحمه الله:
1- الايمان الكامل بمبادئه والدفاع المستميت عنها. وما ساوم سيد باقر في يوم من الايام على مبادئه التي آمن بها.
2- امتلاكه لمقدرة كبيرة بل هائلة في النقاش واثبات المقولات التي يؤمن بها.
3- التحليل الدقيق للامور المختلفة الاجتماعية والسياسية والحياتية. وقد استفاد السيد رحمه الله من المنهج الاصولي الذي يعتبر من كبار اساتذته في حوزة النجف فهو من مدرسي كفاية الاصول لعدد كبير من الدورات. كان يحلل القضية يطرحها بشهلها الاجمالي ويححل اركانها ويفككها ويدرس مفرداتها ويقارن بين الامور فيكتشف الضعيف من القوي ويؤلف بين الاراء ويضع الفكرة الى ما يتجانس معها بحنكة عجيبة. وما زلت اشعر اني مدين له في هذا المنهج في التحليل الدقيق.
4- االاصرار على المواصلة، كان يؤكد على ان الاصرار والمواصلة لا بد ان تؤتي اكلها ولو الى حين. قال لي بعد توقف الحرب العراقية الايرانية وانكسار الكثيرين من ابناء المعارضة وحتى تفكير بعضهم بالعودة الى نظام صدام، قال لي في تلك الفترة: يا ابا هاشم لو ابقى وحدي ولا ملجأ لي الا الجبال لواصلت المسيرة ولحملت راية المعارضة حتى الشهادة او النصر باسقاط نظام صدام الدكتاتوري.
5- ومن اهم صفاته انه رحمه الله كان جادا في العمل لا يكل ولا يمل لا يهمه جوع او سهر او تعب. بل كان منصرفا عن كل شيئ يبعده عن مهمته الجادة. كنا في مرحلة التأسيس الاولى، نواصل العمل ليل نهار ولا نكاد ان نلتقي بعوائلنا. اذا اننا نخرج لاعمالنا منذ الصباح ونرجع لبيوتنا في منتصف الليل. نخرج وعوائلنا نيام ونرجع وهم نيام. ووقت الجوع ناكل ابسط المأكل مما قسمه لنا الله. وعلى الرغم من افتراءات البعض عليه بالمعيشة الباذخة والترف في مأكله وملبسه، فاقول والله الشاهد ان السيد كان في ملبسه لا يتجاوز ملبس اي طالب علم عادي بل كانت ملابسه بعض الاحيان ابسط من ذلك. اما مأكله فكنا في الكثير من الاحيان نتغدا ونتعشى سوية ولم يكن اكلنا الا عين ما يأكله الحرس وافراد الحماية وبسطاء العاملين وصغار الموظفين. نعم في المناسبات الدينية لا سيما في مجلس ابي الفضل العباس عليه السلام ذلك المجلس الذي ورثه السيد محمد باقر الحكيم من والده المرجع الكبير الامام الحكيم وكان يقيمه في منزله سنويا، فكان السيد يبذل افخر الاشياء اكراما للمجلس العباسي الحسيني الشريف واكراما لعشاق اهل البيت. ولنا في ذلك الكثير من الطرائف واللطائف مع السيد ومنها: في أحد الليالي اوائل الثمانينات، وكنا نجتمع يومياً في منزله، فمن الصباح تجمعنا جلسات عمل وحوار ونقاش وبحث ومتابعة، أتذكر في أحد الليالي كنت أنا واخي السيد ابو اسراء الحكيم مع السيد باقر، وكنا على وشك الخروج من باب منزل السيد، حينها نادانا وقال: هل اليوم نحن تعشينا؟
قلنا: كلا.. وسوف ننام اليوم من دون عشاء لاننا لا نرغب ان نوقض العلويات في ساعة متأخرة من الليل.
ثم قال السيد: تذكرت، اليوم قضيناه كله في الاجتماعات، فأجلسنا وذهب إلى عائلته، وكانت تسكن في الطابق الثاني من البيت حيث كان الطابق الاول مقر عملنا ومكتب السيد محل لقاءاته مع الناس والمراجعين اي ما يصطلح عليه بالبراني، بصينية فيها بيض مسلوق، وبطاطا، وخيار، وطمامة، وخبز، وجلسنا نحن الاثنان، وهو معنا. وكان العشاء من اعداد وتهيئة سماحته رحمه الله.
