|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 26242
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 9,071
|
بمعدل : 1.56 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
صور عائلية (الجزء الثاني )..
بتاريخ : 27-01-2010 الساعة : 08:52 PM
صور عائلية ( الجزء الثاني )
بقلم / وفـــاء نادر
المقدمة
لقد رجعت لكم وفي جعبتي صورة أُخرى لعائلة أثارت فضولي
هذه العائلة معقدة قليلاً وأفرادُها لا يمكن وصف علاقتهم بالطيبة.
للأسف الشديد لن ندخل من الباب هذه المرة فالمنزل مزود بأجهزة
أنذار!.ولكن لا تقلقو لدي مصدر موثوق سيوفاني بالأخبار أولاً بأول.
لا تسألوني من ؟؟ ..لأني لن أجيب .
الآن دعوني أخبركم عن اصحابه قليلاً :
المالك رجلٌ ثري يُدعى السيد كريم لديه ولدٌ وبنت,زوجته تدعى
فاطمة و تعمل مُدرسة للغة العربية.حقيقة الأمر أن زواجهما لم يتم
بناء على رضى الطرفين كما هو العُرف بل على اتفاق تم بين والديِّ
كلاً منهما. رأيهما لم يكن مطلوباً فمصلحة العائلتين تقتضي زواجهما.
يكفي الآن ولنتعرف عليهم اكثر ونرى مالذي يخبأه القدر لهم
من أحداث.................
-1-
- أميرتي الصغيرة.... ألا تشعرين بالنُعاس ؟؟
كانت فاطمة تجلس على الكرسي المحاذي لسرير ابنتها ذات السبعة
أعوام . تمسك يدها الصغيرة وتقبلها بين الحين والأخرى بكل حنان.
- هل تود أميرتي ان اقرأ لها قصة لكي تنام؟؟
لعلمها بأنها لن تتلقى اي رد فعل أو أجابة تناولت القصة من على
الطاولة وراحت تحكي أحداثها بصوت رقيق وهاديء .....
- سيدتي لقد نامت ريم
صوت الخادمة جعلها تغلق الكتاب.. بكل هدوء وقفت واستدارت نحوها
- اعلم ولكن احب ان أُنهي دائماً القصة لها لذلك
مستقبلاً لا تقاطعيني وتتدخلي فيما لا يعنيكِ
صوت مخدومتها البارد ونظارتها الحادة جعلاها تتلعثم في ردها
- اسفة سيدتي .... انا .... لم .... اقصد
- يكفي أذهبي لنوم الآن
- حاضر سيدتي
عندما اُغلق الباب خلف الخادمة استدارت فاطمة نحو ابنتها تتأملها
وهي نائمة, كانت تحتضن لعبتها المفضلة الى صدرها ووجها الملائكي
يبدو في غاية الهدوء !!.. فجأة ترقرقت الدموع في عينيها وأحست بنار
الغضب في صدرها....
- لن اسامح اباك على الجرم الذي اقترفه في حقك
ابداً ... ابداً .... ابداً
مسحت الدمعه التي سالت على خدها ونحنت لتقبل جبين صغيرتها.
خرجت من الغرفة وتوجهت نحو المكتب ولكن ما أن وضعت يدها
على مقبض الباب حتى استدارت وعادت أدراجها. تجاوزت غرفة
ريم وانعطفت يساراً عندما وصلت لغرفة إبنها لم تتفاجأ وهي تجدها
فارغه . فتحت هاتفها المحمول وضغطت على رقم هاتفه..
- علي أين انت ؟
- في صالة التزلج
- امامك خمس عشرة دقيقة
وألا ابحث عن مكان آخر تنام فيه.
انقطع الأتصال فرفعت الهاتف عن أذنها وأغلقته بقوة...
- الوقح أغلق الهاتف في وجهي ولكن سترى كيف
اضع حداً لسلوكك السيء !!
- مع من كنتِ تتحدثين ؟!
صوت زوجها جعلها تجفل قليلاً فهي لم تشعر بوصله !.فأجابت بحده ..
- مع ابنك المدلل وبما أنك قد رجعت اخيراً
من عملك تولى زمام الأمور فهذه ليست
المره الأولى التي يتأخر فيها
كان متعباً واخر شيء يحتاجه هو الشجار مع زوجته لذلك قرر ان
يغض النظر عن تلميحها بأنه أب مهمل وأجابها بهدوء..
