و لن نحضً بهذا إلا عندما نكشف الغطاء و نلقي نظرة واضحة
إلي حياتها
و من ثم نقبل على
مفارقات بين حياتنا اليوم و حياتها " سلام الله عليها "
لنسعد بحياة اتخذناها من سيرتهم
نظرة إلى...
حياتنا اليوم ..
بات شبابنا اليوم يعانون من غلاء المهور و ارتفاع في تكاليف الزفاف المختلفة
فهل لأحدنا أن يبدأ ببادرة خير ؟!! لتحل المشكلة
حياة مولاتنا الزهراء عليها السلام
ما بلغت فاطمة الزهراء" عليها السلام " التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم ساداتالمهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي (صل الله عليه وآله) ولكنه كان يردهم بلطف معتذراًبأن أمرها الى ربها.
وخطبها علي (عليه السلام) فوافق النبي (صلى الله عليه و آله وسلم ) ووافقت فاطمة وتمّالزواج على مهر قدره 480 درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيتالذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترىجرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف
لو كلٌ من فكر في صلاح الأمة جمعاء و أيقن أن المادة ليست كل شيء
فلا وجدت هذه العوائق البسيطة التي تأثر على حياتنا بشكل كبير
حياتنا اليوم ..
المظاهر هي كل ما يهم في أيامنا هذه
و بالخصوص عند النساء اللاتي يتطلع على الحصول لكل وسائل الراحة و أفضلها
و إن كان هذا الأمر ثـقل كبير على كاهل الزوج
حياة مولاتنا الزهراء عليها السلام
لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانيةالعالية فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قالعلي (عليه السلام) يصف حياتهما معاًفوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ ، ولا أغضبتني ولاعصت لي أمراً
إن لغة التفاهم تغني عن أي أمر آخر
و الزوجة لابد منها أن تكون عارفه و مقدره لإمكانيات زوجها
حتى لا تجلب النزاعات بينها و بين زوجها لأمور مادية مكمله
حياتنا اليوم ..
لكل منا في هذه الحياة له دور ، و الأسرة المكونة من أب و أم
لابد أن يكون بينهما تخطيط مسبق و اتفاق على دور كل منهما
حياة مولاتنا الزهراء عليها السلام
وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمرهذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم
الاحترام و التفاهم عنصران مهما لقيام الأسرة و استمرارها بشكل صحيح
حياتنا اليوم ..
أريد الخادمة ... و تبدأ النزاعات من أجل أن تحصل ربة المنزل على خادمة معينة لها
و من ثم
الخادمة ... الخادمة
هي من تقوم بأعمال المنزل
حتى تتناس الهدف من وجودها
من معين و مساعد إلى عضو أساسي بالأسرة لا يمكن أبدا ً الاستغناء عنه
حياة مولاتنا الزهراء عليها السلام
ومع ذلك فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربيةالأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ما هو خيرٌ منذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرةوالتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفت فيمابعد بتسبيحة الزهراء.
هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمور الماديةوزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.
هل لنا أن نتخل عن الأمور المادية بأمور معنوية أخرى مغنية عن المكملات ؟!!
حياتنا اليوم ..
الدنيا إن طالت أم قصرت فهي زائلة
جميعا موقنون لهذا الأمر و مؤمنون به
لكن هل تقبلنا لترك الدنيا واحد ؟
فمن من يحزن عندما يدرك أنه قرب من الموت
حياة مولاتنا الزهراء عليها السلام
عندما حضرت رسول الله" صل الله عليه و آله و سلم " الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلكبعد وفاة النبي (صل الله عليها و آله ) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناسلحوقاً به فضحكت.
هذه الدنيا ليست إلا دار شقاء فما كان لسيدتنا فاطمة إلا أن تفضل اللحاق بوالدها