|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 41188
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 5,848
|
بمعدل : 1.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
اوجد الاسلام ولم يجد المسلمون
بتاريخ : 10-01-2010 الساعة : 09:50 PM
هل ينطبق علينا القول بانه بلادنا اسلاميه ولكن يوما بعد اخر يختفي المسلمون وهل في الغرب يوجد مسلمون في بلاد غير اسلامية فهل هم يطبقون شريعتنا الاسلامية ونحن لا نطبقها :: انقل لكم المقال التالي تارك التعليق لكم ؟؟؟؟؟
احتجت لمعلومة معينة، فدخلت إلى موقع "الويكيبيديا" المجاني، الذي يُعتبر من أكبر الموسوعات في الفضاء السايبروني، فزت بالمعلومة وعدت أدراجي، وقبل أن أُتمّ خروجي من الموقع لفت انتباهي رسالة من جيمي ويلز منشئ الموقع المعلوماتي، يدعو من خلالها الزوار المستفيدين إلى تقديم الدعم المالي للموقع الذي تبلغ مصاريفه السنوية عشرة ملايين دولار، ويلز يطلب من الناس أن يحموا موسوعتهم التي صنعوها بأنفسهم من أجل أن تبقى المعلومة المجانية متاحة للكل بعيداً عن حسابات الربح.
تذكرت وأنا أقرأ رسالة ويلز تلك الحملة الكبيرة التي بدأها الموقع قبل أشهر لجمع التبرعات، أذكر أن رقم التبرعات كان يزداد أمام عيني في كل مرة أدخل الموقع، وكان الهدف من الحملة الوصول إلى جمع تبرعات بقيمة خمسة ملايين دولار، تساعد على استمرار تقديم الموقع لخدماته الجليلة. كنت أدخل الموقع وأخرج بشكل شبه يومي من غير أن أفكر أبداً في أن أتبرع من "حر مالي" لحماية الموسوعة التي أستفيد منها بشكل مستمر، لم أفكر إطلاقاً في المساهمة الأممية التي كانت تهدف إلى إبقاء هذا المشروع المعلوماتي المجاني على قيد الحياة! موقع آخر كنت "ومازلت" أدخله باستمرار للحصول على صور مجانية، يطلب من رواده التبرع بما تجود به أنفسهم للحفاظ على خيرية المشروع، لكن على رغم ذلك لم أشارك بدفع هللة واحدة؟!
تحدثت إلى نفسي بعد قراءة رسالة جيمي ويلز، لماذا لم أفكر أبداً في دعم هذا المشروع الخيري؟! اتصلت بصديقي محمد وسألته: هل تبرع من قبل لأحد المشاريع الخيرية المنتشرة فوق أرض "الإنترنت"؟ أجابني بـ "كلا" كبيرة. اتصلت بزوجتي وسألتها :هل سبق أن اقتطعت جزءاً صغيراً من مصروفنا الشهري وتبرعت به لإحدى الجمعيات النفعية في عالم "الإنترنت"؟ أجابتني بـ "لا" كبيرة أيضاً، وزادت بالقول: اللهم لك الحمد! اتصلت بصديقي الآخر أحمد وسألته السؤال نفسه، وأجابني بالإجابة نفسها. صديقي صنيتان أيضاً أجابني بالإجابة نفسها.
ولم تختلف إجابة مشبب عن إجابة محمد وأحمد وصنيتان كثيراً، اللهم في تفصيل صغير وهو أن مشبب تبرع مرة لجمعية خيرية إسلامية كانت "تدّعي" دعم أطفال الصومال.
فكرت أكثر في الموضوع وأخذتُ ذاكرتي إلى العمق، وتساءلت: لماذا لا يشارك العرب والمسلمون عادةً في المشاريع الخيرية بنسبة مقاربة لمشاركة اليهود والمسيحيين والملحدين واللادينيين؟! لماذا تُعتبر عملية التطوع جزءاً أصيلاً من ثقافة الغرب والشرق، بينما هي هامشية في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص والمجتمعات الإسلامية بشكل أعم؟!
لماذا تكون الأعمال الخيرية جزءاً من حياة الكثير من الغربيين والشرقيين، بينما نجد غالبية العرب والمسلمين بعيدين عن هذه الأعمال؟
وبعيداً عن التبرع والتطوع والمشاركة الخيرية المجتمعية، لماذا تشتهر المجتمعات الإسلامية بتعاطي الكذب أكثر من أهل الغرب والشرق على السواء؟ لماذا يخسرالعرب والمسلمون مباراة مقارنة أمانتهم مع أمانة أهل الشرق والغرب؟!
