|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 46782
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 4
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
اول من بكى
بتاريخ : 08-01-2010 الساعة : 10:56 AM
أول من بكى
بقلم:مصطفى سعيد العرب
يدخل الامام الحسين عليه السلام، على جده محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وآله،فيبرك على ظهر جده الطاهر،فيما يوحي الأمين جبرئيل(ع) الى رسول الله(ص).وبينما الابن الصغير يلعب على ظهر جده،إذ بجبرئيل الامين يخبر رسول الله(ص) بخبر من رب العالمين،فيؤسس الجد (ص) بعد تلقيه ألخبر أول مأتم في الاسلام على سبطه الحسين ، ويذرف أول دمعة في حب الحسين(ع).
قال العلامة السيد محسن الأمين العاملي : ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمدالماوردي الشافعي في كتابه " اعلام النبوة " صفحة : 83 طبع مصر فقال :
و منإنذاره ( صلى الله عليه وآله ) ما رواه عروة عن عائشة قالت : " دخل الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و هو يوحى اليه ، فبرك علظهره و هو منكب و لعب على ظهره . فقال جبرئيل : يا محمد ، إن أمتك ستفتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ، و مدَّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، و قال : في هذه الأرض يقتلابنك ـ اسمها الطف ـ . فلما ذهب جبرئيل خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى أصحابه و التربة في يده ، و فيهم أبو بكر و عمر و علي و حذيفة و عمار و أبو ذرو هو يبكي .
فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبرئيل أن ابنيالحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، و جاءني بهذه التربة ، فأخبرني أن فيها مضجعه.
إذن ،من هذه الرواية نعرف،ان أول من وضع حجر الاساس لهذه الحسينيات الهائلة العدد في كل الكرة الارضيه،هو نبينا وحبيبنا محمد(ص).وإن أول من بكى وأبكى صحابته على الحسين الشهيد،هو جده رسول الرحمة.فهل نلام إذا بكينا على الامام الحسين ابد الدهر؟؟
قد يسأل سائل، لماذا هذا البكاء السرمدي على مذبحة مروعة حدثت قبل 14 قرنا،أفليس لهذا الحزن والبكاء نهاية؟
الاجابة على هذا التساؤل،نقرأها من الحديث الشريف،حيث قال النبي(ص):"إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابدا". وقال سبطه الشهيد"انا قتيل العبرة".
نعم هذه الحرارة الابدية،وهذه الدمعة السرمدية،هي بيعة في اعناقنا لأبي عبدالله الحسين ماحيينا وما طلعت شمس وما غاب قمر.هذه الدمعة هي دمعة الحرية والأنعتاق من العبودية، ومن ظلم الظالمين وجور الجائرين.حيث ان هذه الدمعة فضلا عن انها احب القطرات الى الله تعالى وان ثوابها عظيم وجليل،هي كذلك من فجرت الثورات والانتفاضات في وجه طواغيت الارض.بل إن هذه الدمعة هي من حافظت على بقاء هذا الأرث الكبير،وهذه المبادئ العظيمة من ثورة كربلاء الحسينية الخالدة.
إن الدمعة الحسينية،هي مخزون هائل لطريق الجهاد في سبيل الله،وكنز لا يفنى من مشاعر ومبادئ تضيء طريق المستضعفين في الارض،ليكونوا ائمة ويكونوا هم الوارثون. إن منهج الدمعة هو منهج لتنمية وإحياء المبادئ والقيم التي ثار من اجلها ابي الاحرار(ع).إذ البكاء على الشهيد المظلوم،هو الوقود للثورة والنضال، والدافع والمحرك على الوقوف في مقابل اللاعدالة واللاصلاح.كما انه هو الحافظ والضامن لثورة الطف العظيمة.
وعليه، فإن بكائنا ليس ساذجا و عاطفيا غير واع كما يحلو للبعض ان يصوره،إنما هو حالة سياسية عاطفية واعية ،تتحرك وتتصاعد بإستمرار،لتصل الى هدفها في شحذ الهمم وشحن الطاقات لرفض كل ظالم جائر،ولتصلح مافسد في أمة نبينا محمد (ص).
يقول الامام الخميني(قدس) "لا تعترضوا على البكاء . فالبكاء أمر سياسي عاطفي اجتماعي وإن لميكن بكاء فلا بأس بالتباكي . فما معنى التباكي إذن ؟ هل يحتاج الحسين عليه السلام لكي نبكي عليه ؟! فلماذا أصرّ الأئمة عليهم السلام على إقامة المجالس و على البكاء بالذات. إن هذا البكاء و الإجتماعات تحفظ كيان المذهب .. و ان رمز انتصارنا على الأعداء ، يكمن في مجالس العزاء و في البكاء و في اللطميات و الرثاء".
فلا غرو إن منعت الشعائر الحسينية في عراق صدام السفاح البائد وبعض الدول المتجبرة،فهذا هو سلوك كل طاغية وسلطان جائر،حيث الخوف والقلق من تلك الدمعة الحسينية السياسية الواعية الثائرة المتوقدة والصارخة في وجه كل متكبر،والتي اول من ذرفها على الحسين،جده المصطفى وأبيه علي المرتضى وأمه فاطمة الزهراء، عليهم صلوات الله وسلامه.
|
|
|
|
|