ان الدستور للقران هو ان يقطع الانسان مالايتفق وارادة الله فلايمحق ماخالف الحكم الالهي فقط بل ويبعد مالا يتفق معه لان
القرآن يشمل على منهاج الحياة للدين الاسلامي الذي يشتمل على افضل المناهج واكملها للحياة الانسانية ويحتوي على ما يسوق البشر إلى السعادة والرفاه،وينظم حياتهم وفق قواعد ثابته ترتبط بابعاد الانسان المختلفة والدين الاسلامي كفكر وممارسة وسلوك ومنهج حياة كامل عرفت أسسه وتشريعاته من طريق القرآن الكريم، وهو ينبوعه الاول ومعينه الذي يترشح منه ومصدر تدستورة وقرارة وقوانينة التي تتضمن سلسلة من المعارف الاعتقادية والأصول الأخلاقية والعملية، نجد منابعها الأصيلة في آيات القرآن العظيم.
قال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
وقال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)
والدين في عرف القرآن يطلق على الآداب والقوانين بصورة عامة، فان المؤمنين والكافرين وحتى المنكرين لله تعالى لايخلون من دين معين يتخذوة لحياتهم لأن كل انسان يتبع قوانين خاصة في أعماله، كانت تلك القوانين مستندة إلى نبي ووحي أو موضوعة من قبل شخص أو جماعةفلاانسان كائن نظامي بطبعة وفطرتة
و في حقيقة الامر كل من الدين والعلم لايختلافان أو أن ينظر إليهما على اعتبار أن كلا منهما مستقل عن الآخر مختلف عنة إذ الواقع والمنطق العلمي أنهما منهجان متكاملان أصلا ومتحدان غاية ومنهجا لخدمة البشرية وتفسير الكون وتحليلة وطرح المشاريع الكفيلة بسعادة الانسان في الدارين فلا الدين يجافى العلم ولا العلم يعارض الدين، بل إن الدين بدوره يحض على طلب العلم والاستزادة منه، كما أن نور العلم يظهر لنا ما في الدين من جلال وبهاء وسمو روحى.
يقول انشتاين ان العلم بدون الدين اعمى والدين بدون العلم واهن
والقران الكريم وبشكل مبدءي يدعو في كثير من اياتة إلى التفكر في الآيات السماوية والنجوم المضيئة والاختلافات العجيبة في اوضاعها والنظام المتقن الذي تسير عليه.
ويطلب من الانسان التفكر في خلق الأرض والبحار والجبال والاودية وما في بطون الارض من العجائب واختلاف الليل والنهار وتبدل الفصول السنوية.
وفي عجائب النبات والنظام الذي يسير عليه وفي خلق الحيوانات وآثارها ومايظهر منها في الحياة.
وفي التفكر في خلق الانسان نفسه والاسرار المودعة فيه، بل يدعو إلى التفكر في النفس واسرارها الباطنية وارتباطها بالملكوت الاعلى. كما يدعو إلى السير في أقطار الارض والتفكر في آثار الماضين والفحص في احوال الشعوب والجوامع البشرية وما كان لهم من القصص والتواريخ والعبر
بهذا الشكل الخاص من الدعوى للتفكير و إلى تعلم العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية والأدبية وسائر العلوم التي يمكن ان يصل اليها لفكر
الانساني. يحث على تعلمها لنفع الانسانية واسعاد المسيرة البشرية.ومن خلال التفكر العقلي يحدد الانسان المنظومة المعرفية في تحديد وتعريف مصادر المعرفة الثلاثية كما اكد الشهيد الصدر في الاسس المنطقية للاستقراء والقاعدة الاساسية في تشكيل العقل المعرفي عند الانسان من خلال توحيد النص القراني والقاعدة الاستقرائية المعرفية والنتاج البشري من التجارب والخبرة
ومع الاسف والمسلمون يعيشون الآن في عصر زاهر بالعلم وقد بهرهم فيه ما وصل إليه أهل أوروبا وأمريكا من تفوق ظاهر في العلوم والفنون والآداب وبخاصة علم التكنولوجيا وقد سبقوا فيها الدول الاسلامية بأشواط بعيدة الامر الذى جعل ضعاف العقول من المسلمين المفكرين المغتربين وغيرهم يسيئون الظن بالاسلام والظن لايغني من الحق شيا ويحسبون أنه سبب قصورهم وتخلفهم في ذلك المضمار، وهم في ذلك الوهم نسوا أو تناسوا أن الدين الاسلامى بقرآنه المجيد وسنته المطهرة هو الذى خلق من العرب أهل البادية والقبلية الجافة المتحجرة القاسية بقيم ظالمة خير أمة أخرجت للناس وأسسوا أعظم الدول وأرقى الحضارات وأكثر الاصول العلمية التى اقتبس أهل الغرب منها علومهم وفنونهم.وستمرت هذة الحضارة تغني العالم معرفة وعلم ولعل الاندلس الاسلامية شاهد تاريخي على المستوى العلمي والمعرفي الذي حدد مسار اوربا من خلالها
