الإبداع والحياة
* كاظم إبراهيم مراسي
** ** **
إذا التقى شخصان بينهما معرفة، فعادة يبدأ بالكلام من يشعر بالضيق فالذي يشعر بالراحة والطمأنينة يفضل السكوت والذي يشعر بالضيق إن سكت أكثر مما يستطيع فإنه يكسر سكوته بالحديث الصاخب.
وهكذا كلما ارتفع الصوت كلما كان الضعف أكبر، وهذا الضعف بالطبع يختلف من إنسان لآخر، حسب تربية ونشأة الشخص، فمنا من يتضايق لأتفه الأسباب ومنا من يستطيع أن يكبح ويلجم غضبه وضيقه لأمد أطول ولكن هذا الكبح ليس ذا عمر طويل حيث انه من الممكن أن يعبر عن غضبه وضيقه في مكان آخر ومع إنسان آخر وهناك من يلجأ إلى هوايته عندما يتضايق كالفنانين الذين هم من أكثر الناس حساسية وشعورا نجدهم يفرغون طاقات غضبهم وحماستهم في الرسم والنحت وكتابة القصيدة والموسيقى وغيرها من ضروب الفن..
لأن أخلاقهم لا تسمح لهم بالتصادم مع الآخرين فنحن مجتمع في طور الولادة.
فلسنا تقليديين نعيش في العصر العباسي ولسنا مجددين نعيش في القرن الحادي والعشرين وما زلنا نتخبط ما بين التقليدية والحداثة ولم نرس بعد على شاطئ الأمان، وشاطئ الأمان نجده في ممارسة الهوايات الفنية والرياضية والرحلات وغيرها من الهوايات فنحن بشر وما يميزنا عن الحيوانات هو سلامة التفكير والعمل والنطق، فهمومنا يجب أن تتعدى الطعام والجنس التي هي هموم الحيوانات وعلينا أن نمارس هوايات نستطيع أن نبدع فيها في شتى المجالات وهذه الهوايات يجب أن لا تقتصر على الفن بل أيضاً على الصناعة والحرف والاختراعات والقراءة وهذا الإبداع هو عمليا أعلى مستويات التفكير العقلي ومعناه التجديد وهذا يطرح نفسه – كم قارئاً كبيراً يوجد لدينا –؟
خلاصة القول أن الكتابة الأدبية تنتج عن نفسية وثقافة وظروف متباينة، كذلك الأمر فإن للمتلقين ثقافتهم وظروفهم ونفسياتهم المتباينة.
ومن يستطيع أن يحكم على الأدب هو المثقف الموضوعي الذي يرى في النص مادة لها تحليلاتها وتفاعلاتها ومكوناتها.
----------------------------------------
مقال أعجبني وأحببت نقله لكم لتشاركوني فيها
تحياتي
مريم محمد