وما زلت اتحدث عن هذه اللقطات الانسانية اود ان اذكر حادثة لا تنسى وهو اني كنت مع بقية الزملاء في اجتماع لنا في بيت السيد او بكلمة ادق في المكتب. واذا بالتلفون يرن واذا الطرف الاخر من الخط التلفوني يطلبني.ويستعجلني. ذهبت للاجابة على التلفون ثم رجعت للاجتماع وسألني السيد والاخوان ما الخبر؟ اجبتم ان العلوية زوجتي في وضع صحي متأزم. وخرجت من الاجتماع الى البيت وازداد تدهور زوجتي الصحي. واذا التلفون يرن واذا من الطرف الاخر الحاجة ام صادق حفظها الله ورعاها تسأل بلهفة عن وضع زوجتي. قالوا لها: ان وضعها ليس على ما يرام. ثم قالت: ساجيئ فورا وفعلا جاءت ام صادق بسيارة السيد وقالت: لا يصح الجلوس لنذهب فورا للمستشفى واخذت هي زوجتي والتحقت انا بهم بالمستشفى وأُجريت لها يومها عملية. لقد كانت مساهمة الحاجة زوجة السيد لها اكبر الاثر بل الاثر الاكبر في شفاء زوجتي وانقاذها فضلا عن الاثر النفسي.
كما ان السيد ابو صادق رضوان الله عليه كان اريحيا في الحديث ويحب النكة الهادفة العفيفة الفكهة. وكان يورد بعض النكات واللطائف لتلطيف الاجواء. واذكر العديد منها وهي حقا كانت نكات موجهة وهادفة ومضحكة في الوقت نفسه.
كنت اشكو للسيد بعض الاحيان الهجمة المضادة من الاخوة المنافسين حفظهم الله. فكان يقول السيد لي: لا تنزعج يا ابا هاشم ما يقومون بذلك الا انهم متألمون من نجاحنا وعملنا ومن نجاحك وعملك. ان كلامهم علامة صحة باننا نعمل ونتحرك ولو لم نكن كذلك لما ذكرنا احد بشيئ سلبي او ايجابي. وفي يوم من الايام اطلق احدهم كلمة جارحة عليَّ ونقلتها للسيد فاجابني: الاناء ينضح بما فيه اي ان هذه الكلمة تعبر عن حقيقة شخصية مطلقها ولا تعبر عمن الصقت به.
وحول حديث المنافسين والمسقّطين والقادحين فان للسيد طريقة في التعامل معهم كان يقول: على اي حال هم اخوتنا وسنلتقي معهم في المستقبل وان حالنا وحالهم مثل حال يوسف مع اخوته.
واكتفي بهذا القدر من السرد السريع للعمل يومذاك وسيكون التفصيل في الكتاب الذي نامل ان ننجزه لاحقا.
سابعا: السيد الحكيم مفكرا
مقدمة
الفكر الذي تركه السيد الحكيم يعتبر ثروة ضخمة. وقد تعددت المجالات التي ساهم فيها السيد الحكيم عبر كتب وكراسات وخطب ومحاضرات وندوات وحوارات.
على سيبيل المثال لا الحصر فللسيد الحكيم مجموعة من الحوارات السياسية والثقافية والاجتماعية التي أجريت مع سماحته على مدى سنين مختلفة، وجمعت في جزئين. وهذه الحوارات بها الكثير من الاراء والافكار والتصورات المبدعة. وكان لاخي العزيز الاستاذ الحاج محمد هادي الاسدي دور كبير في الحفاظ على جوانب مهمة من تراث السيد الحكيم من خلال عمله الؤوب والمخلص والصامت.
وساحاول ان امر على عدد من العناوين التي شارك بها السيد الحكيم بالعطاءات الفكرية. لقد اضاف السيد الحكيم الكثير من الاضافات للفكر الاسلامي السياسي وغيره والتي تشكل بمجموعها مدرسة متميزة في الوعي الفكري الاسلامي والوطني وستبقى تراثا خالدا للاجيال.
وبعد متابعتي لما كتب السيد الحكيم استطيع ان افرز الميادين التالية:
الرسول واهل البيت عليهم الصلاة والسلام
من محاور اهتمامات السيد الاساسية هو التثقيف بحياة وسيرة الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار صلوات الله عليه وعليهم اجمعين.
وكانت للسيد مجموعة خطب وأحاديث وقد صدرت مطبوعة في كتاب ضمن سلسلة في ظلال أهل البيت عليهم السلام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي.
وكتب السيد عن دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة: مجلدان متناولا بهما حياة أهل البيت (عليهم السلام). وكتب كذلك عن دور اهل البيت (عليهم السلام) في الدفاع عن الإسلام. وكتب كذلك عن الحجة والولاية. وتحدث عن الشيعة والتشيع.
واهتم في بعض بحوثه بالادب الاسلامي الهادف وشعراء اهل البيت فكتب عن دعبل بن علي الخزاعي، شاعر أهل البيت (عليهم السلام).