- حسناً ساتحدث معه عندما يعود
- لحظه.. هل سمعتك جيداً؟!
لهجتها الساخره جعلته يصوب نظرات غاضبه نحوها فبادلته بالمثل.
هي على هذه الحال منذ عودتها من بيت أهلها مع ريم بعد ان مكثتا
شهراً كاملاً هناك. هو يعلم انه لولا تدخل ولدها لكانت طليقته الآن.
لانت نظراته وتنهد بتعب...
- ألن تصفحي عني بعد ؟!
بعينين ترقرقت الدموع فيهما أجابته وهي تصر على اسنانها حنقاً...
- عندما اسمع صغيرتي تناديني ماما من جديد
حينها يكون لكل حادث حديث.
استدارت وخرجت تاركة أيها وحيداً مع ندمه وألمه اللذان لم يفارقاه
منذ تلك الليلة المشؤومة ......
-2-
علي كان نائماً عندما احس بشيء يتحرك على وجهه!. انتبه من
نومه فزعاً ليكتشف ان ذلك الشيء لم يكن ألا يد أخته الصغيره.
دفن وجهه في كفيِّه وتنهد. عندما رفع رأسه كانت تنظر أليه وكأنها
تستفسر عن سبب نومه في غرفة الجلوس ابتسم لها..
- لقد كنت اشاهد فلماً فغلبني النعاس
في الواقع عندما وصل البارحه كان والداه يتشاجران في غرفته
لذلك لجأ لغرفة الجلوس هرباً ولكنه لم يرغب في إخبارها بالسبب
الحقيقي...
- هل أمي مستيقظه ايضاً ؟
نظر في ساعته ووجدها تُشير لسابعه والنصف......
- الحمد لله ان اليوم عطله وألا لكانت والدتي
العزيزة فوق رأسي بمسطرتها
ابتسمت له وكأنها توافقه الرأي فبادلها الأبتسام وامسك يدها الصغيرة.
لازال يتذكرعندما ولدت واخبروه انها بنت انزعج كثيراً فهو كان يريد
أخاً ولكن سرعان ماتسللت الى قلبه. فما أن تعلمت المشي حتى صارت
تتبعه في كل مكان وتقلده في كل شيء!!. نهض من مكانه......
- سأصعد الى غرفتي لأستحم
آراكِ لاحقاً..
عندما نزل بعد ربع ساعه كانت العائله مجتمعه في غرفة الطعام
يتناولون الفطور...
- صباح الخير
- صباح الخير
تمتم والداه بالرد بهدوء تام مما جعله يستغرب ذلك !.سكب له فنجان
من الشاي وراح يرتشفه وعيناه تنتقلان بين أمه وابيه من
حيناً لآخر...
- سيدتي لقد اصبحت ريم جاهزة
- هل تناولت فطورها؟
- نعم سيدتي
- ممتاز أنا قادمه
قبل ان تخرج نظرت لأبنها واخبرته ان لا يبرح مكانه فهو معاقب.
ونظراتها كانت تحذره من العصيان وألا سيندم.لم يكترث كثيراً وواصل
تناول فطوره عندما خرجت ألقى والده بظرف أبيض ناحيته, في البداية
لم يفهم ولكن ماأن رأى ختم المدرسه حتى غاص قلبه بين اضلعه....
-3-
وضع السيد كريم الجريدة جانباً وراح يحدق في ابنه بصمت,
ولكن صمته لم يدم طويلاً....
- علي انت مخطأ اذا كنت تظن بأن انشغالي
بأدارة اعمال الشركة سيلهيني عن متابعت أمور
والدي الوحيد...
نظرت الذهول على وجهه عليّ جعلته ينهض من مكانه. كان
يروح ويجيء امام طاولة الطعام لكي يهديء من حدة اعصابه.
مشكلة الغضب لديه وفقدانه لأعصابه لأتفه الأسباب تجاوزت الخط
الأحمر ويجب ان يعالجها قبل ان تزداد الأمور سوءً, تنهد واستدار
ناحية ولده ....
