وما امرو الى ليعبد و الله مخلصين لة الدين
قال الامام الصادق علية السلام
(((يا ابن ادم لو اكل قلبك طائر لم يشبعة)))
لاشك ان هدف الاديان السماوية هوايصال الانسان الى الطهارة الباطنية والقرب الالهي بحيث ينعكس التوحيد وهو الرجوع المطلق من كل مواقع التاثير الى الله تعالى في ذاتة وصفاتة وافعالة الشخصية بعتبار ان بناء الشخصية الانسانية يعتمد بشكل كلي على الادراكات الباطنية ويعتبرمفهوم الذات من المفاهيم الاساسية في تحديد شخصية الانسان
لذلك
عمل الدين على التفسير الواقعي للحياة للفرد والمجتمع وإشاعة فهمها في مظهرها الصحيح الذي يشارك الحواس كمقدمة تمهيدية واولية إلى حياة اخروية مقرية يكسب الإنسان فيها من السعادة والاطمئنان على مقدار ما يسعى مخلصا في حياته المحدودةالقليلة في سبيل تحصيل رضا الله وحدة . فالمقياس الخلقي الطبيعي يضمن للانسان المصلحة الشخصيةوالمضلحة الاجتماعية من خلال خلق الانسجام الاجتماعي
والدين يربي الانسان ويوجهه الى المشاركة في إقامة المجتمع الهادءالمطمان السيعيد وكذلك المحافظة على قضايا العدالة فيه، التي تحقق رضا الله تعالى، وكل ذلك هو لمنفعة الانسان ويدخل ضمن مصلحتة الخاصة ، ما دام كل عمل ونشاط في هذا الميدان يعوض عنه باعظم العوض واجله في دار الخلود والقرار
فمسألة المجتمع في الفكر الاخلاقي الاسلامي هي مسألة الفرد المشتركة.... في مفاهيم الدين عن الحياة وتفسيرهاوعن نمط العلاقات الاجتماعية . ولاتجد هذا التوفيق في ظل فهم مادي سطحي احادي للحياة فإن الفهم المادي للحياة يجعل الإنسان بطبيعته لا ينظر إلاّ إلى ميدانه الحاضر وحياته المحدودة ولايفكر الى في نفسة
وهنا تتكون الانا المدمرة والتي تخلق كل انواع الشرور والهدم وتصنع حب الذات الذي خلق الفراعنة والمتسلطين والطواغيت ،ومراجعة سريعة للتاريخ تجد امثلة سوداء مدمرة عن الغطرسة وحب الذات وتجد تركيز الانا وحب الذات في المدرسة الماركسية الطبقية وفي المدرسة البرغماتية واضحا جليا
على عكس التفسير الواقعي للحياة الذي يقدمه الإسلام، فانه يوسع من ميدان الإنسان، ويفرض عليه نظرة أعمق الى مصالحه ومنافعه ويجعل من الخسارة العاجلة ربحاً حقيقياً في هذه النظرة العميقة، ومن الارباح العاجلة خسارة حقيقية في نهاية المطاف:
«من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها».
«ومن عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مءؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب
ومن هنا نجد ان الاسلام نهى وحذر بشكل شديد على مسالة الرياء وهو اظهار الاعمال الصالحة والصفات الحميدة والعقائد الحقة للناس للحصول على مقام مميز في نفوسهم او لتحقيق مكاسب خاصة وجعلها مفسدة لكل العمل وانزلها بمنزلتالشرك بالله يقول تعالى
ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الآخر
وهذة الحالة تكشف عن نقص في مسيرة الانسان الاجتماعية حيث ان محاولتة لجذب الانتباة وتحصيل المدح والثناء والاعجاب من خلال اظهار نفسة بشتى الصور والمظاهر المخالفة للجوهر هي حالة غير صحية اجتماعيا حسب المقاييس الدينية والنفسية اذن المفهوم الايجابي الصحي عن الذات يتضمن احترام الذات كماهي والتفائل بالقدرة الشخصية ولذلك نرى ان الانا هي عدم ثقة بالطاقات والقدرات وفهم سلبي عن الذات تكون تصورات غيرو اقعية تدخل الانسان في اضطراب نفسي وسلوك عفوي وردفعل غريزي,, عكس الذي يكون مفهوم ايجابي عن ذاتة فيكون ذو فعالية كبيرة على صعيد المجتمع وعلى الصعيد النفسي والاجتماعي
ومسالة اخلاص العمل لله تعالى تنطلق من العبودية والاحساس اليقيني بالرجوع للمطلق وهوالله جل وعلا
يقول الامام الصادق عليه السلام
قال الله عزوجل اناخيرشريك من اشرك معي غيري في عمله لم اقبله الاماكان لي خالصا
