فضة النوبية،
وهي تلميذة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وخادمتها التي عاشت
معها في بيتها لتشاركها في معظم ظروفها وأحزانها والمصائب التي حلت بها
.
أبكني إن بكيت يا خير هادي وأسبل الدمع فهو يوم الفراق
يا قرين البتول أوصيك بالنسل فقد أصبحا حليف اشتياق
فارقوا فأصبحوا يتامى حيارى يحلف الله فهو يوم الفراق
لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضّة لزينب:
يا سيّدتي، إن سفينة كسر به في البحر فخرج به إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق والأسد رابض في ناحية، فدعيني أمضي إليه فأعلمه ما هم صانعون غدا؟ قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه ثم قالت: أ تدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله (عليه السّلام)؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره.
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين (عليه السّلام) فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ فتنة لا تثيروها انصرِفوا، فانصرَفوا...
أبكني وأبك لليتامى ولا تنس قتيل العدي بطف العراق