[مسلمه]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

كثيرة هي المناسبات التي اعتادت مجتمعاتنا على احيائها والاحتفال بها،، مع كونها فارغة من المعاني
الجديره بجعلها مناسبة احتفاليه ،، فالاحتفالية الحقيقية التي ينبغي إعطائها الأهمية والاولويه هي تلك التي ترتبط بحدث هام في حياة الفرد ،، بحيث تترك أثرها الايجابي على شخصيته ومسيرة حياته ..
ومما لاشك فيه أن حصول الاطمئنان واليقين بصحة وأحقية المعتقد بعد رحلة البحث ،،والتنقيب،، والتفكير الطويل ،، والانتقال إليه والثبات عليه والرضا به ،، عقليا ونفسيا وروحانيا .. أمر يبعث على السعادة ويدعو إلى السرور

-------
----------
((وهاهي تمر علي سنة على انتقالي الى المذهب الشيعي ))
----------
-------

وهذا الحدث،،وهذه الذكرى العزيزة على قلبي،، جديرة أن تحملني وتحمل أي عاقل على إقامة الاحتفال البهيج ..
ذلك لأن الانتقال إلى مذهب الشيعة يؤهلني لأن أكون مشمولة بنداء الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا )،، حيث لايكتمل الإيمان الا بولاية أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين ..
ويؤهلني أيضا لأن أكون مشمولة بقول النبي الأعظم (يا علي انت وشيعتك الفائزون يوم القيامة)

**يارب اجعلنا من شيعة امير المؤمنين حقا وثبتنا على ذلك ما أبقيتنا **

ان كان البعض يحتفل ويفرح بعيد ميلاده العمري - مع ان مرور سنه ،، فيه نقيصه من عمره ،، وليس زيادة ،، فأنا هنا أحتفل بمرور سنه على الاستبصار والهدايه .. ولعمري هذه كانت أفضل وأهم سنه تمر في حياتي،، ففيها تغيير جذري لحياتي ومنهجي .. انها الطاف الله حفت بي ورحمتني ..

الانسان يعيش بفكره - هذا الفكر الذي يشكل الحياة الذهنية للانسان- وهي حياة خاصة , فكل فرد منا له أفكاره وله منهجية في السير الفكري , الا أننا بني البشر نجتمع في الأسس العامة للتفكير والادراك .
الفكر - كمنهج خاص - ينشأ عادة من البيئةالتي نعيشها , فالبيئة تؤثر أول ما تؤثر في عقولنا وادراكاتنا , كما أن متبنياتنا العقدية تخضع أول ما تخضع لهذه البيئة , ولعل الاشارة الى ذلك واضحه في قوله صلى الله عليه وآله ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه اويمجسانه)

لقد عشت في بيئة تمتلك شيئا من التحرر الفكري وكان هذا سببا في بعض التنقلات بين مدارس فكرية عديدة , وكان الانتقال شيئا طبيعيا للانسان المفكر , مادام هدفه الوصول الى الأسمى والافضل , كل فرد على وجه هذه البسيطة ومنذ القدم فيسعي دائم وراء البحث عن الحقيقة بالرغم من تفاوت الفرص والملكات والإمكانات فكل واحد يحاول أن يصل إلى الحقيقة التي يرى أنها هي الصح ويقتنع بها ..

انبهرت خلال تنقلاتي بكثير من الآراء والافكار , وفي فترة من الفترات وجدت نفسي منشدة الى فكر معين وكنت أراه هو الصواب و ما سواه باطل!
ولكن - ولله الحمد والمنة - بعدفترة عرفت زيف هذا المعتقد وانغلاقه الفكري , واتخذت قاعدة التزمت بها وهي التي تقول:

( اذا أردت أن تكسب نفسك وتنتصر على نفسك وتكون حرا في الدنيا تحرر من جميع القيود)

فأتبعت الاسلوب الصحيح في البحث وبتجرد من الجماعية والشللية (الفريقية) , حتى لايكون تقديسي للخط غالب على تقديسي للدين ..

ورب سائل يسأل .. ماذا يعني ؟ وما الجديد ؟ هذا مذهب اسلامي وذاك ايضا من الاسلام ؟ وما هو ثمره هذا التغير المذهبي؟

أجيب وأقول ::

صحيح اني لم اخرج من الاسلام ، كله دين واحد ورب واحد ونبي واحد وكتاب تشريعي واحد ، ولكني لمست الفرق بين المذهبين ومنها أني :

· خرجت من مذهب يفوح منه رائحة السياسه والحكام , وانتقلت الى مذهب لاعلاقه له لابالحكام ولا السلاطين ..
فالحمد لله ان مذهبي الان ليس مذهب حكومات ولا مسيس بسلطنة سلطان !

· كان لي خلفاء وولاة امر وضيعي النسب ، لايشرف احد الانتساب اليهم !

· جهلاء بالفقه والعلم فلم يؤثر عنهم لا علم ولا فقه ولا حتى فكر أبداً، حتى كان يقول القائل منهم (لاابقاني الله لمعضلة ليس فيها اباالحسن ) ،وآخر منهم ألهاه الصفق في الأسواق حتى عن أبسط أحكام الفقه والصلاة وحكم التيمم ومتى يجب !
مع أن منهم هؤلاء من يُعد أساس الدين الإسلامي وسبب عزته وأنفته ومجرد ذكرهم بسوء كافياً لأن يُخرج المرء عن الملة !!!

· لم يذكر لهم التاريخ شجاعه ولاجهادفي سبيل الله تعالى وبين يدي خاتم رسله بل كانوا يرجعون منهزمين يجبن الواحد منهم اصحابه ويجبنونه ..!
حتى ان بعضهم – الأكابر - من جبنه وهروبه وخوفه وضعف عقيدته ودينه وتوليه عن الزحف الأكبر هرب لمدة ثلاثة أيام حتى وصل في هروبه الى ساحل ينبع ذاك الزمان !!!

· لم يكونوا رحماء بالمؤمنين وليست لهم سعة الصدر ،فقد امر ابوبكر –كبيرهم -بإحراق الفجاءة حيا في البقيع وهو من المسلمين ، وأمر بإحراق بيت فاطمة بمن فيه ،وأمر خالد بن الوليد بقتال المسلمين وهتك اعراضهم ..
وكذلك الحال مع عمر –كبيرهم - ، فلم يكن هذا الأخير رحيما ، بل كان فظاً غليظاً حتى وصل من عِظم الفظاظة والشدة المقيتة إلى أن رؤية المرأة الحامل له ودرته كافية لإسقاط الحمل من الخوف ..

· لم يكن لديهم خبرة بأمور السياسة ،ولم يكن أبو بكر خبيرا بها فقد كان بزازاً ، أي بائع قماش . وأما عمر فقد كان دلال حمير.
فأنى للبزاز أوالدلال خبرة في أمور السياسة ؟!!!!
أما الان وبهدى وسلوك طريق الهدى والأستقامة بولاية الطيبين الطاهرين عدل كتاب رب العالمين فقد اصبح لى خلفاء وسادة أطهار في النسب ومن اشرف بيوتات العرب ..
اصحاب شجاعه وبطوله واقدام فهذا امير المؤمنين الامام علي "عليه السلام" المثل الاعلى في ذلك , امام الشجعان وبطل الابطال فكان الرسول "صلى الله عليه وآله " يندبه لكل شدة ويعده لكل ملمة فكان النصر به والفتح على يديه..
وكان اول المبارزين في يوم بدر , وممن ثبتوا يوم أحد وحنين , وهو فاتح خيبر , وقاتل عمروبن ود العامري فارس الخندق ومرحب اليهودي بطل خيبر ، حتى أنه أستحق وبكل جدارة أن يصدح النداء في السماء (لافتى ألا علي ولا سيف إلا ذو الفقار).

· ذوو اخلاق عاليه وتسامح ورحمة وكرم .. والقابهم تشهد على طيب اخلاقهم .. فمن القابهم :

اميرالمؤمنين و سيدا شباب اهل الجنه وكريم اهل البيت
والصادق والكاظم وباقر العلم والرضا والجواد والهادي والمهدي ...
فما أحلى أسمائهم وما أطيب فضائلهم التي يشهدلهم بها الأعداء قبل الأحباب ..

· اصحاب علم بالاحكام والشرائع فلاتصعب عليهم مسأله ولامعضلة ، فكانوا أساتذةزمانهم يلجأ اليهم العلماء والمفكرين فينهلون من علمهم ..

فأئمتى وساداتي الآن هم بحق شرفوا الاسلام والمسلمين ، وليس العكس ..

أئمتي وما تركوه من تراث مشرف خلفهم يدعوا الى تعظيمهم وتبجيلهم ، وأتذكر الان أبياتا لبولس سلامةالشاعر المسيحي قالها إعجابا بأمير المؤمنين (ع) في بعض فقرات قصيدته ( ملحمةالغدير ) حيث يقول :

يــا أمير الإسلام حسبي فخــرا ***** أنني منك مالئ أصغريا
جلجل الحق في المسيحي حتى****صار من فرط حبـه علويا
أنامن يعشق البطــولة والالهـام *****والعدل والخلاق الرضيا
فــــاذا لم يكــن علــــــي نبيــا ***** فلقد كان خلقـــه نبويا

كنت خلال تلك السنة اراجع نفسي مرارا وتكرار ، واغصب نفسي على اعادة التفكير فربما كنت مخطئة او متوهمه ..
ولكن..

((يتبع ))