بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و على ال محمد
كثيرة هي الروايات التي تحدث عن اهوال يوم المحشر وحالاته الصعبة التي يخشاها اولياء الله فضلا عن الناس العاديين من العصاة و غيرهم .
ان في ذالك العالم و بينما ينشغل الناس بانفسهم لعظم ما يطلعون عليه من الهول يعرف الناس قدر اهل البيت و مدى قداستهم و ارتفاع مكانتهم عند الله تبارك تعالى و خاصة الصديقة الشهيدة الزهراء التي تقف عند باب الجنة و تنادي : يارب خلص شيعتي .
فعن ابن عباس انه قال : سمعت امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول : دخل رسول الله صلى الله عليه و على اله ذات يوم على فاطمة عليها السلام و هي حزينة فقال لها : ماحزنك يا بنية ؟
قالت : يا ابة ذكرت المحشر و وقوف الناس عراة يوم القيامة .
قال : يا بنية انه ليوم عظيم ولكن اخبرني جبرائيل عن الله عزوجل انه قال اول من تنشق عنه الارض يوم القيامة انا , ثم ابي ابراهيم ثم بعلك علي بن ابي طالب عليه السلام ثم يبعث الله اليك جبرائيل في سبعين الف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور , ثم ياتيك اسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند راسك و يناديك : يا فاطمة ابنة محمد قومي الى محشرك , فتقومين امنة روعتك , مستورة عورتك , فيناولك اسرافيل الحلل فتلبسيها وياتيك روفائيل بنجيبة من نور , و زمامها من لؤلؤ رطب , عليها محفة من ذهب فتركبينها , ويقود روفائيل بزمامها , و بين يديك سبعون الف ملك بايديهم الوية التسبيح و اذا جد بك السير استقبلتك سبعون الف حوراء يستبشرون بالنظر اليك , بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار , و عليهن اكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الاخضر , فيسرن عن يمينك .
فاذا مثل الذي سرت من قبرك الى ان لقيتك استقبلتك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور فتسلم عليك و تسير هي ومن معها عن يسارك , ثم استقبلتك امك خديجة بنت خويلد عليها السلام اول المؤمنات بالله و رسوله ومعها سبعون الف ملك بايديهم الوية التكبير , فاذا فاذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين الف حوراء , و معها اسية بنت مزاحم فتسير هي و من معها معك , فاذا توسطن الجمع وذالك ان الله يجمع الخلائق في صعيد واحد فيستوي بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق : غضوا ابصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة ابنة محمد و من معها , فلا ينظر اليك يومئذ الا ابراهيم خليل الرحمن و علي بن ابي طالب , و يطلب ادم حواء فيراها مع امك خديجة امامك .
ثم ينصب لك منبر من نور فيه سبع مراق بين المرقاة الى المرقاة صفوف الملائكة بايديهم الوية النور و تصطف الحور العين عن يمين المنبر و عن يساره , و اقرب النساء منك عن يسارك حواء و اسية بنت مزاحم , فاذا صرت في اعلى المنبر اتاك جبرائيل فيقول لك : يا فاطمة سلي حاجتك .
فتقول يا رب ارني الحسن و الحسين .
فياتيانك اوداج الحسين تشخب دم و هو يقول : يارب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني فيغضب عند ذالك الجليل و يغضب لغضبه جهنم و الملائكة اجمعون , فتزفر جهنم عند ذالك زفرة ثم يخرج فوج من النار فيلتقط قتلة الحسين و ابناءهم و ابناء ابناءهم و يقولون : يا رب انا لم نحضر الحسين عليه السلام , فيقول الله لزبانية جهنم , خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين و سواد الوجوه , خذوا بنواصيهم فالقوهم في الدرك الاسفل من النار فانهم كانو اشد على اولياء الحسين من ابائهم الذين حاربو الحسين فقتلوه , فيسمع شهيقهم في جهنم .
ثم يقول جبرئيل عليه السلام : يا فاطمة سلي حاجتك .
فتقولين : يارب شيعتي .
فيقول الله : قد غفرت لهم .
فتقولين : يارب شيعة ولدي .
فيقول الله : قد غفرت لهم .
فتقولين : شيعة شيعتي .
فيقول الله : انطلقي , فمن اعتصم بك فهو معك بالجنة .
فعند ذالك يود الخلائق ان يكونو فاطميين , فتسيرون و معك شيعتك و شيعة ولدك و شيعة امير المؤمنين امنة روعاتهم مستورة عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد و سهلت لهم الموارد , يخاف الناس وهم لا يخافون , ويظما الناس و هم لا يظماون , فاذا بلغت باب الجنة تلقتك اثنا عشر الف حوراء لم يلتقين احدا كان قبلك ولا يلتقين احدا كان بعدك , بايديهم حراب من نور على نجائب من نور , , رحائلها من الذهب الاصفر و الياقوت , ازمتها من لؤلؤ رطبب , على كل نجيبة نمرقة من سندس منضود , فاذا دخلت الجنة تباشر بك اهلها ووضع لشيعتك موائد من جوهر على اعمدة من نور فياكلون منها و الناس في حساب وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون .
فاذا استقر اولياء الله في الجنة زارك ادم ومن دونه من النبيين و ان في بطنان الفردوس للؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء و لؤلؤة صفراء فيها قصور و دور في كل واحدة سبعون الف دار , البيضاء منازل لنا و لشيعتنا , و الصفراء منازل لابراهيم عليه و السلام و ال ابراهيم .
من كتاب امهات المعصومين لاية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس الله سره
صفحة 217
تحياتي اخوكم عيمي كويتي