سُنَنُ أبي دَاوُد، الإصدار- للإمامِ أبي دَاوُد
الجزء الأول >> -2- كتاب الصلاة >> -22- باب في كراهية البزاق في المسجد
474- حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام وشعبة وأبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "التَّفْلُ في المسجد خطيئةً، وكفارته أن تُواريه".475- حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ البزاق في المسجد خطيئةٌ، وكفارتها دفنها".476- حدثنا أبو كامل، قال: ثنا يزيد -يعني: ابن زُرَيْع- عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "النُّخاعة في المسجد" فذكر مثله.477- حدثنا القعنبي، ثنا أبو مودود، عن عبد الرحمن بن أبي حدردٍ الأسلمي، قال سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من دخل هذا المسجد فبزق فيه أو تنخَّم فليحفر فليدفنه، فإِن لم يفعل فليبزق في ثوبه ثمَّ ليخرج به". (ج/ص: 1/183)
478- حدثنا هناد بن السَّرِيِّ، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي، عن طارق بن عبد الله المحاربيِّ، قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قام الرجل إلى الصلاة، أو إذا صلى أحدكم فلا يبزقَنَّ أمامه ولا عن يمينه، ولكن عن تلقاء يساره إن كان فارغاً أو تحت قدمه اليسرى؛ ثم ليقل به".479- حدثنا سليمان بن داود، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:
بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوماً إذ رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس ثم حكَّها قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفرانٍ فلطَّخه به وقال: "إنَّ الله تعالى قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلّى فلا يبزق بين يديه".
قال أبو داود: رواه إسماعيل وعبد الوارث عن أيوب عن نافع، ومالك وعبيد الله وموسى بن عقبة عن نافع، نحو حماد، إلا أنه لم يذكروا الزعفران، ورواه معمر عن أيوب وأثبت الزعفران فيه، وذكر يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع الخلوق.
480- حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا خالد -يعني: ابن الحارث- عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد اللّه، عن أبي سعيد الخدري:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها، فدخل المسجد فرأى نخامة في قبلة المسجد فحكها، ثم أقبل على الناس مغضباً فقال: "أيسرُّ أحدكم أن يُبصق في وجهه؟ إن أحدكم إذا استقبل القبلة فإِنما يستقبل ربَّه عزَّ وجلَّ، والملك عن يمينه، فلا يتفل عن يمينه، ولا في قبلته، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإِن عجل به أمرٌ فليقل هكذا".ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه ثم يردَّ بعضه على بعض. (ج/ص: 1/184)
481- حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو، عن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن خيوان، عن أبي سهلة السائب بن خلاَّد، قال أحمد: من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أن رجلاً أمّ قوماً فبصق في القبلة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين فرغ: "لا يصلي لكم".
فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "نعم"، وحسبت أنه قال: "إنك آذيت الله ورسوله".
482- حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن أبيه قال:
أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فبزق تحت قدمه اليسرى.
483- حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن أبيه بمعناه، زاد: ثم دلكه بنعله.
484- حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفرج بن فضالة، عن أبي سعد قال: رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق بصق على البوريِّ ثم مسحه برجله، فقيل له: لم فعلت هذا؟.قال: لأني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله.
485- حدثنا يحيى بن الفضل السجستاني وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان بهذا الحديث، وهذا لفظ يحيى بن الفضل السجستاني، قالوا: ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حرزة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: أتينا جابراً -يعني: ابن عبد الله- وهو في مسجده فقال:
أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا وفي يده عرجون ابن طابٍ، فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة فأقبل عليها فتحها بالعرجون، ثم قال: "أيُّكم يحبُّ أن يعرض الله عنه بوجهه ؟". (ج/ص: 1/185)
ثم قال: "إن أحدكم إذا قام يصلي فإِن الله قبل وجهه فلا يبصقنَّ قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبزق عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرةٍ فليقل بثوبه هكذا" ووضع على فيه ثم دلكه، ثم قال: "أروني عبيراً" فقام فتىً من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعله على رأس العرجون ثم لطخ به على أثر النخامة.
قال جابر: فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم. وانا اقول لذلك الشيعة لم يصلوا في مساجدكم .