في خضم السجال الدائر حول عدم رغبة رئيس الوزراء العراقي الحالي بالبقاء في منصبه لدورة ثانية, أصدر مكتب رئيس الوزراء قبل أيام بيانا نفى فيه جملة وتفصيلا إدعاءات المستشار السابق للأمن القومي العراقي والنائب الحالي الدكتور موفق الربيعي حول إعراب المالكي عن عدم رغبته بالترشح لمنصب رئيس الوزراء لدورة أخرى.ولقد نفى المالكي ذلك معتبرا تلك التصريحات تدخل في إطار الدعاية الأنتخابية!
فيما شنت قيادات حزبية تنتمي إلى جناح المالكي حملة غير أخلاقية على النائب الربيعي بسبب تصريحاته تلك, وصلت إلى حد إتهامه بالكذب وبأنه قد أطلق تلك التصريحات في أعقاب رفض قائمة إئتلاف دولة القانون لطلبه الأنضمام الى صفوفها ,بل وصل الأمر إلى حد الطعن في سلوك الربيعي من قبل من يدعون الدعوة إلى الله, ولا أعلم كيف تسمح رئاسة الجمهورية لنفسها بتعيين مستشارين بتلك المواصفات .
ورغبة مني في معرفة الحقيقة وهل هناك أساس لأدعاءات الربيعي تلك التي زعم أن رئيس الوزراء قد أفصح عنها في مجالس خاصة قررت البحث في الشبكة العنكبوتية عما يعضد ذلك, فلم أجد إلا ما يؤكد تصريحات النائب الربيعي وما يؤيد صدقه! فلقد وجدت بأن رئيس الوزراء العراقي والأمين العام لحزب الدعوة الأسلامية قد أعرب وبشكل واضح وصريح عن عدم رغبته بالبقاء رئيسا للوزراء لدورة ثانية بل, إنه لا يريد الأستمرار في البقاء في منصبه اليوم ولحين إكمال الدورة الحالية!
فلقد صرح المالكي بذلك خلال مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية , ولقد نقلت تفاصيل تلك المقابلة الصحفية كل من وكالة رويترز الدولية للأنباء والبي بي سي ومحطة فوكس نيوز الدولية وشبكة أي بي سي الدولية وصحيفة الغارديان البريطانية!(إفتح الروابط تحت). حيث قال المالكي وبالحرف الواحد ما يلي:
(Asked whether he would accept a second term, Maliki said in an interview published on Tuesday by the Wall Street Journal: "Impossible."
"I wish it could be done with even before the end of this term. I would like to serve my people from outside the circle of senior officials, maybe through the parliament, or through working directly with the people," Maliki said.
"I didn't want to take this position. I only agreed because I thought it would serve the national interest, and I will not accept it again," he said.
والترجمة الحرفية كما يلي:
حيث أجاب عند سؤاله عن رغبته بالبقاء رئيسا للوزراء لدورة ثانية قائلا (مستحيل !أنا أتمنى ترك المنصب قبل إنتهاء ولايتي!أنا أريد خدمة شعبي خارج دائرة المناصب السيادية! أو لربما عبر البرلمان أوبالعمل المباشر مع الناس!, فإنني لم أكن راغبا بتولي هذا المنصب,فلقد قبلت بذلك لأني أعتقدت بأني سأؤدي واجبا وطنيا, وسوف لن أقبل بهذا المنصب مرة ثانية!)
ولايسعني هنا إلا التذكير بحديث الرسول الأكرم (ص) عندما سئُل هل المؤمن يزني فقال نعم , وهل يشرب الخمر فقال نعم ,فهل يكذب فقال لا).
إن هؤلاء يقدمون يوما بعد أخر الأدلة على كذبهم وعلى نفاقهم ومتاجرتهم بالدين لتحقيق مطامع دنيوية, فبعد أن زجوا بالعراق في اتون المواجهات الدموية الحمقاء التي دفع العراقيون ثمنها تحت شعار إقامة حكم الله في الأرض, يبين اليوم دجلهم وكذب إدعاءاتهم فهؤلاء لاينطبق عليهم سوى قول الأمام الحسين (ع) بأنهم عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرت معائشهم.
وفي الختام أرجو من كل المخدوعين بهؤلاء أن يفتحوا عقولهم ليروا حقيقتهم , وأقول لأصحاب الأقلام المأجورة ولكل والمطلبين الذين تصلهم الأموال السحت التي يسرقها هؤلاء من ثروات العراقيين, قليلا من الحياء وقليلا من الوطنية, وكونوا ولمرة واحدة أحرارا في دنياكم فقولوا كلمة الحق, فمن يكذب علنا وجهارا لايستحق الدفاع عنه ولا يستحق أن يبقى رئيسا للوزراء بل يستحق المحاكمة, وأخيرا لا يعني إلا أن أوجه تحية للنائب الصادق موفق الربيعي الذي فضح حقيقة هؤلاء الدجالين.