عن أحمد بن محمد، عن علي بن سيف، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لأبي جعفر ( عليه السلام) صف لي نبّي الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : كان نبّي الله (صلى الله عليه واله وسلم) أبيض مشرب حمرة، أدعج العينين، مقرون الحاجبين ، شئن الأطراف كأن الذهب أفرغ على براثنه، عظيم مشاشة المنكبين، اذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله، سربته سائله من لبتّه الى سرّته كأنّها وسط الفضّة المصفّاة، وكأن عنقه الى كاهله ابريق فضة يكاد أنفه اذا شرب أن يرد الماء، واذا مشى تكفّأ كأنه ينزل في صبب، لم يرى مثل نبي الله (صلى الله عليه واله وسلم) قبله ولا بعده
المصدر أصول الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني ج1 صفحة 281 باب صفة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
عن محمد بن يحي، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن غالب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في خطبة له خاصّة يذكر فيها حال النبي(صلى الله عليه واله وسلم) والائمة (عليهم السلام) وصفاتهم: فلم يمنع ربّنا لحلمه وأناته وعطفه ماكان من عظيم جرمهم وقبيح أفعالهم، أن انتجب لهم أحب أنبيائه اليه، وأكرمهم عليه محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حومة العزّ مولده، في دومة الكرم محتده، غير مشوب حسبه ولا ممزوج نسبه،ولامجهول عند أهل العلم صفته، بشرت به الأنبياء في كتبها، ونطقت به العلماء بنعتها، وتأمّلته الحكماء بوصفها، مهذّب لا يدانى، هاشمي لايوازى،أبطحيّ لايسامى، شيمته الحياء وطبيعته السخاء، مجبول على أوقار النبوّة وأخلاقها، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها الى أن انتهت به أسباب مقادير الله الى أوقاتها، وجرى بأمر الله القضاء الى نهاياتها، أدّاه محتوم قضاء الله الى غاياتها، تبشر به كل امة من بعدها، ويدفعه كل أب الى أب من ظهر الى ظهر لم يخلطه في عنصره سفاح، ولم ينجسه في ولادته نكاح، من لدن آدم الى ابيه عبد الله، في خير فرقة واكرم سبط وأمنع رهط وأكلأ حمل وأودع حجر، اصطفاه الله وارتضاه واجتباه، وآتاه من العلم مفاتيحه، ومن الحكم ينابيعه، ابتعثه رحمة للعباد وربيعا" للبلاد، وأنزل الله اليه الكتاب فيه البيان والتبيان قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلّهم يتقون ، قد بيّنه للناس ونهجه بعلم قد فصّله، وفرائض قد أوجبها، وحدود حدّها للناس وبيّنها، وأمور قد كشفها لخلقه وأعلنها فيها دلالة الى النجاة ومعالم تدعوالى هداه فبلّغ رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ما ارسل به، وصدع بما امر، وأدّى ماحمّل من أثقال النبّوة، وصبر لرّبه وجاهد في سبيله ونصح لأمتّه، ودعاهم الى النجاة، وحثّهم على الذكر، ودلّهم على سبيل الهدى، بمناهج ودواع اسس للعباد أساسها، ومنار رفع لهم أعلامها ، كيلا يضلّوا من بعده وكان بهم روؤفا رحيما.
المصدر أصول الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني ج1 صفحة282 باب صفة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)