التربية الاخلاقية والمفاهيم التربوية
ومن المحاور التي اهتم السيد الحكيم بالتثقيف بها هو طرح المفاهيم الاخلاقية والتربوية. وله في ذلك العديد من الدراسات والبحوث والمحاضرات والتوجيهات. ولو اردنا ان نشير الى المفاهيم الاخلاقية والاشارات الربوية عنده رحمه الله نجده قد ركز على الاتي:
1-مفهوم الصبر
وقد كتب كراسا حول ذلك بعنوان "وبشر الصابرين" وهو كراس مطبوع ضمن سلسلة منهجنا، وقد عالج فيه مفردة الصبر واهميتها في حياة الانسان.
2- مفهوم الحب في الله
وله كراس بعنوان "الحب في الله" صدر ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) وهو عدد من محاضرات الشهيد حول دور الحب في طاعة الله.
3- مفهوم الانفاق المالي
وله كراس كذلك بعنوان "نافذة على الانفاق" وصدر كذلك ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) وهو مجموعة محاضرات عالج فيها السيد الشهيد بعض جوانب الأزمة الاقتصادية وعلاقة ذلك بالانفاق المالي.
4- مفهوم رفض الطغيان
كتب الشهيد في هذا المجال كراسا باسم "رفض الطغيان" وصدر ضمن سلسلة (منهجنا) وهو مجموعة محاضرات لشهيد المحراب حول الطاغوت ورفض وجوده والنضال في هذا الاتجاه.
5- مفهوم التزكية
ومن المفاهيم التي ركز عليها السيد الحكيم هو مفهوم تزكية النفس وكتب كراسا بذلك اسمه "منهج التزكية في القرآن" ومع ان هذه الدراسة يمكن ان تصنف ضمن بحوثه القرأنية الا انها اقرب الى المنظومة الخلقية التي كان يربي عليها السيد الشهيد.
6- مفهوم الامانة
وكان لهذا المفهوم اهمية عند السيد الحكيم لذلك خصه ببحث بعنوان "الأمانة وأهل البيت (عليهم السلام)" وهو منهج مارسه السيد الحكيم في استنطاق حياة ائمة اهل البيت في التربية الاخلاقية.
7- جريمة القتل
وضمن دراسته للكبائر بالمجتمع تناول السيد الحكيم جريمة خطيرة عانى منها العالم عموما والعراقيون خصوصا وهي جريمة القتل فكتب فيها كراسا بعنوان "ضوء على القتل" وصدر هذا الكراس ضمن سلسلة الكبائر تناول فيه السيد الشهيد حقيقة القتل وآثاره على المجتمع.
النظرية الاسلامية السياسية
من الامور التي ركز عليها السيد الشهيد محمد باقر الحكيم هو النظرية السياسية الاسلامية. واذا كان السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه كتب فلسفتنا واقتصادنا وكتب مجتمعنا موزعا بين عددا من بحوثه الرائعة، فاراني اقول ان ما كتبه السيد الشهيد الحكيم يمكن ان يطلق عليه سياستنا.
درس السيد الحكيم العديد من المفاهيم السياسية النظرية منها او التطبيقية وقدم من خلالها رؤية اجتهادية اسلامية عميق عن النظرية الاسلامية السياسية. واتمنى ان يقوم احد شبابنا الافاضل بجمع بحوث السيد السياسية ضمن مجلد باسم سياستنا، ليكمل بذلك مشروع رفيق عمره الامام السيد محمد باقر الصدر.
لقد كان للسيد الحكيم اسهامات رائعة في الفقه السياسي الاسلامي وهو ميدان كان شبه مهجور في الدراسات الفقهيه لكنه انفتح على مصراعيه مقترنا مع ارهاصات النهضة الاسلامية التي اخذت طلائها بالظهور منذ السبيعينيات وتتوجت بانتصارات اسساسية في العالم والمنطقة منذ اواخر السبعينيات. وتطالعنا العديد من العناوين التي كتب عنها السيد والتي تتكامل بعضها مع البعض الاخر في رسم النظرية السياسية في الاسلام. لقد كانت كتاباته السياسية في حقول مهمة نشير الى بعض منها:
1- الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق
2- النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كراس صدر ضمن سلسلة (منهجنا) وهو مجموعة محاضرات قيمة للشهيد الحكيم يتناول فيها دور الرقابة الفردية والجماعية على السلوك
4- وحول الكفاح المسلح والجهاد والعمل الميداني، كتب السيد عددا من البحوث مثل:
- الكفاح المسلح في الإسلام
- العمل الجهادي والغطاء السياسي خطبة مطبوعة
5-.خطط العمل السياسي
وكان للسيد مساهمات مهمة في هذا الجانب التطبيقي من النظرية السياسية. فقد كتب عن:
- إستراتيجيتنا المستقبلية / خطبة مطبوعة
5- المشروع السياسي الفكري / خطبة مطبوعة
6- وكان له رؤية متكاملة حول القضية الكردية وله في ذلك " القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية".