لماذا تُشكل الرشوة عموداً رئيساً في بناء الفساد الإداري في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فيما يندر أن تلاقي المرتشين اليوميين الفرنسيين أو الكوريين مثلاً؟
صديقي صنيتان يقول: إنه يتعرض للنصب في الغالب في كل المدن العربية تقريباً، سواء في محل الأحذية أو في المطعم أو عند الحلاق أو في المغسلة، بينما يندر أن يتعرض له أحد بالنصب في فرنسا أو لندن أو نيويورك. يضيف صنيتان: انه يتعرض للنصب الخفيف أو "البين بين" في إيطاليا واليونان ودول أوربا الشرقية. ويضيف ضاحكاً :ان طريق النصب "الدنيوي" يولد صغيراً في أقصى الغرب وينمو كلما اتجهنا شرقاً حتى يبلغ كهولته في قلب الشرق الأوسط، ثم يعود في السير من جديد نحو الطفولة عندما يجعل باكستان وأفغانستان وراء ظهره. مشبب يقول :إن صديقه الأميركي الذي يعمل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً يخصص ساعتين في الأسبوع للمشاركة في الأعمال التطوعية الخاصة بلجنة تنسيق الزهور في الحي الذي يعيش فيه. ويردف مشبب ضاحكاً :انه لم يتعرف حتى الآن على سعودي واحد يخصص ساعات أسبوعية للمشاركة في أعمال تطوعية تخص المجتمع بشرائحه كافة. السعوديون المتطوعون، بحسب كلام مشبب، هم من أعضاء الجمعيات الخيرية الذين هم في العادة يوصفون في المجتمع السعودي بأنهم ملتزمون دينياً. يتساءل مشبب: لماذا لا يشارك السعودي الحليق أو الشاب الذي ليس له حظ كبير من الالتزام الديني في الأعمال التطوعية التي تسهم في خدمة المجتمع وترقيته؟!
صديقي محمد يظن أن الجملة الشهيرة لمحمد عبده التي قالها عندما سافر للغرب: "وجدت هناك إسلاماً بلا مسلمين، بينما تركت خلفي في بلدي مسلمين بلا إسلام"، يظن أنها صحيحة 100 في المئة. محمد سافر للخارج كثيراً واختبر هذه الجملة في أكثر من موقع وموقف ووجد بالفعل انها حقيقة لا تقبل المجادلة، لكنه لا يعرف لماذا فعلاً هذه الجملة صحيحة جداً جداً؟! أصدقائي محمد وصنيتان وأحمد ومشبب لا يشاركون في الأعمال التطوعية ولا يتبرعون لجمعيات النفع العام ويكذبون أحياناً "هذه الأحيان قد تكون أحايين كثيرة في مواقف معينة" ويعتقدون معاً أن الغربيين والشرقيين يتصفون بصفات أخلاقية تفوق ما يمتلكه بنو يعرب وأخوانهم المسلمون؟! أعود لأسئلتي: لماذا تغيب ثقافة التطوع عن المجتمعات الإسلامية؟ ولماذا تنتشر هذه النوعية من الثقافة في الغرب؟ لماذا نحن مسلمون متخلفون؟ الإجابة ببساطة شديدة: لأن الغربيين يتطوعون في الدنيا من أجل الدنيا، أما من يتطوع في مجتمعاتنا فهو يفعل ذلك من أجل الآخرة، يفعل ذلك من أجل دخول الجنة!... لذلك المتطوعون كثيرون في الغرب قليلون عندنا. المسلمون العاديون "غير الملتزمين" أمامهم لائحة طويلة من الأعمال الدينية الواجب عليهم أداؤها ليضمنوا الفوز بالجنة، عليهم أولاً إتمام هذه الأعمال ومن ثم القيام بالأعمال التطوعية، وهذه الأعمال الواجبة لا يمكن بلوغ نهايتها عند النسبة العظمى من المسلمين، وبالتالي لا يكون للأعمال التطوعية فرصة للظهور في آخر اللائحة. متى ما عمل المسلمون في دنياهم من أجل دنياهم على أساس ان هذه الأعمال تأخذهم بشكل أوتوماتيكي إلى الجنة، فإننا في ذلك الوقت سنتبرع للويكيبديا ومواقع الصور المجانية!
|
|
|
|
|