الطّفُ فاجعةُ الأحرار
شعر / السيد بهاء آل طعمه
19 / 11 / 2002
شهر أتى وبهِ المصائب تـُرعبُ
ماذا بوسعي أنْ أقصَُّ وأكتبُ
من مكةً ترك الحسينَ طوافه
متوجّها نحو المنيّة يرقُبُ
إذ هاهنا في كربلاءَ طوافه
فهنا الحجيج هنا الطّوافُ الأهيَبُ
فغدا بعالِ الصوت نادا أخته
أمُّ المصائبِ والبلايا ( زينب )
عزموا الرّحيل لكربلاءَ وأنّهم
أدرى بما يجري وما هو أعجبُ
فعلى الثرى نصبوا خيامهم التي
فيها صغار ( الآل ) هم يضطربوا
فرقيّةٌ وسكينةٌ ثمّ الرّبابُ
وطفلها راحوا جميعاً يسكبوا
دمعاً سجاماً بعد ما قد علموا
أنّ الحسين بكربلا سيُــخـضّبُ
رفعوا أكفّهُمُ الطهورةِ للسما
لله يشكون وهم يتـلهّبوا
تحت الخيامِ جلوسهم لكنّهم
حرّى الصّدور نفوسـُهم تتقلّبُ
وقف ( الحسين ) كحيدرٍ أسداً
بآل ( أميّةٍ ) هو يخطُبُ
همْ يعلموا أنّ الحسين إلى
النبيّ المصطفى قد يـنُسبُ
لكنّهم لخطابهِ قد أجمعوا
لن يسمعوا فغدوْا جميعاً يلعبوا
بخاطبه المشهود أكد قائلا
ما جئتكم أشراً ولا بطِراً ولا أنا مذنبُ
إذ جئتُ للإصلاحِ في دين التقى
فلعلّكم سفنَ الهدايةِ تركبوا
فالدينُ إسلامُ الوجود وأنّه
سـُبُلَ النجاة وطابَ منْ له يذهبُ
فعند ذا البغضاءُ ساد أميّةً
وبــنيهُمُ فعنِ الهداية غُــيّبوا
إذ همّهُمْ قـتْلَ ( الحسين ) لغايةٍ
ثاراتُ ( بدر ) والضغائنُ يطلبوا
شهروا سيوفهم وراحوا يعلنوا
حرباً ضروساً أضرموها لهبُ
فتقدّمَ ( العباسُ ) ليثا في الوغى
من حولهُ فرّوا لبأس المهربُ
بحسامه حصد الرؤوس ولم يزل
أسداً هصورا حيث كان عطبطبُ
قطعوا يديهِ بغيلةٍٍ حتى هوى
للأرضِ في دمهٍ الزّكيّ مخضّبُ
بالغدر سهماً جاءه في عينهِ
فغدا صريعا للثرى يحــتسِبُ
فغدا أبو السّجّاد فرداً شاخصاً
وندائهُ منه الملائكُ تنــحبُ
واقلّتِ الأنصار يعلو صوته
هل من مغيثِ لي هنا يتقرّبُ
فعليك لهفي ياحسينُ مضرّجاً
بدمِ الشّهادة حيثُ أنت الكوكبُ
راح الضّما يجتاح منك ممزّقاً
ذاك فؤادك غابَ عنه المشربُ
متقلباً فوق الثرى دامٍ مسجىً
وصريعاً فوق ذاك مسلّبُ
تبّاً ( بنوا الشيطانِ ) آلَ أُميّةٍ
وابن ( الخنا ) ذاك ( يزيدُ ) الأجربُ
فالله قد جعل الجحيمِ بوسعها
( لبني أميّة ) هم بها يتعذبُ
وجهنّمٌ أبوابها قد فـُتحَتْ
تدعوا ( يزيداً ) بالسلاسل يـُسحبُ
إذ بعدها ضيفاً يكن في سقَرٍ
خزيا وعاراً بعد ذلك يــُصلبُ