7- واحتلت القضية الفلسطينية جانبا مهما من رؤيته السياسية وكتب حول هذا الموضوع "الصراع الحضاري والقضية الفلسطينية"
8- حقول مكملة للجانب السياسي
وقد تناول السيد ضمن رؤيته السياسية بعضا من المساحات المتداخلة مع النظرية السياسية من قبيل كتاباته حول:
- النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية
- دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي
- حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية
وتبقى خطبه وبياناته ورسائله الى المؤتمرات مادة ثرة لاستخلاص افاق نظريته السياسية في حقولها النظرية والفقهية والتطبيقية
الثقافة القرأنية
من خلال معايشتي مع السيد الحكيم رايته كثير الرجوع للقران الكريم في ارائه وتصوراته. كما تعرفت عليه عن قرب في كثرة قرائته للقران وتامله وتدبره.
ناهيك عن تدريسه لعلوم القران في كلية اصول الدين. ومن الطبيعي لمثل انسان يعيش هذه الاجواء ان يؤكد على الثقافة القرآنية. وللسيد عدد من الدراسات القرانية الرائعة اذكر منها:
1- علوم القرآن: مجموعة محاضرات ألقاها سماحته على طلبته في كلية أصول الدين، وقد نقحها، وأضاف عليها، وأعيد طبعها في عام 1417هـ وهو كتاب كبير ومهم.
2- مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد: كتاب كبير ومهم، أصبح منهجا يدرس في بعض الجامعات.
3- الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير: وهو في الأصل بحث كتبه سماحته لأحد مؤتمرات الفكر الإسلامي المنعقدة في جمهورية إيران الإسلامية، ثم وسعه ونقحه، فصار كتابا مستقلا.
4- القصص القرآني: وقد تناول سماحته في هذا الكتاب قصص أولي العزم ضمن منهج اعتمد فيه على القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) مستبعدا الإسرائيليات التي وردت في الحديث عن الأنبياء.
5- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن: وهو كتاب ألفه سماحته في الستينات، وطبع في العراق أواخر السبعينات، وهو مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي ألقاها على طلبته في كلية أصول الدين ببغداد.
40- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
في جانب اخر كان للسيد الحكيم محاضرات ودراسات في تفسير القران الكريم وقد صدرت بكتب وكراسات ومن ذلك:
1- تفسير سورة التغابن
2- تفسير سورة المجادلة
وله ايضا دراسات قرانية مخطوطة منها:
1- تفسير سورة الصف
2- تفسير سورة الجمعة
3- تفسير سورة المنافقون
4- تفسير سورة الحشر
وقد يكون من المناسب ان نقترح جمع دراساته في التفسير بمجلد او اكثر ليكون بمتناول من يريد الاستفادة منها.
ثورة الحسين
من مشاهداتي الحسية فقد كان السيد الحكيم شديد التعلق بالامام الحسين وثوار كربلاء وبالعباس. وقد شغلت الثقافة الحسينية حيزا كبيرا من شخصيته. فكان ذكر الحسين والتثقيف بمبادئه لا يفارقه. وله في ذلك كتابات بعضها خطب منها:
1- ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
2- مأساة الحسين (عليه السلام) وتصعيد روح المقاومة.
دراسات عراقية
احتلت دراسة العراق وتاريخه وشؤونه وطبيعة النظام الدكتاتوري الحاكم فيه حيزا كبيرا من فكر السيد الحكيم. وله في ذلك دراسات نذكر النماذج التالي منها:
1- انتفاضة الشعب العراقي 15 شعبان تجسيد الولاء للإسلام وهي خطبة مطبوعة
2- العراق تصورات الحاضر والمستقبل.
3- الوجه الأخر للنظام العراقي.
4- انتفاضة صفر وشهيد المحراب وهو كراس يضم لقاءً صحفيا للشهيد الحكيم (قدّس سرّه) يسلط فيه الضوء على دور الأمة في مواجهة الطغاة.
في القسم الثالث من الدراسة سنتناول:
قضية الحسين في فكر السيد الحكيم
اهمية صلاة الجمعة
المرجعية ودور العلماء في قيادة الامة
ولاية الفقيه