[العاملي الحقيقي]

القراء الأعزاء
تحية المحبة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الأبيات تفتقت عنها قريحتي المقهورة، إثر بريد إلكتروني متداول وافاني يشتمل على قصيدة عن المغنين وانتشار فتنتهم انتشار النار في الهشيم في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، وسيطرتهم على الفضائيات الساقطة، واستحواذهم على عقول المراهقين والشباب، وتمييعهم، وإهدار طاقاتهم في الباطل المحرّم. فتساءلت في قرارة نفسي: من صنع هؤلاء الأوغاد؟ ومن لمّعهم، وقدمهم نجوماً وأسياداً وأبطالاً في المجتمع، ليكونوا قدوة للشباب والمراهقين الذين ضلت أسرهم وانشغلت بتوافه الأمور، وضيعت الأمانة فيهم؟ من الذين جعل لهؤلاء الساقطين أجندة ينفذونها بدقة، فيحطمون المجتمعات ويهدرون طاقاتها، ويجعلونها ضحلة سطحية مرهونة لتوافه الأمور، مشغولة بالقشور، لاهية عما يُراد بها من الويلات. وسرعان ما ترجمت تساؤلاتي أبياتا من الشعر الذي هو سلاحي المتواضع .

من ذا الذي أعطى المغني مجده

ورعاه حتى صار فينا أميرا؟!

من ذاك دشّن للحمير مراكزا
كي لاتُرى في العالمين حميرا؟!

من ذاك روّج للحمير نهيقها
وأبانه للغافلين زئيرا ؟!

ومن الذي جعل المغني إبرةً
فوق المسارح تنشر التخديرا

حقن الشباب بها لئلا يعرفوا
أن السبايا تطلب التحريرا

وبأن أمتهم بها العلل التي
لايحتملنَ دقائقاً تأخيرا

فمن الذي نصب المغني قدوة
لشبابنا ويقودهم طابورا؟!

وأباحهم شاشاته مفتوحة
حتى وإن صارت لهم ماخورا !!

إن الذي يخشى الفضيحة إن وعى
شعب يريد لذله تفسيرا

هو من يريد المطربين كقادة
لجيوشه ويقررون مصيرا !!

عرض العرايا سيّداتٍ بينما
عرض اللواتي يحتجبن شرورا!!

من ذاك؟ قولوا. إنه لغزي لكم
إن تعلنوه ستسكنون قبورا

مرتضى العاملي