- انا لا ألومك ولا الوم والدتك فهي مثلك تماما
تظن بأني والدٌ مهمل ولكن هذه ليس موضوع
نقاشنا فأنا الآن اريد توضيحاً.... الأدارة
تشتكي من سلوكك مع زملائك وتدني مستوى
درجاتك !!!
- لا اُريد الحديث في الموضوع
- عفواً..... لا تريد الحديث؟!
انظر الي ايها الشاب الصغير
سنتحدث شئت ام ابيت مفهوم؟؟
ماأن خرجت الكلمات من السيد كريم حتى شعر بالندم, فكالماته
الحاده لم تزد علي ألا عناداً ومظهره العابس ويداه المكتوفتين خير
دليل على ذلك . نظر السيد كريم الى الأعلى وكأنه يطلب العون
من الله ....
- بني انا لا اطلب الا تفسيراً
حتى نجد حلاً للمشكلة
نهض علي فجأة من مكانه والغضب يتملكه.كان الشرر يتطاير من
عينيه وهويصرخ في وجه والده...
- لما لاتسأل نفسك انت والسيدة الوالده
اولاً ؟؟!!!
- علي !!
خرج علي من الغرفة تاركاً السيد كريم مذهولاً وعلامات الصدمة
واضحه على وجهه. صعد الى غرفته واغلق الباب بالمفتاح....
-4-
كانت فاطمة تجلس مع والديها في حديقة منزلهم عندما أقبل السيد
كريم ناحيتهم...
- السلام عليكم ورحمة الله
- وعليكم السلام ورحمة الله
نهض والد فاطمة وحيا كريم محتظناً بعدها قبل كريم يد والدة
فاطمة ورأسها ...
- بني لم تخبرنا فاطمة انك قادم
نظر السيد كريم الى زوجته وابتسم بعذوبه قائلاً :
- احببت ان تكون مفاجأة
رفعت فاطمة حاجبها وتمتمت بشيء غير مفهوم جعل والدتها تصوب
نظرة عدم استحسان نحوها ..
- أين ريم ؟؟
- انها تلعب بالأرجوحه
- جيد .... عمي .. حماتي لقد
حظرت اليوم طالباً عونكما....
صمت السيد كريم وبدا متوتراً وهذه ادهش فاطمة فزوجها دائماً واثق
من نفسه ولاتعوزة الكلمات !!
- نعم بني نحن نصغي
- في الحقيقة انا احاول جاهداً
ان اصلح الأمور بعد الذي حدث
خصوصاً...... مع
ريم ولكن فاطمة تبقيها بعيده عني
ولا تسمح لي بالأقتراب منها....
- انت تعلم تماماً انها تخاف منك
- فاطمة دعي زوجك يكمل
نظر السيد كريم لعمه بأمتنان وتابع......
- بقائها بعيده عني لن يعجل في شفائها
- ربما ولكن سيجنبها نوباتك غضبك
- انا احاول ... احاول لما لا تفهمين؟؟
كان الغضب في عينيه ممزوج بشيء آخر قرأته فاطمة في نظراته.
هناك عذاب وألم في نظرته جعلا قلبها يعتصر من أجله .. ومن أجل
ريم ومن أجلهم جميعاً كأسرة...
- فاطمة بنيتي لما لا تمنحين زوجك فرصة؟!
لم تستطع الأجابة فقد كانت تشعر بالغصة فأومأت برأسها وابقت
نظراتها مركزه على يديها المعقودتين في حجرها....
- شكراً
قالها زوجها بشكلٍ محموم ويفيض امتناناً, فرفعت رأسها والتقت
عيناه وثغره الباسم. ابتسامتهُ ذكرتها بأبتسامة علي عندما يظفر بما
يريد. لم تقاوم فضحكت برقه جعلته يقطب جبينه بحيره....
- انت لا تبتسم هكذا ألا عندما
تنجح في اتمام صفقة ما
- وهل هناك صفقة أهم من
عـــائلتي ؟؟
كان دورها الآن لتقطب جبينها وتتسائل في نفسها , هل حقاً
زوجها تغير ؟!. كانت تنظر اليه وهو يتحدث مع والدها عن أمور
الشركة بثقة وخبرة تامه تثير الأعجاب. زوجها شخصٌ ناجح
في عمله ولكن كزوج وأب فهو بعيد كل البعد عن النجاح.
يتبع ...........
|
|
|
|
|