|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حقيقة الحب ومعرفة الحبيب ح(2)
بتاريخ : 25-06-2010 الساعة : 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
محاور المعرفة:
ويمكن اختزال محاور المعرفة في نقطتين:
1 _ معرفة مقامات الإمام المهدي عليه السلام.
2 _ معرفة حقه على الخلق.
ومن الحسن إلفات النظر إلى أنه كلما سبرنا غور مقامه وعرفنا جزءاً من حقيقة كنهه زادت حقوقه علينا وعظمت مسؤليتنا تجاهه.
ومن الممكن أن تتداخل بعض مقاماته لتشكل إحدى الوسائل في إثبات حقوقه على الخلائق. 1 _ معرفة مقامات الإمام المهدي عليه السلام:
لا بدّ لنا من إعطاء ضابطة عامة وهي ضرورية للدخول في خضم هذه الأنوار الألهية والفيوضات الربانية، وهي أنه لا يمكن لغير المعصوم أن يعرف المعصوم عليه السلام حقّ معرفته ويكون على اطلاع تام بكل مقاماته وقربه, فهذا مما لا يمكن، إذ أن العصمة كمال ولا يمكن معرفة الكمال لمن هو محتاج إليه, ولهذا نجد الزيارة تؤكد على ذلك، فنقرأ في زيارة صاحب العصر عليه السلام: (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ الَّتِي لا تَخْفَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى مَنْ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِمَا عَرَّفَكَ بِهِ اللَّهُ وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُهَا وَفَوْقَهَا...).(8)
مما يعني أن هناك بعض الحقائق لا يمكن الوصول إليها وبعض الجوانب الحقيقية في عظمة الإمام المهدي عليه السلام. من المستحيل سبر غورها ومعرفة كنهها.
والتعمق بزيارة الجامعة يرشدنا إلى حقائقهم النورانية وانه من المستحيل الوصول إلى كمال معرفتهم، فنلاحظ هذا المقطع من الزيارة الكريمة: (كَلامُكُمْ نُورٌ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوَى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعَادَتُكُمُ الْإِحْسَانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاهُ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِكُمْ وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ...)(9) حيث تدرج الإمام عليه السلام في بيان بعض حقائقهم والتي تنطبق على إمامنا وسيدنا صاحب العصر والزمان عليه السلام.
وذلك من خلال تقسيم مراتب الموصوف إلى ثلاثة مقاطع حيث وصفتهم الزيارة في مقطعها الأوّل بتسعة أوصاف كل واحد غاية في العظمة ويعجز الآخرون عن الإتصاف بها بشكل تام, ثمّ لمّا عجزت الكلمات وضاقت المصاديق عن الأحاطة بعلو شأنهم وجلالة قدرهم استعاض الإمام الهادي عليه السلام عن المصاديق المتكثرة الحاكية عن علو مقامهم بمعنى جامع ومفهوم شامل ينطبق على كل الصفات والنعوت المذكورة وغيرها وذلك في المقطع الثاني فقال: (إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ...)(10) فالخير اسم جنس يحوي جميع الكمالات، ولكن هل يا ترى قد استوعب بعد حقيقة الإمام عليه السلام ؟ كلا, لذا نجد الزائر يعترف بالعجز ويقرّ بالقصور فيتحول من الاخبار ببعض مقاماتهم ونعوتهم إلى التساؤل والحيرة أمام هذه الأنوار فيقول: (بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِكُمْ وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ)(11) كما هو في المقطع الثالث من الزيارة. 2 _ حقوق الإمام المهدي عليه السلام على الخلق:
ذكرنا سالفاً أن معرفة الحقّ كلما كثر وتعاظم كان ذلك موجباً لبيان عظم شخصية صاحب الحقّ, فهي من جهة تشترك مع الفقرة الأولى في بيان مقام الإمام المهدي عليه السلام ، ومن جانب آخر فهي مدعاة للوصول إليه والارتباط به, إذ من الواضح أن الارتباط يختلف شدة وضعفاً بالسبب الموصل والرابط المقرب, فيتغير طردياً باختلاف الرابط قوة وضعفاً.
ومن هنا كان لا بدّ لتمتين الرابطة وتأصيل العلاقة وتركيزها في نفس المنتظر من بيان ومعرفة الحقّ الذي عليه تجاه الإمام عليه السلام ، وقد ذكر الكثير في هذا الشأن في كتاب (مكيال المكارم في الدعاء للقائم) للشيخ الاصفهاني قدس سره. وهنا نذكر نبذة منها للفائدة.
فنقول:
|
|
|
|
|