وهناك نوع من علمائنا يدركون موقف الفكر الحديث من قضية الدين. ولكنهم، لشدة تاثرهم بالفكر الحديث الواهن ، يرون ان كل ما توصل اليه مفكرون الغرب يعد من (المسلمات العلمية) ومن ثم تقتصر ردودهم على اثبات ان هذه النظريات، التي سلم بها علماء الغرب، هي نفس ما ورد في القرآن الكريم،وكتب الاحاديث وهذه الطريقة في التطبيق والتوفيق بين الاسلام وغيره، هي نفس الطريقة التي تتبعها شعوب الحضارات المقهورة تجاه الحضارات القاهرة وهي الطريقة المفروظة بنص القران فلتوفيق نتاج الضعف المعرفي والتجربة لاتثبت غير حالة مرحلية قائمة بظروفها ومؤثراتها
. واية نظرية تقدم على هذا النحو، يمكنها ان تكون تابعة، ولكنها لا يمكن ان تكون رائدة في مجال الفكر الانساني ولن يستطيعون ان يغيرو مجال الفكر في العالم بمثل هذه المحاولات التوفيقية،..لن تغيير الافكار والمعتقدات لا ياتي من طريق التلفيق، بل عن طريق الثورة الفكرية.والمواجهة الحوارية ومن خلال الثوابت والفكر المستقل
وهذه الحالة تورطنا بصورة اكبر عندما تتعلق المسالة بجانب اساسي وهام من افكار الدين ولكننا لو قبلنا نظرية كلية شاملة، وذات علاقة بالمشكلات الاخرى التي تثار حول الدين، فسوف يكون لذلك تاثير عميق وكلي في هيكل الفلسفة الدينية بنفسه
واوضح مثال في هذا، هو تلك الجماعة من اصناف العلماء الذين قبلوا ( نظرية النشوء والارتقاء)، لان علماء الغرب اعلنوا اقتناعهم الكامل بصدقها، بعد دراساتهم ومشاهداتهم.. واضطروا، بناء على هذا، الى تفسير جديد للاسلام في ضوء النظرية الجديدة، اصبح الاسلام مشوه المعالم، لا اثر فيه من روح الاسلام، التي ضاعت مع الاجزاء المقطعة في عملية التلفيق الجديدة
ولايزال تحدي القرآن الكريم قائما ومستمرا على مر القرون والأجيال، وهي خاصة عظيمة ورائعة في صالح القرآن، تثبت، دون مرية، انه كلام من هو فوق الطبيعة. كلام قادم من السماء وأن انسان يتمتع بكفاءة التفكير والامعان، في حقيقة الأمر، يكفيه ذلك ليؤمن بهذا الكتاب المعجزة الذي يتطلب ان يفسر بمعجزة وهو المعصوم ع
ومما لاشك فيه أن العرب وهم الذين لم يعرف لهم مثيل في التاريخ: في البلاغة والبيان، حتى أطلقوا على غيرهم اسم «العجم» لشدة اعتزازهم ببيانهم قد اضطروا أن يركعوا أمام القرآن، معترفين بعجزهم عن الاتيان بمثله، فلزمتهم بذلك الحجة انه كلام الرب ومعجزة الرسالة ومن ثم ركعو امام الرفيق الاخر للقران والقرين الملازم لة وهم اهل العصمة عليهم السلام
لقد نزل القرآن في عصر لم يكن الانسان يعرف فيه عن الطبيعة الا القليل النادر، وكانوا يرون أن الأمطار تنزل من السماء، وأن الأرض مستوية، كالفراش، وأن السماء سقف الأرض، وكانوا يرون أن النجوم مسامير لامعة من الفضة مركبة في قبة السماء، أو أنها قناديل معلقة في الفضاء! وكان أهل الهند الأقدمون يؤمنون بأن الأرض محمولة على أحد قرني «البقرة الأم»، وهي حين تقوم بنقل الأرض من قرن الى آخر يحدث زلزال على البسيطة وكان العلماء يرون أن الشمس ساكنة بلا حراك، وأن الأرض تدور حولها، الى أن جاء
(كوبرنيك) وعرض فكرته الشهيرة عن حركة الشمس.
وهكذا تقدم العلم رويدا رويدا، الى أن زادت قوة المشاهدة والدراسة لدى الانسان، فكشف عن أسرار كثيرة. والآن لانجد جزءا ما من معلوماتنا عن أجزاء الجسم، وشعب العلم المختلفة، الا وقد تغيرت نظرتنا اليه كلية، وثبت بطلان عقائد العصر القديم
ويدل هذا بكل صراحة على أنه لاوجود لكلام انساني تدوم صحته كليا... لأن الانسان يتكلم عما هو معروف من المعتقدات والعلوم في عصره، انه سوف يسرد ما وجده في زمنه، سواء وقع كلامه في دائرة الشعور أو اللاشعور. ولكن مسالة القرآن الكريم تختلف تمام الختلاف عن هذه الكلية! فهو حق وصادق في كل ما قال، كما كان في القرون الغابرة. ولم يطرأ على مقاله أي تغير رغم مضي قرون وعصور طويلة. وهذا في نفسه دليل على أن منبعه عقل جبار يحيط بالأزل وبالأبد علما، وهو يعلم سائر الحقائق في صورها النهائية والحقيقية، ولايخضع علمه ومعرفته لحواجز الزمان والمكان والأحوال. ولو كان هذا الكلام صادرا عن بشر محدودي النظر والعلم لكان الزمان قد أبطله منذ عصور عديدة، كما يحدث لكل كلام انساني في مستقبله
ولو تفقهنا في القران وعملنا به واجتزنا صراط القران المستقيم واعتصمنا بحبل الله المتين فسنحشر مع اوليائة الصالحين والملائكة المقربين وبهذا تتضح اهمية فهم المعارف القرانية والعمل باحكام القران ان منطق القران هو القيومية على المجتمعات الكونية وياخذ بايدي الانسانية لينهضهم في رحاب طاعة الله والعبودية له تعالى لتحصيل سعادة الدارين