ان الفكر الرسالي يرتبط بالواقع الفكري للقضية الاسلامية ولعلة لايناقش المسالة الغيبية في اطروحاتة الموضوعية الا بما يتعلق بالاصالة وعناصرها المرتبطة بها كالروحية الرسولية التي تتحرك من اجل ان تدخل الرسالة الدعوتية الى القلوب والمشاعر وتعيش في كل فكرة ونظرة وتنطلق في كل ارجاء الحياة الصاخبة لتلتمس الواقع الاسلامي الموضوعي الذي يغذي العمل وينمية ويطورة فيصل به الى الغاية ويتحدد الحوار هنا في عرض الفكرة والفرضية بعقلية الناس الذين تتجة الدعوة اليهم ومن هنا نفهم ان الرسالي هو من يحمل الفكرة والقضية يحمل الرسالة لتكون واقع للحياة التي تتحرك مركبة من عنصرين اساسيان انا والاخر..هذه هي ساحة الحياة قوامها الاخر فان كل عنصر وكل مفردة تقابلها مفردة اخرى تقابلها على نحوا الضداو المغايرة على نحو الاختلاف والتباين على نحوالجزئي والكلي وهكذا يتكون الاخر ويتكون الاختلاف اذا الاختلاف هو الذي يسود الحياة وهو الاصل في الاستمرار والبقاء لهذا لم يكن الاخر في القران والسنة عن اهل البيت عليهم السلام مشروع نفي او حذف واقصاء وهوبذلك يتخلف عن الاخر في الفكر المسيحي الالغائي لكل نبوة اودين او فكر ويختلف عن الفكر العنصري اليهودي عن الاخر ان نظرة القران للاخر تختلف جذريا القران يقول عن الاخر ان له وجود مستقل حي ومسؤالية اجتماعية مغايرة فهناك مستوى من التعاطي القراني الاسلامي مع الاخر المستوى الاول العقدي الاديلوجي حيث يتمسك الانسان المؤمن الرسالي بحوارة مع الاخر بمتبنياتة الفكرية ورؤيتة الاديلوجية العقائدية بمبررات ناضجة منطقية
والمستوى الثاني الاهم هو المستوى الانساني حيث التواصل الحي الطبيعي بكل معنى الكلمة تحت مفهوم الانسانية وعناوينها العامة المتالقة يقول تعالى (يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الانعبدالا الله ولانشرك به شياولايتخذا بعضنا بعضااربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون )من منطق القران يكون التعاطي مع الاخر تعاطي حواري وليش تعاطي اقصاء وتهميش وقتتال يقوم على الاعتراف بالاخر ليس كاقيمة عابرة بل كاقيمة اصيلة ومعنى انساني متشعب من هنا نعلم ان التعارف الفكري والروحي والانساني والاجتماعي هودعوة مشتقة من القران الكريم هذه الدعوة الى محاورة من يخالفنا هذه هي قاعدة الاسلام ومنهج الرساليين لدخول النفوس والضمائر والقلوب ليجعل الانسان الاخر يعيشها بفكرة ويحياها في شعورة ونجد في تاريخنا الاسلامي تجسيد عملي لهذه الروحية الرسالية من المسلمين اولالين ومن اهل البيت عليهم السلام الذين كانوا يتحركون في روحية المحبة والعطفة والاشفاق على كل الناس بغض النظر عن انتمائهم الطبقي او العرقي او المذهبي تلك انسانية القلب التي تنعكس على انسانية الاسلوب وتطبع العمل بطابعها انفتاحا واغلاقا وهذا ماتحسة في اساليبهم المتنوعة التي تتصاعد فيها الانفعلات للهفة والعاطفة والمحبة لتمتزج بالدعوة وبالروح الرسالية المرهفة فتوجة العقول الاخرى بالفكر والاحسان فيشعرون ان القضية ليست قضية فكر يريد ان يفتح حياتهم لمصلحتة ومنافعة وغاياتة بل ان المشروع قضية رسالة هدفها ان تخلصهم من الظلم والاستبداد وتخرجهم من اهتزازات حاضرهم الفكرية المنحرفة ان المؤمن لايتعقد ولايتشنج من الاخر لانة يتحرك وفق المنطق القراني والفهم الاسلامي ولانة يدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ....