جاءت دراسة علمية استرالية تؤكد ان للحزن فوائد اهمها انتعاش الذاكرة أي كلما زاد حزنك زادت عملية التذكر لديك بالاضافة الى ارتفاع معدل القدرات العقلية مثل التفكير والاستنتاج...
حقيقة هذه الدراسة ساعدتني على كشف سبب قدرتنا كعرب على اجترار الماضي وتذكر تاريخنا المجيد وتغنينا بالايام الخوالي ...
عرفت ان حزننا العربي هو سبب نشاط ذاكرتنا التي لاترى الحاضر بل تتغنى بالماضي وتستنبط الجمال فيه وتقارنه باشكال القبح الحالي...
وايضا عرفت من نتائج تلك الدراسة سبب انخفاض ذاكرة الرجل في علاقاته الاسرية حيث يعتبر سريع النسيان ربما عكس المرأة الاكثر تذكرا وربما تذمرا...، ربما لانه اكثر تفاؤلا واكثر سعادة منها ...
نادرا ماتجد رجلا يتذكر احداثا قديمة تخص اسرته بينما النساء غير ذلك بل ان المرأة يمكن ان تسرد كل تفاصيل خلافها مع زوجها وخلافها مع رئيستها وخلافها مع جارتها ناهيك عن خلافاتها مع خادمتها وسائقها وهي هنا تستطيع ملء حقائب دراسية لطفل في المرحلة الابتدائية يحمل ورقا يفوق قدرة عضلات ظهره...
اعتقد اننا كعرب اكثر المستفيدين من تلك الدراسة بل ان الواقع يؤكد اننا افضل ممثلين لها لاننا مازلنا ننعم بتذكر ماضينا تاركين الحاضر لغيرنا اما المستقبل فنحن لانشعر بامل كبير تجاهه بل نعتقد دائما انه لا امل لنا وعلينا ان ننعم بقراءة التاريخ وان نمتطي صهوة الفروسية وفق معايير شعراء الجاهلة ونفترس الاخرين وفق منهجية عربية تؤكد ان اجترار الماضي تاكيد صريح على ان الغرب ينعم بخيراتنا وانه لم يكن لتقوم له قائمة الا بمعطيات امجادنا التي كانت..
بل نحن من ساعد الغرب على ان يمتلك كل تلك المراكز البحثية وكل الجامعات المتميزة والاكيد ان ابداع شبابه لم يكن الا لاننا تاريخيا فتحنا له الطريق وعليه ان يخترق المستقبل وان يصل للقمر وان يكتشف حياة اخرى في المريخ بل وربما بديلا للنفط ولكن بشرط ان يعيد الفضل لاهله وان يعلن صراحة ان كل ذلك بفضل الامة العربية والاسلامية التي انشغلت في القرون الاخيرة بحزنها الذي نتج عنه ارتفاع معدل التذكر لدى افرادها وذلك وفق دراسة استرالية علمية كشفت عن ان الحزن مفيد للتذكر ربما اكثر من الزعتر الذي يلتهمه طلبتنا ايام الامتحان ليمارسوا الصم والبصم وآباؤهم وامهاتم يمارسون الحزن ليحافظوا على ذاكرتهم...