المذيعة: بعد السلام نقدم لكم ضيفتناالتي تدخل بيوتنا برضانا أو رغما عنا
فنرى حملها صغارنا وكبارنا ...نراها بعدةأشكال وألوان ولها عدة نكهات ضيفتنا الحارقة ... نقدم السيجارة فأهلاوسهلا.
السيجارة:
شكرا ...شكرا لهذا الترحيب وأنا مشتاقة جداللجميع لمحبوبتهم التي لا غنى عني لديهم فنراهم يتركون نومهم لأجلي وبعضهم يلتقطونأعقابي من النفايات و أنا مع كل فخر أقرب للمرء من زوجه.
المذيعة: وكيف تقومين بكل هذه الإغراءات؟
السيجارة: أقوم بتجدد دائم ومستمر فتراني أظهر بأشكال جديدة وجذابةأيضا ولي عدة أشكال وأحجام وايضا بعدة نكهات تناسب جميع الجنسيات من نساء وذكوروكبار وصغار ...لأن منزلي المثير وبألوانه الزاهية التي لا تقاوم فأنهم يحملوني فيكل أوقاتهم فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أجيد فن الخداع.
المذيعة: ما هو هدفك من كل هذا ؟
السيجارة: لي أهداف كثيرةمنها تدمير حياتك...صحتك قدر استطاعتي من قلب ورئة ومثانة ... كما أنني أغلى من كلكنوزهم فأنا نفسي كنز.
المذيعة: كنز؟!! لماذا؟
السيجارة: الجميع يريد استخدامي مهما غلا سعري
ويقدموننيفي حفلاتهم الكبيرة
والصغيرة بغض النظر عن رائحتي الكريهة ورمادي المتطايربكل مكان
وآثاري
السلبية على الصغار والمرضى والأصحاء أيضا فأنا أهم منعلبة اللبن ومن رغيف
الخبز
على الرغم من أهميتهم وتراني أتحكم بأرواحهم كمايتحكم السيد بعبيده
وتراهم
ينظفون من أجلي ولا ينزعجون مما أسببه من روائحوأمراض فأنا وأعوذ بالله من
كلمة أنا أول شيء تفعله عندما تفتح عينيك فيالصباح أن تستنشق من عطري وآخر
شيء وقبل أن تغمض عينيك تقرأ بشفايفك قصيدةالحب والاشتياق حتى مجيء
النهار.
المذيعة: مامبدأ عملك؟
السيجارة: أنا أحمل ثاني أكسيد الكربون الذي تعشقهالخلايا أكثر من الأكسجين فتمتصه وتتلذذ به فأعيش في خلايا الشخص الذي يحبني وأسكنفي رئتيه وأقوم بإنامة الشعيرات التي تعمل على طرد الأوساخ منالرئتين.
المذيعة: ما ردك لمن اتهمكبالمخربة؟
السيجارة: مخربة؟! طبعا أنا بريئة من هذا الاتهام ولايستطيع أحد لومي على شيء ما فلو أحرقت منزلا فإن صديقتي النار تخفي آثاري في الهواءولا يجرؤ أحد أن يوجه لي اللوم ...آه على صديقتي المخلصة التي أسعد كثيرا لرؤيتهافهي تعلم أنني أكره الكسل فنحن متفاهمات جدا نكمل بعضنا بعض بالحيويةوالنشاط
المذيعة: وهل تعتقدين بأن هناك من يحبك رغم كلهذا ؟
السيجارة: طبعا ، من دون شك بدليل أن مصانع التبغ التيتتزايد في أنحاء العالم والتجارة بي رابحة دوما فتكلفتي بسيطة بالنسبة لسعري الباهضوهذا يسبب لهم ثروة هائلة.
المذيعة: ما هو تعليقكبالمثل القائل "يقتل القتيل ويمشي بجنازته" هل ينطبقعليك؟
السيجارة: مثل جميل ، بل هو المثل المفضل لدي فعندما يموتمن يشرب سم النكوتين عبر أوراقي فأنه لا يكتب على شهادة الوفاة "مات بسبب التدخين" بل لأسباب طبيعية أي لن يذكرني أحد على الإطلاق هذا وقد يظهر له قبل وفاته الكثيرمن الأمراض مثل السعال والذبحة الصدرية والسرطان ...والمضحك أنه أثناء الجنازة تجدأصدقاؤه وأقرباؤه وأبناؤه الذين ورثوني يحملونني ويخففون حزنهم عن طريقي، فتخيليذلك!
المذيعة: وهل يشتكي منك أحد؟
السيجارة: أعوذ بالله ! هل يجرؤ أحد ، بل يثبتون لي حبهم عمليا بأنيدخنوا أمام أطفالهم وآبائهم وهم أعز ما لهم ولأجلي يضحون بكل شيء ، بصحتهم وصحةأبناءهم ناهيك عن الافتقار المادي الذي يصيبهم من أجلي... وترى أسنانهم صفراءورائحتهم من الخارج كريهة والالتهابات الحادة هذا غير الثقوب في ثيابهم وأثاثهموأحيانا أثار حروقي على جلودهم ورغم كل هذا فأنا صديقة وفيه لهم يجدونني في كل وقتيحتاجونني فيه.
المذيعة: ما أسوء كابوس في حياتك؟ والذييؤدي إلى تدميرك؟
السيجارة: التخلص مني ومقاومة إغراءاتي خاصة بالطرقالإسلامية ونشرات التوعية بين الشباب خاصة فتراني بعد تعب شديد من الإقناعوالإغراءات الكثيرة يأتي مثقف واعي لينزع مني عرق جبيني فهذا الشيء لا يدمرني فقطبل يقتلني أيضاً.
المذيعة: هل من كلمة ختام لمدخنيك؟
السيجارة: طبعا...طبعا... إلى كل أحبابي أنا جدا سعيدة بكم وأتمنىأن تزيدوا من عدد أصدقائي فأنا سأعتني بكم أكثر من أي شخص آخر وأستطيع أن أريحك منكل همومكم وآلامكم حتى من الحياة كلها إذا أردتم ذلك وأتمنى أن تورثوني لأبنائكمولكم مني كل الحب.