السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و صلى الله عليه وسلم على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونور قلوبنا المصطفى الحبيب سيدنا ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
المودة هي الحب
في الاية الكريمة بين الله سبحانة وتعالى اساس الاسرة الكريمة وهو الحب
والمودة
وقد قدم الحب على الرحمة لما له من اهمية عظمى
فبالحب يرحم الزوج زوجتة
وترحم الزوجة زوجها
يرفق الكبير بالصغير ويحترم الصغير الكبير
وتعم الرحمة بينهم
بعد ما ينبت الحب
والرسول الاعظم هو قدوتنا
وخير مثال لنا
روي عن رسول الله أنه قال : «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» .
طريقة رسول الله مع أهله وزوجاته وأبنائه:
من المعلوم أن رسول الله كان له تسع نساء أقام معهن، وكن يعشن في بيت واحد، لكل امرأة منهن غرفة، وأنتم تعلمون أن طبيعة الاشتراك بين النساء في مكان واحد تولد حالات من الاحتكاك ومن التماس، والتغاير وقد حصل هذا بالنسبة إلى زوجات رسول الله ، وينقل المؤرخون حالات من هذا النوع كما ورد في تفسير الآية المباركة : "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك"
فمراضاة الزوجة وكسب رضاها سلوك مثالي في إدارة الأسرة والعائلة، فرسول الله يأخذ من نفسه لكي يجعل هذا البيت وهذه الأسرة راضية وإن بذل من نفسه أو حرم على نفسه ما أحل الله له، وإن امتنع من الطعام أو بعض النساء
عندما تتعذر الزوجة عن أداء حق مثلا أو تخطئ خطأ معينا في حق الزوج، نرى أحيانا أنها تتعرض للضرب و الجلد بينما يحتمل أن يكون الخطأ صادر من الزوج أو الزوجة، بينما في سيرة رسول الله لا يوجد أي احتمال في صدور الخطأ منه، ذلك أن رسول الله لا يخطئ أبدا و مع ذلك كان يداري ويتعامل إلى هذا المقدار مع زوجاته.
النبي مع بناته و أولاده:
نأخذ مثال تعامل النبي مع سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام. إن البنت في ذلك المجتمع الجاهلي كانت ترادف العار، حتى أنه إذا أردت أن تعيب شخصا فقط ائت باسم ابنته أو زوجته !! ولا تزال هذه الحالة موجودة في بعض المجتمعات العربية إلى اليوم .
كان النبي و هو يجلس و يقوم ينادي فاطمة، فاطمة .. الأمر الذي كان عند العرب بحكم العيب و العار، يذكرها باسمها و لايقول ابنتي.. "فاطمة سيدة نساء العالمين "، "إن الله ليرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضب فاطمة"، "فاطمة بهجة قلبي"،"فاطمة روحي التي بين جنبي"، "فاطمة ثمرة فؤادي"، هذا الإغداق من الحنان، ومن العطف والاحترام له جانبان:
الجانب الأول: بيان فضيلة ومنزلة فاطمة الزهراء عليها السلام وشأنها وتوجيه المسلمين إلى معرفتها .
الجانب الآخر: بيان الطريق الذي ينبغي للمؤمن أن يسلكه مع ابنته. فلا ينظر إليها مصدرا للعار ومنبعا للمشاكل، بل منبع فخر، بل بواسطتها يمكن أن يدخل الجنة.
في الحديث الشريف عن رسول الله : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة .
النبي يعلمنا كيف نتعامل مع أولادنا وبناتها في داخل أسرنا.. كان رسول الله إذا رجع من غزوة، أول مايبدأ، يبدأ بابنته فاطمة عليها السلام فيقصدها إلى بيتها ويقبلها، وكانت آخر الناس عهدا به إذا خرج إلى غزو.