فالعبودية والانتماء لله تعالى هي طريق الدخول في جنة الولاية الالهية فكلما كان الانسان اكثر عبودية كانت ولايتة اكثر وكلما كان الانسان اضعف عبودية كان ابعد عن ولاية الله ويقع في الخط الاولى من ولاية الشيطان ومصيدتة حب الذات يقول تعالى في مدح عبادة الاخفياء الاتقياء
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا
والعبادة هي طاعة لله والخضوع لة وبهذا المعنى تجعل الانسان لايخضع الاللحق الذي اوحاه الله تعالى ويتجنب حب الذات والنرجسية التي تاخذ اشكال متعددة وتحول بينة وبين الخضوع الحقيقي والاخلاص الذي يبلغ بالانسان درجة الاولياء والمقربين
قل ان صلاتي ونسكي لله ومحياي ومماتي لله رب العالمين
فلاسلام يريد للانسان ان يكون سره كاعلانه وظلمة ليله كضوء نهاره فاذا اختلف الظاهر و الباطن وتعارض القول والفعل وتارجح الانسان بين دافع الخير ونوازع الانانية والرياء كان النفاق الذي هو الصفة التي ميزت اخر الامم هو من يحركة ويدير الفكارة وتوجهاتة ويفقدة شخصيتة الحقيقية مع مرور الوقت حتى ينسلخ من الايمان كليا
بل ران على قلوبهم ماكانويكسبون
ومن يتتبع الاثار السيئة والمدمرة للرياء والنفاق في تاريخ المجتمع البشري وفي الحياة الانسانية ومدى ما احدثتة من فساد في الخلق واضطراب في النظم وتغيير وتعويق عن النهوض والارتقاء ليدرك بسهولة معنى انه الشرك الاصغر ويفهم استراتيجيتة في التحرك ودبيبة كدبيب النملة السوداء في اليلة الظلماء
يقول الامام الراحل قدس في الاربعين
يا ايه العزيز ان القوة لله تعالى وهو المؤثر في جميع الموجودات اكتب على قلبك بقلم العقل مهما قاسيت وعانيت ان لامؤثر في الوجود الالله
ثم يقول قدس الشريف في دعاء مؤثر ومحرك للوجدان
للهم طهر قلوبنا من كدر الشرك والنفاق وصف مراة قلوبنا من صدا حب الدنيا وهي منشاة جميع هذة الامور للهم رافقنا وخذ بايدينا نحن المساكين المبتلين بهوى النفس وحب الجاه وال
شرف في هذا السفر المملوء بالخطر وفي هذا الطريق المليء بالمنعطفات والصعاب والظلمات انك على كل شيء قدير
نحن اذانرى ونسمع فيجب علينا ان نتصف بالحكمةوالحذر والحيطة في تعاملنا مع جميع القضايا المطروحة في مسالة عبوديتنا لله واخلاص النية يجب ان ننتبة قبل ان نصحو على واقع نكون فية مطرودين من الحياة الحقيقية وهي الاخرة وحينها نعلم عين اليقين اننا فقدنا كل شيء ولات حين مناص
يقول الامام علية السلام
ان الملك ليصعدبعمل العبد مبتهجا به فاذا صعد بحسناتة يقول الله عزوجل اجعلوها في سجين انه ليس اياي اراد بها
ولعله من هذا المنطلق في مسالة التفكير العملي والصحيح في جوانب حياتنا المختلفة يقول
اميرالمؤمنين علية السلام
الفكر جلاءللعقول
فماهوحقيقي ان نراجع في مسيرتنا نحوالله تعالى التفاصيل الاجتماعية والروحية ونعيد حساباتنا في اعملنا فان الاكثرسؤالان هم العلماء والعارفون وحين نسال انفسنا لماذا وكيف ؟؟تحل المشكلة وانستكشف الذات ونتخلص من الرياء والاناء وان حصلت لنا كبوات من الاعجاب فان المؤمن يتدارك منيتة بالتوبة وتصليح مافسد من اعملة والكفر ينساها من ساعتها
وكل هذة الغايات لايدركها غيرالعقل السليم القراني الذي يوازن بين الافعال ويدرك علتها لانةيستثمر كل الطاقات ويختار مصاديق تنسجم مع مسيرة الانسان القرانية التكاملية في رحلة الاستقراروالسعادة والاطمئنان
قال الصادق علية السلام
اكمل الناس عقلااحسنهم خلقا
ويمكن ان نطرح سؤال هنا كيف يمكن للفرد ان يصل الى تقديرايجابي لذاتة يسعادة على تحقيق التوازن الحقيقي في شخصيتة وماهي العوامل التي تساعدة في بناء مفهوم ايجابي ؟؟؟
من المؤكد ان هناك طرق مختلفة في هذا المجال لكن التوجة الاسلامي حقق هذا التكامل بين الواقع والذات من خلال رؤيتة القرانية للانسان وبناء شخصيتة الايمانية ومنظومتها الاخلاقية التي تقوم على اساس ان الحسن الاخلاقي حسن فطري في الانسان وان الاخلاق تمثل الجانب الانساني المتجة نحوالكمال الذاتي والاجتماعي مع وجود الضابطة الفوقية التي تحدد سلوك الانسان في مسارة الصحيح
((اللهم تقبل منا ماكان خالصا لوجهك الكريم))
لواءمحمدباقر